2. دفء

228 19 23
                                    

*سترسم دموعك وشماً على وجنتينِ قبّلهما البردُ خاطّةً تاريخكَ بحبرٍ أبديّ*

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

*سترسم دموعك وشماً على وجنتينِ قبّلهما البردُ خاطّةً تاريخكَ بحبرٍ أبديّ*

*****

لم تكُن حياتيَ مثالية أبداً.

ولم أطمع سوى بشخصٍ يقفُ إلى جانبي أشاركهُ طيشي في مغامراتي التي لم أنفكّ أحلمُ بها منذ صغري.

لم يكن حلمي سوى رفيقٍ يؤنسُ وحدتي التي كُتبت ملازمةً لي في كتابٍ سماويّ ما عجزتُ عن إيجاده.

كنت أرى أطفال العشائر الأخرى بثيابهم الملونةِ المرصّعةِ بمختلفِ الأحجار الكريمةِ التي لم ولن أرَ مثلها في حياةِ الطفلِ الفقيرِ الذي كنته،

لم يلفت نظري إياهم مثلما لفتَ قلبي الصغير رغبةٌ جامحةٌ بمصادقة أحدهم.

كم رغبتُ بمشاركتهم القفزَ والضحكَ قبلَ أن ينتشلني والدي من الزاوية التي كنت أقف فيها ناهراً، ومذكراً إيّاي ب "قدرنا" الذي ما انفككتُ أسمع به منذ أن ولدت.

كانت ملابسي البيضاءُ تقف حاجزاً أمام ذلك،

فلم يجِب على أحدٍ غير عشيرتنا أن يكونَ شاحباً إلى هذه الدرجة.

وللأسف،

لم نستطع خياراً،

فأبسطُ الألوانِ تعتبرُ تمرّداً، وإخلالاً بقوانينِ الطبيعةِ التي أوجدتها الروحُ الأم.

لربما ما زاد نفورهم عند اقترابي منهم هو لون عيوني الحمراء المشتعلة؛

فما بدا إيجاباً بدايةً،

لم يلبث إلا وأصبح رفضاً قاطعاً لاحقاً.

يا لهم من سُذّج!

أراهم يتباهون بنقوشِ الروح الكبرى على صدورهم؛

فكل عشيرةٍ قد زينت أجسادَ أطفالها بختمٍ يرمز إلى عشيرتها قبلَ أن يلتقِم الطفلُ صدرَ أمه للمرة الأولى في حياته.

Spirit - رُوححيث تعيش القصص. اكتشف الآن