8

2K 71 1
                                    

 صمت حيرة كلمات عجز اللسان عن نطقها كى لا نجرح من حب ولكن هل من تحب يقدر اما يذهب وحيدا فى طريق العند والكبرياء
 سيف رفض اخبار فرح بكلام شذى حتى لايبتعد الطريق بينهم اكثر من ذلك ولكن القسوة التى تحلى بها قلب زهيرة ابت ان يعيش سيف وفرح فى كنف هذا الحب البرئ وكانها بذلك تعاقب فرح على فعلة لم ترتكبها بحقها ابدا
ملل وفتور بينهم وصل لحد البعد فى كل شئ
 سيف يمنعه كبريائه من تكرار اعتذاره التى رفضته كثيرا وهو لا يرى انه مذنب فى حقها وانه لم يخبرها محاولة منه ان يبدوا صفحة جديدة بعيدة عن كل الاحداث السابقة
 اما فرح كانت حزينة بشدة ان يتهمها احدا فى شرفها دون ذنب منها مع انها تشعر ان سيف لم يخبرها بحديث شذى لانه اقتنع ان حديثها كان باطلا ولكن زهيرة بفعلتها كانها اعطت الاشارة للحزن ان يبدا من جديد
 كثيرا ما كانا يتقابلا سريعا بدون كلمات حاولت ان تقوم بواجب الزوجة فى رعاية منزلها مع انه كثيرا لم يكن ياتى المنزل الا متاخرا يجدها نائمة احيانا او مستيقظة وعندما تتاكد انه حضر تدخل غرفتها عالمها الذى يبعد عنه مقدار جدار ......جدار يفصل بينهم ولكن مع ذلك الا ان القلب قد بدا ينبض بحبه لهذا الشخص الذى تعدى كل من راتهم احساسها تجاهه مختلف لم تشعر به من قبل وكان زواجه منه رغم رفضها جاء فى صالحها هى .......... ان تحب وتحبه فقط
.................
نفسى اعرف دى عرفت منين انى سيف لسه مدخلش ممكن افهم؟
نطقتها عنان وهى تقف امام والدتها بعصبية
 امل :يا ريتنى ما كنت نطقت ولا اتكلمت..........قاعدة مع ابوكى فى البلكونة بنتكلم سالنى عن سيف اخباره ايه ........قلتله لسه مخدوش على بعض يا حسين .........وهى الكلمة لقيتها جريت على الباب تزعق وتقولى كلام بنت اختك صحيح
 اقولها لا شذى اعترفت لسيف انه كلام كذب وانهم كانوا فى مشاكل من ايام الجامعة بس دى زى ما تكون ما صدقت
عنان:اه طبعا ماهى عايزة خناقة والدنيا تولع بينهم عشان ترتاح
 امل :وانا اللى كنت بقول خلاص الدنيا هتصفى بينهم تيجى عمتك وتعمل كده .......لالااكيد معمولهم عمل انا هجيب شيخ يرقى البيت ده
 عنان:ايه يا ماما الكلام ده .....سيف وفرح لسه فى بداية حياتهم وياما لسه هيشوفوا مش مع اول مشكلة نقول اعمال وكلام فارغ
امل:يا بنتى ماانا احترت
وقفت عنان مفكرة:سيبها لربنا يحلها..........هى فرح فى الشقة دلوقتى
امل:اه لسه جاية من شوية.....ليه؟
عنان:هروح اقعد معاها شوية اكلمها يمكن ربنا يهديها ويتصالحوا
امل:طيب وحضرتك
عنان:مالى يا ماما ؟هترجعى تقوليلى امجد تانى
 هرجع اقولك بكرهه .....بكرهه عارفة يعنى ايه بكرهه يعنى انسى انى ارجعله لو اخر يوم فى عمرى.........خلاص انا رايحة لفرح

بالفعل اتجهت عنان لفرح وبعد تبادل الاحاديث المعروفة جلستا سويا يتحدثان فى موقف زهيرة وفعلتها
عنان:انا عارفة انها غلطت يافرح بس انتى برضه غلطتى
 فرح:انا غلطت ليه يا عنان هو انا اللى اتهمته قبل كده فى اخلاقه ......وبعد كده اعتذر ومقولش ليه وعشان ايه
 عنان:سيف مغلطتش خاف عليكى تزعلى منه والحكاية تكبر وتوسع وهى اصلا مش ناقصة ........انتى بعندك وهو بدماغه الناشفة دى يافرح قلتلك قبل كده انه بيحبك ليه بس كبرتى الموضوع ومتخاصمين الفترة دى كلها
 فرح:انا عارفة ان المدة طالت بينا بس صدقينى انا كل اللى فى دماغى دلوقتى عايزة ابقى لوحدى عايزة ادرس كل حاجة وافهم انا ماشية ازاى انا متلخبطة بجد ياعنان مش عارفة انا ماشية وايه اللى بيحصلى فجاة اتجوزت ومن يوم ما اتقابلنا خلافات ومشاكل كل الحاجات دى تخلينى متلخبطة ولا ايه
عنان:صح يا حبيبتى بس لازم تعرفى ان سيف بيحبك وده يخفف عنك ولا ايه
فرح:عارفة يا عنان .........اقولك حاجة
عنان:قولى يا مغلبانى
احست بالتوتر يسرى فى جسدها وقامت من امامها تفرك كفيها ببعضهما
عنان انا............
