خواطر الروح.

بعض من الكل..

الاهداء: من البعض الى الكل.
منذ سقوطي من رحم امي و انا ابحث عن كلي.
لم اكن يوما متصالحة مع ذاتي، كنت غريبة عن نفسي و لا زلت. تأكلني الوحدة، تنهشني الغربة و يحملني الفراغ لاغوص في غياهب اللاوجود ثم اعود منفصلة عني، ابحر في روحي لاجمع بعضي فيتفرق كلي. اتعلم يا انا كم أمقت بعضي و اجوع الى كلي، فيا كلي كن لي فأنت لي، و من لي سواك ؟ بحثت عن كلي في ثنايا روحي فلم اجده، فحملت حقائبي و انا نصف غادر أناه، رحت أومن بأسطورة خرفاء؛ أن لك منا نصف و متى عثر النصف عن نصفه صار كلا. في رحلتي التافهة جمعني القدر ساخرا مني بفتى يافع ، كان سلامه سلما للبشرية أجمعين و صوته رخيم يتسلل الى الروح فينتشلها من كل خيباتها، كان جذابا بسرواله القصير و نظارته الشمسية ، كان أوسم من الوسامة، عشقته و تنفست صوته، وجدت في عينيه وطن حب انقذني من قلب التيه الى جنة الفردوس،و قلت في نفسي و أخيرا عثرت على نصفي و انا الان كلا. يا لحماقتي، كنت أسخف من السخافة نفسها، فنصفي هاجر و لن يعود و لو عاد لن اكون له.
كنت احلم به و انطلق كل ليلة في رحلة وصال روحي مع نصف ليس لي، كنت أستمتع بهدوء الليل و أتوهم اشياء ربما ليس لها من الاصل وجود. و بعد شهور عدة استيقظت من غيبوبتي و شعرت انني احببت وهما و تمسكت به من جذور عديمة الوجود . و كوني غريبة عن أناي لم أعلم هل أحببته ام توهمت هواه...ربما عشت في كذبة فاجرة لكني نسيته بسهولة و عشقه ولى و لن يعود. الان في هاته اللحظة، اتنهد حسرة على كلي و اعود الى فوضى بعضي و أنا على يقين أنه كتب علي ان اعيش غير مكتملة🖤