متى تشعر بالرضا عن نفسك؟
***
روزان كانت اول من حضر منذُ الصباح الباكر
اخذت مفتاح القاعة لتفتحها ليستقبلها الصمت من كل
مكان، نصف ساعة وتبدا المحاضرة، لم ترى هذا المكان
لمدة كون دفعتها الدراسية خارج البلد،بالرحلة التي خططت لها كثيراً ولم تحضرها.
ملامحها كانت جامدة وهي تحدق باللوح،ثم المقاعد
القاعة التي بدت لها كبيرة وموحشة اكثر من اي وقتً سبق
اخرجت منديل قماشي لتفتح طياتهُ بعنف وتزيل التراب
اذ وجد من على مقعدها في الصف الاول ، جلست بظهر مستقيم، ارخت ظهرها لان لا احد هنا..
التفَ رأسها لترا المقاعد المرتبة خلفها،ابتسمت بسخرية.
فتحت هاتفها لتذكر رؤيتها لبعض الصور من الرحلة الدراسية الجميع كان سعيداً ومتحمس،حتى ان البعض تصور مع والدها .
تذكرت كذلك فيديو للاستاذ بيكهيون الذي يضحك مع طلابهِ
لتغمض عيونها بأنزعاج،لِم هو محبوبٌ هكذا؟
هل الامر جيد حين تكون محاطًا بهذا العدد من الناس
المؤقتين..اوليس كل شيء لهُ مدتهُ وينتهي . لِم اذاً؟
تنفست عدة مراتً قبل ان تفتح الكاميرا الامامية تحدق بنفسها
عدلت شعرها وابتسمت بخفة،حدقت بيدها التي اصبحت اخف نظراً لانها تمتلك جبيرة اقل سمكًا من سابقتها تختفي تحت السترة ذات الاكمام الطويلة .
وضعت ذراعها على الطاولة الملتصقة بالمقعد لتستقيم
فتحت الاضواء لتتاكد من عمل جهاز العرض ..نظافة اللوح وغيرهُ ، عدلت الروزنامة بما يتفق مع تاريخ اليوم والذي كان متأخرًا بما يقارب العشر ايام .
حدقت بالكرسي الذي يجلس عليهِ الاساتذة عادةً ، المنصة
على الجانب ..والطاولة التي تقابل الكرسي ، جلست بالكرسي لتدفع نفسها فيتحرك للامام قليلاً ..حدقت بالقاعة
وابتسمت بتوسع هذهِ المرة،كم بدا لها المنظر جميلاً من هذهِ
الزاوية ..اخذت تتامل كثيراً حتى فاجئها دخول الاستاذ
فجأةً ، بقت جالسةً حتى انتبه لها ليجفل قليلاً.
وقفت بتعبير عادي لتتجه ناحيتهِ
'صباح الخير استاذ '
تحدثت بابتسامة متكلفة للشخص الذي لازال
للان يلتقط انفاسهِ.
'صباح الخير لكِ ايضًا، ما الذي تفعلينهُ هنا؟'
تحدث هو لترفع حاجبًا.
'استاذ بيكهيون،انا طالبة في هذهِ الجامعة اذ كنت نسيت'
تحدثت ليدور عيونه
'اه! لم اراكِ منذ مدة وانا نوعا ما امتلك ذاكرة كالسمك
لذلك ربما نسيتك فعلاً'
تحدث بتعبير بارد لتحدق بهُ بدون اي ملامح.