نظرت اليها بخبث متفحصة وجهها الذى تصبغ بالحمرة :انتى ايه يافرح
عادت فرح بتوتر الى مجلسها:لا مخافيش خلاص
اقتربت منهاعنان :اقولك انا؟
فرح"هتقولى ايه؟
عنان"بتحبيه يافرح صح؟
 نظرت اليها فجاة وهى تعض على شفتيها واتسعت اعينها صمتت ولم تتحدث بل اخفضت راسها حاولت ان تغير مجرى الحديث بعيدا:تشربى شاى
 ضحكت عنان قائلة :متهربيش .......اناعارفة انك بتحبيه وهو كمان بيحبك يبقى ليه العند يا بنت الناس
فرح:عشان هو مقاليش انه بيحبنى
عنان:امممم.....يعنى هى دى كل الحكاية صح
فرح:ايوه عايزانى ازاى اقوله وهو مقليش كلمة كويسة من يوم مااتجوزنا
عنان:يا بنتى هو بيلحق ياخد نفسه من ده لده واخرتها عمتى واللى عملته
 فرح:بلاش تفكرينى بتخنق وبحس ان الدنيا بتلف بيا مش عارفة هتستفيد ايه من ده كله
عنان:سيبك منها دلوقتى ......قوليلى هتعملى ايه
فرح:فى ايه
عنان:لالا ده انتى عبيطة ....يا بنتى مع سيف
 فرح:لالا انا عمرى ما هتكلم فى حاجة ابدا الا اذا هو جه وبدا.....وبصراحة انا اصلا زعلانة من كلمة قالهالى
عنان:كلمة ايه
فرح:بيقولى انتى ست ولبسة راجل يرضيكى كده
 ضحكت عنان بطريقة استفزت فرح نكزتها فى ذراعها غاضبة:تصدقى انا مش هقولك على حاجة تانى
عنان:يا عبيطة الراجل بينبهك وانتى مكبرة
فرح:يعنى ايه ؟يعنى انا راجل ؟
 عنان:لا طبعا بنت وست البنات كمان بس محبكاها شوية يعنى لا سايبة شعرك ولا مكياج ولا لبس بناتى كده ولا حاجة عملية اوى يافرح
فرح:مانا اتعودت على كده
 عنان:كان زمان دلوقتى لا مينفعش...........اسمعى ايه رايك نخرج نشترى هدوم وحاجات جديدة ليكى
فرح:ماشى بس امتى ........فرح ياسين وارؤى الاسبوع الجاى هنلحق
 عنان:متشليش هم ايه رايك نخرج بكرة انا وانتى وارؤى ورانيا هيجيبوا حاجات انتى كمان تشترى .........خلاص
فرح:خلاص
عنان:طيب اسيبك انا بقى عشان يوسف وبكرة هنتقابل
فرح:ماشى حبيبتى خلاص
 فتحت عنان الباب لتفاجا بسيف امامها عانقته وحاولت اضفاء روح المرح عليه وهى ترى عبوس وجهه وجموده
عنان:ايه يا سيف هتفضل مكشر كده
سيف:لا يا حبيبتى مفيش ........انتى رايحة فين
عنان:انا قاعدة هنا من زمان هروح اشوف يوسف ........فكها شوية
ابتسم بصعوبة وهو يقبل جبينها:متقلقيش عليا انا كويس
 تركته ودخلت منزلهم اما هو دخل ووجد فرح امامه القى عليها السلام وذهب لغرفته وقفت بجوار الباب مترددة انا تناديه وجدته يفتحه فجاة اندهش من وجودها وهى ارتبكت وتعثلمت بالحديث
سيف:ايه مالك واقفة كده ليه
فرح:هااا.......لاابدا كنت بس بسالك تتغدى
سيف:لاشكرا اكلت فى المكتب
فرح:لوحدك
نظر اليها باستغراب :يعنى ايه؟
فرح:يعنى ياسين هنا من زمان .......اتغديت مع مين ؟علياء صح ؟
سيف:اه .........اتغدديت معاها فى حاجة
