اللقاء الاول..

89 7 8
                                    

لا اعرف من اين سأبدأ ، كل ما اعرفه اني وقعت في مصيدة العشق ، أتذكر جيدا اول لقاء بيننا، لم يكن لقاءا خياليا كما في الافلام الرومانسية كان عاديا لكن كان رائعا وروعته تنبع من بساطته تلك . مد يده لي ليصاحفني ناطقا بتحية الاسلام "سلام" ، لم ارد عليه اكتفيت بمصاحفته فقط ، كان يضع على عينيه نظارة شمسية جميلة و يرتدي سروالا قصيرا ، لطالما احببت الشباب الذين يرتدون السراويل القصيرة ، كان انيقا جدا ، ابتسامته لا تفارق وجهه ، اعجبت به من النظرة الأولى، تمنيته ان يكون لي ، ان يصبح فارس احلامي... ركبت السيارة و انا اقول لنفسي انه كغيره ،انسان عابر فقط سانساه مع مرور الزمن ، فلو كان كما اتمنى لرفقنا للتنزه...سمعت صوت أمين ينادي لعصام ، ظننت انه العريس حبيب خديجة و اذا بي اتفاجئ بحبيبي يركب السيارة، نعم الان اعرف اسمه، اسمه رائع "عصام" ❤ ابتسمت لحظي الرائع ، لم نتبادل اية كلمات ، كنت اراقبه بعيني فقط و كلما نظرت الى وجهه وجدته يبتسم 💛 انتابني احساس لا يوصف ، احساس يدغدغ روحي ، لمعت عيناي عشقا و سكن قلبي ابن فرنسا ، و شردت في اللاشيء الذي امامي ، سرحت كالمجنونة احلم بالحياة الوردية مع عصومي ... في ذلك اليوم ذهبت لانام و انا اردد في نفسي غدا سيكون يوما مميزا للغاية 💚
في صباح اليوم التالي استيقظت لاجد رجل يجلس بجوار ابي ، دعاني هذا الاخير للافطار فقبلت، و عرفني بالرجل الذي يرافقه...لقد كان والد عصام ،كنت اتناول فطوري بهدوء و انا استمع لحديثهما ، علمت وقتها ان ابن السابعة عشر لم يكن جذابا فقط و انما كان متفوقا في دراسته لقد حصل على معدل 18 في امتحان الاولى باك ، لطالما أعجبت بالمتفوقين دراسيا .
في المساء اجريت مبارة كلاسيكو السوبر الالماني ، قام حسام بتشغيل التلفاز لي في الغرفة التي يقضي فيها عصام وقته لم يكن هناك عندما دخلت لكن سرعان ما جاء و اخد هاتفه و خرج، كانت ردة فعل قاسية منه اشعلت شمعة الالم في قلبي، اتذكر اني حزنت وقتها ، ووعدت نفسي الا اعيد الكرة مرة اخرى ، غمرني شعور غريب لا يوصف عندما عاد ، كأني تسرعت بنطق الحكم عليه ، خرج جميع من كان في الغرفة و تركونا وحدنا ، يا الاهي أحقا انفاسي و انفاسه فقط التي تمتزج الان في هذه الغرفة ، لم استطع التحديق فيه و لا حتى النظر ، ظلت عيناي منصبتين على التلفاز و بات الصمت سيد المكان الا ان دخل امين ليفسد معه الاخرون حلاوة الجو ...
في قاعة الافراح ، كان للقدر كلمة اخرى لم اكن اتوقعها، لعبة بسيطة من القدر جعلته يطلب مني اذن الجلوس بجواري ان كان المقعد فارغا ، اجبته بالإيجاب رغم اني كنت أعلم انه مملوء ، لم اخطط للامر ، نطقت الجواب رغما عني كنت متوترة، سألته أمي معاتبا اياه : لما جلست في مكان محجوز .نهض من مكانه و اذا بي اتدخل على الفور قائلة : المكان فارغ لقد التحقت صاحبته بامها. بعدها سمحت له امي بالجلوس، لم تمضي الا بضع دقائق لتعود صاحبة المقعد لكن الان لم يعد هناك ما يدعي للقلق او التدخل، فحدسي كان في محله و امي تصرف كما يجب ، غمرني وقتها شعور جميل جدا ، احسست بذاك الاكسير السحري للحياة ، لقد كان بجواري طيلة السهرة ❤❤❤
و الان حان موعد العودة ، ذلك الزفاف الذي تمنيت ان ينتهي في اقرب وقت ممكن، الان اصبحت ادعو الله ان لا ينتهي، لكن و كما كان على حسبان الجميع كل الى دياره ، لم نودع بعضنا البعض كان نائما وقت رحيلنا نظرت الى جسده المتمدد على السرير بنظرة وداع، لم احب في حياتي لحظات الفراق و العناق...صحيح ان جسدي لم يعانق جسده لكن قلبي عانق قلبه و عيني ودعت جسده ، لن اراه بعد اليوم ، اللعنة اللعنة على المسافات، ها قد لعب القدر لعبته الكبيرة المعتادة و ترك شعلة الشوق مشتعلة في كياني و قلبي يتوسل الله ان يرجع له نبضاته ،حقا الم الفراق لا يطاق و حنين الشوق يقتل صاحبه ... كل شيء انتهى و لم تبقى الا الذكريات .... وداعا يا ابن فرنسا 🖤

خواطر الروح.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن