نظرت إلى الساعة بملل و أنا انتظر سانها الذي تأخر عن موعدنا للمرة السابعة و الثلاثين تأففت قليلاً ثم راسلته بالهاتف و مرت نصف ساعة دون أن يجيب لذا قررت العودة إلى المنزل دون الإنتظار لمدة أطول ...
شعور قوي بالفضول نما لدي و قررت التحقق من منزله خوفاً من أن يكون مكروه قد أصابه و لكنه كان هناك!
يجلس على المقعد الخشبي المقابل مع فتاة و يضحك بغباء مع رقبته و أذنيه المحمرتين كأسعد رجل على وجه الأرض"تباً!"
كنت سعيدة وحدي !
أعتقد بأنه أصبح لي وحدي و أنه سوف يعترف لي الليلة ...اجتاحني غضب عارم و أردت الذهاب إليه و صفعه لكن بأي حق ؟ لا أملك سوى علاقتي به كصديقة منذ ثلاث سنوات و حبي غير المتبادل منذ عامين و إحدى عشر شهراً !
استدرت لأجد أحدهم يقف خلفي و يحدق بي ثم بسانها و من معه بعد ذلك عاد للتحديق بي بصمت
حاولت تشغيل كل خلايا عقلي لأتذكر أين رأيته أو ما اسمه بلا جدوى لذا أنهيت الأمر بابتسامة ودية و أردت الذهاب في طريقي لكنه صرخ بشكل مفاجئ
...: يون سانهااا
تحرك جسدي تلقائياً و قمت بوضع كفاي على فمه لأمنعه من التحدث ثم أخبرته بأني أريد التحدث معه على انفراد و قمت بجره إلى أقرب مقهى في الحي
جلست بتوتر و أمامي الشاب الذي لا أعرف اسمه و هو ينظر لي بهدوء
" ألن تتحدثي ؟ إنني مشغول للغاية"
أخذت نفساً عميقاً و أنا أدعو أن يوافق على طلبي الغبي
" أرجوك لا تخبر سانها بأنك رأيتني اليوم بالقرب من منزله فهذا مثير للشفقة !"
تحدثت سريعا و عيناي مغلقتان انتظرت لوهلة ثم فتحتها عندما لم أجد أي إجابة و نظرت إلى الكرسي الفارغ أمامي ! بحثت بسرعة عنه و وجدته بقوم بطلب بعض القهوة بكل أريحيه
شعرت بالغضب منه و أردت لكمه ... تساءلت هل نهض قبل حديثي أم اثناءه و يستحيل أن يكون بعده صحيح ؟
عاد الشاب و هو يحمل كوبين ليعطيني أحدهما بابتسامه ساحره
"هذا شاي البابونج و هو جيد لتهدئة اعصابكِ"
كنت في حالة ذهول لذا لم يصدر جسدي أي رد فعل سوى إمساك الكوب الدافئ
" بما أن الجو بارد سوف يساعدكِ أيضاً على أن تصبحي أكثر دفئاً"