 فرح:لا مفيش .........انت حر على فكرة انا هخرج بكرة مع عنان وارؤى نشترى شوية حاجات
رفع كتفيه بلمبالاة:انتى حرة عن اذنك ........هستريح شوية
فرح:طيب
 كل منهما يقف فى غرفته ذهابا وايابا متردد ا ان يذهب للاخر ويعتذر ولكنه الكبرياء الذى يمنعهم من ذلك
 اتى اليوم التالى وذهبت فرح مع عنان وارؤى ورانيا لشراء احتياجاتهم فرح تشعر بانها عروسا مثلهم بدات تختار وتنتقى الملابس بمساعدة عنان التى اولتها كل الاهتمام وظلوا يشترون حتى اقتربوا من احدى البنايات
ارؤى:تعالوا نسلم على سيف وياسين يا بنات
فرح:نسلم عليهم فين؟
 اشارت رانيا لاحدى البنايات واشارت للطابق الرابع الذى يتقدمه يافتة كبيرة بها اسم الشركة الخاص بسيف
هو انتى متعرفيش ان دى شركة سيف وياسين
 لحقتها عنان سريعا:وهى الهانم فاضية كفاية عليها المكتب والشغل يلا يا بنات نطلع بسرعة عشان نلحق نروح
 صعدوا جميعا الى الشركة ورحب بهم ياسين وظل يداعبهم بطريقته المعروفة حتى دخل يوسف ووجدهم اندهش من وجود عنان معهم فاقبل عليها بناظريه متاملا فيها:عنان ازيك
نظرت اليه بحزن عميق :ازيك انت يا يوسف
يوسف:بخير الحمدلله.......ايه من زمان مشوفتكش
عنان:موجودة.........انت عامل ايه
يوسف:بخير الحمدلله.........ازى امجد ويوسف الصغير
عنان:يوسف بخير الحمدلله
يوسف:وامجد فينه
ياسين:راح فى داهية الهى ما يرجع ابدا
يوسف:ليه كده؟فى حاجة
ياسين:ياعم فوكك منه خلاص عنان وزعته
يوسف مندهشا وهو ينظر اليها :يعنى ايه
عنان:يعنى خلاص كل واحد فينا هيروح لحاله
اسرع يوسف فى رده مما لفت انتباه الجميع :بجد
عنان:اه يا يوسف خلاص
 ياسين:ايه يا جماعة بقى مرات البيج بوص عندنا ومش نرحب بيها لالالا كده عيب بجد
يوسف:اه فعلا اهلا يا مدام فرح
فرح:اهلا بحضرتك
ياسين:ايه حضرتك دى ده يوسف عادى يعنى
يوسف:يااخى اسكت شوية صدعتنى ......طيب مروحتيش لسيف ليه
فرح:هاا......لاابدا احنا لسه جايين بس وعرفش مكتبه
 وقف ياسين خارج المكتب واشار الى غرفة باخر الطرقة :اهو ده مكتب زوجك العزيز سيف باشا..........يلا اتفضلى واحنا هنحصلك
فرح:عنان هتيجى معايا
غمزت لها مبتسمة:لا روحى انتى وانا هستناكى هنا يلا
 ذهبت فرح وحدها تجاه المكتب وجدت علياء تجلس تتابع عملها دلفت الى داخل الغرفة والقت السلام عليها رفعت علياء راسها نظرت اليها بغرورو وكبرياء وهى تتفحصها من راسها الى اخمص قدميها :افندم مين حضرتك
فرح:سيف موجود
علياء:اقوله مين؟
فرح بغيظ:اظن اتقابلنا قبل كده
 علياء بغرور وهى تضع راسها فى الاوراق التى امامها:مش فاكرة بصراحة
فرح بعند:اوكية .........قوليلى المدام
علياء باستهزاء:المدام.........اه طيب اتفضلى عنده اجتماع مهم جدا ممكن تنتظريه
 ظلت فرح تنتظر الدخول لسيف وعلياء تلقى لها بالنظرات الغريبة المتفحصة لها
