part 12

314 11 1
                                    

أخيراً وصل جلجامش وعشتار لتحديهم الأخير الذي كان باعتقادهما أنه الأسهل
وصلوا لشجرة مطاط عجوز عملاقة وسامة تدعى هيڤيا وتسمى أيضا بطقسوس
وقام جلجامش بطلب قليل من المطاط يحتاجه لاكمال سلاحه
فطلبت منه هيڤيا أن يحل أحجيةً مبهمة
هيڤيا: ماتقول في شيءٍ نصفه أكبر منه
ذاك الشيء يحتاج سر الحياة لكي يعيش
ونصفه يمنعه عنه؟
أصيب جلجامش بحيرة لاسيما أن هيڤيا أعطته مهلةً لتعامد الشمس فوق رأسها
نظر جلجامش لعشتار التي كانت تبتسم له
قال جلجامش محدثاً نفسه” لماذا هذه الابتسامة المرتسمة على وجه عشتار ترى هل توصلت لحل الأحجية، للأسف ليس بمقدورها مساعدتي فلأستحق المطاط لابد لي من حل الأحجية بنفسي لكن كيف توصلت عشتار للحل بهذه السرعة”
أخذ جلجامش يحدق في عين عشتار عله يستشف تلميحاً منها لكن لافائدة حتى أحس أنه يضيع وقته ويشوش تفكيره في هذه العينان الجميلتان
ثم عاد يفكر مرةً أخرى ” ماهو الشيء الذي نصفه أكبر منه .. . قد يوجد أكثر من شيءً واحد لكن هذا الشيء مرتبطٌ بسر الحياة … وماهو سر الحياة… لابد أن سر الحياة واحد فهي لم تقل من أسرار الحياة بل قالت سر
مالشيء الذي لانستطيع العيش بدونه هل هو الهواء!!.. قد يكون كذلك لكن الأسماك لاتتنفس إذاً هو الماء .. لا شك هو الماء أكيييد الماء هو سر الحياة لايوجد شيءٌ باستطاعته العيش دون ماء
حسناً
سأعيد صياغة الأحجية
من جديد
ماتقول في شيءٍ نصفه أكبر منه
ذاك الشيء يحتاج الماء لكي يعيش
ونصفه يمنعه عنه؟
احتار جلجامش فقد غدا اللغز اصعب من ذي قبل لاسيما أن الوقت غدا يمضي بسرعةٍ أيضاً
كان السكون مهيمناً عدا صوت الأمواج ونعيق بعض الغربان مما أعطى المكان طابعا شؤم
أخذ جلجامش يتأمل هيڤيا التي بدت شجرةً شاحبة وعجوز
“مع أنها لازالت على قيد الحياة إلا أنها لاحياة فيها هل هي بحاجة للماء.. كيف ذلك وهي بجانب البحر”
تفاجأ جلجامش من هذه الفكرة”قد يوجد شيءٌ يمنع وصول الماء إليها.. ماهو ذلك الشيء الذي هو نصفها وأكبر منها.. هل هي جذورها .. لا اعتقد فالجذور وظيفتها الوصول للماء وجلبه.. إذاً لابد من وجود شيءٍ يمنع جذور هيڤيا من الوصول للماء.. لكن ماهو ياترى.. شيء هو أكبر منها
مالذي يمنع وصول الماء للأشجار وحجمه كبير .. عرفته إنه السد… فالسد وظيفته حجز الماء وحبسه وهو أكبر من الشجرة لكن كيف يكون نصفها؟؟ … امممم قد يكون الجواب لغوياً ترى هل تلعب هيڤيا بالكلمات والأسماء
الأسماء نعم الأسماء يالها من شجرةٍ خبيثة وماكرة لقد فطنت أننا سميناها بسدرة مجاملة وتملق لا أكثر لذلك أعطتني سؤالاً لغوياً”
نظر جلجامش لهيڤيا بمكر وقال: طقسوس .. لقد توصلت لحل أحجيتك
هيڤيا: لديك محاولةٌ واحدة إن خسرتها خسرت حياتك وحياة زوجتك
جلجامش: وإن كان جوابي منطقياً؟؟
هيڤيا: هات ماعندك وسأرى
كانت عشتار تراقب بانتباه شديد وقلق
جلجامش: الجواب هو “سدرة”
لم تتمالك عشتار نفسها فصاحت: كيف ذلك!!
جلجامش: نصف كلمة “سدرة” هو “سد” وهو أكبر من السدرة ويمنع سر الحياة ألا وهو الماء عنها
عم سكونٌ غامض تبعته ضحكةٌ مخيفة من هيڤيا
هيفيا: لقد تمكنت من حل اللغز الذي عجز عنه الكثير
جلجامش: إذن عليك إعطائي المطاط الآن
فرحت عشتار لأول مرة تجتاز شيئاً بسهولة دون قتال أو إراقة دماء لكن فرحتها لم تدم طويلا
هيفيا: أن تستحق المطاط شيء وأن تحصل عليه شيء آخر
جلجامش: بقلق: هاه .. كيف ذلك
هيفيا: ألا تراني شاحبة يابسة كيف بإستطاعتي إنتاج مطاط لك أو لغيرك فالسد يمنع الماء عني
جلجامش: أي سد وأنت بجانب البحر
هيفيا: ماشربت من هذا البحر إلا وازددت عطشا فماء البحر مالح
عشتار: وأين يوجد هذا السد علنا نستطيع حل المشكلة
هيفيا: لاعلم لي فجذوري هي من تتجه نحوه وليس أنا
جلجامش: إذن مالعمل
هيفيا: تستطيعون الولوج داخل جذوري فهي مجوفة كجحور كبيرة عليك أن تبحث عن السد وتجده ثم تثقبه ثقبا صغيرا حتى يتسنى لي شرب قليل منه
نظر جلجامش لعشتار التي قالت: حسنا لنذهب
جلجامش مستغربا من عشتار: ستدخلين داخل جذور شجرة
عشتار: هل لديك حل آخر
جلجامش: لايوجد سد قريب من هنا أنا أعرف هذه المنطقة
عشتار: إذن علينا أن نقتفي أثر امتداد جذورها لنصل للسد
نظر جلجامش في عين عشتار: ثم قال حسنا هيا بنا
دخل كل من جلجامش وعشتار في جوف الشجرة متجهين للأسفل داخل جذورها
كان المكان مضيئا بنور أحمر خافت لاتعلم أين مصدره تماما كالنور الذي رأته عشتار حين دخلت شجرة التفاح متجهة لأرض الجن مشا الاثنان عبر هذه الجذور الكبيرة والمتسعة
جلجامش: هل عرفتي حل الأحجية قبلي
ابتسمت عشتار: لا طبعا على العكس لقد تفاجأت من حلك وحتى الآن لم اقتنع به لكنه أفرحني

أنسيه تزوجت جنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن