التحدث عن الأوجاع والآلام ليس سهلاً ولا يمكن وصفها ؛ فهى اصعب ما يمكن وصفه.
فما هى إلا مجموعه من المشاعر التى تجعل من يصاب بها يتمنى الموت ، وفى حال عدم موته يتجه إلى الانتحار ، لكن الانتحار ليس حلاً.
الانتحار ما هو إلا وسيله لهروبه من نفسه وما تحتويه من آلام و أوجاع وما يدور بباله من أفكار ومشاعر وخواطر تؤلمه...ماذا يفعل..؟!
ليس باليد حيله.
فهذه الأوجاع والمشاعر تقوده إلى التهلُكة ، تجعله جسد بلا روح ، مجرد جسد يتحرك ، تجعله يهرب إلى ما لا يعرف ؛ لعله يجد راحته ، وعندما يختلى به الليل ولا يجد احداً حوله تبدأ حرباً وكأنها حرباً عالميه لم تقام منذ قرون تستمر يوماً بعد يوم وتنتهى به نائماً مهزوماً كجندى أرهقته رصاصات العدو من كثرة الحروب.
تسير به الحياه ، ويستمر به الوجع ، ويزداد يوماً بعد يوم ، وكأنه قاتل تحاول الانتقام منه ، ولا سبيل للجسد من الهروب ، كأنه مقيد بسلاسل متينه ، وما حياته إلا رهن هذه الهواجس.
" مؤذيه تلك المشاعر التى تُميتُنا و نحن على قيد الحياة "