اما سيف كان يجلس بصحبة باسم يراجعان اعمالهم فى الشركة
باسم:يعنى انت اللى هتروح اسكندرية
 عاد سيف بكرسيه للخلف بارهاق :ايوه حاسس انى تعبان وعايز ابعد عن هنا شوية
باسم:مالك ياسيف
 سيف:تعبان اوى يا باسم .........نفسى ارتاح من شدة الاعصاب اللى انا فيه ده
باسم:ليه بس كده ؟
سيف:لا ولا حاجة
 دخل ياسين بصحبة البنات الى سيف الذى فوجئا بهم :ايه ده وانا اقول الشركة نورت ليه
عنان:اه ادخل علينا بكلمتين
سيف:لا يا حبيبتى ماانتى عارفة غلاوتكم ازاى ........ازيك يا رانيا
رانيا :الحمدلله ياسيف بخير
 فى نفس اللحظة التى ملت فيها فرح من الجلوس لفترة طويلة تنتظر الدخول لسيف وعلياء تتعمد اهمالها مما اصابها بالضجر منها حتى قامت من مكانها بعصبية:هو هيتاخر انا بقالى مدة بستنى
رفعت علياء يدها بلا مبالاة:يظهر كده
فرح:تمام قوليلى انى انا كنت هنا سلام
علياء:سلام
 خرجت فرح من المكتب مدمعة العينين حتى شعرت بدوار ولكنها حاولت تمالك اعصابها حتى ترحل
كانت عنان مازالت فى مكتب سيف حتى انتبهت الى عدم وجود فرح
عنان:الله هى فرح لحقت تمشى
سيف:تمشى منين؟
عنان:من هنا؟
سيف:وايه اللى هيجيبها هنا؟
ارؤى:فرح كانت معانا وجاتلك على هنا
سيف:ايه........لا مشوفتهاش......مجتش
ياسين:مجتش ازاى انا بنفسى وصلتها للباب
سيف:طيب وانتوا دخلتوا مكنتش موجودة
ياسين:لا انا دخلت من الباب التانى
 قام سيف سريعا الى الخارج قامت علياء حينها مرتبكة:علياء مدام فرح مجتش هنا
علياء:لايا فندم جت ومشيت
سيف:وازاى متدخلش
 علياء:انا لقيت حضرتك فى اجتماع قلتها استنى بس زهقت من القعدة ومشيت
سيف بغيظ :مشيت امتى
علياء:دلوقتى حالا بس
 اسرع سيف خائفا ان تكون ركبت المصعد ورحلت دون ان يراها حتى وجدها تهبط على السلم
فرح
التفت اليه وعيناها دامعة من اسلوب علياء وفكرة انه يحبها وسيرتبط بها
 وقف امامها يلهث بقوة من ركضه خلفها:فرح انتى رايحة فين وازاى متدخليش المكتب
 مسحت دموعها باناملها:لاابدا السكرتيرة بتاعتك قالتلى عندك اجتماع مهم خفت اشغلك
سيف:وحتى لو انتى تدخلى من غير استئذان
فرح:اخاف الهانم تزعل وتضايقك
سيف:فرح بلاش كده لا هانم ولا غيره تعالى معايا
فرح:على فين
سيف:هنطلع تانى عايزاك تشوفى المكتب
فرح:هعطلك
سيف:مش مهم ........المهم انك معايا
 امسك بيدها خائفا ان ترفض ولكنه وجدها تتمسك به ويصعدان سويا مرة اخرى حتى دخل على علياء التى وقفت عندما راتهم وشعرت بغضب عندما وجدته يمسك بيدها
سيف:علياء:بعد كده مدام فرح تيجى تدخل على طول فاهمة
علياء:حاضر يا فندم .........اسفة يا مدام
 تعلقت فرح بذراع سيف ودخلا سويا المكتب تحت ناظريها حتى جلست على مكتبها بغضب ومرارة

حب فوق النيران لكاتبة شيماء حيث تعيش القصص. اكتشف الآن