بسم الله الرحمن الرحيم
الفصل صفر : لفتات محترقة
على سبيل المقدمة
لقطات من مشاعر الرواية
بعد صراخ لينا على الطفل سمعتُ الفتاة تتمتم "أنتِ عديمة الإنسانية " .
تمنيتُ ألا تصل هذه التمتمات إلى مسامعها لكن نظرتها تلك ثم أكانت هذه تنهيدة ؟ لأني شعرتُ بها تبصق روحها وهي تردف بخفوت كلمات لم أتبين بدايتها " .... الحب ، الحنان ، دفيء المنزل ، عندما يتم انتشالكِ من كل هذا كعشبة ضارة وسط مرج جميل ، عندما تعاقبين بقسوة بلا أدنى جريمة ، عندما يبتلعكِ الظلام لأعماقه وتنتهكين كليًا ...." .
قطعتْ استرسالها لبرهة أزعم أنها كانت تستعيد فيه كل ما حدث معها ثم عادت تردف بهدوء كان نذيرًا لعاصفة قادمة " كنا نتحطم ".أخذت أولى خطواتها نحو الفتاة التي تراجعت بمقدار الخطوة المأخوذة نحوها ثم بدأ صوتها يعلو تدريجيًا وهي تردد " الإنسانية؟ .. تناثرت آخر شظايا الإنسانية أمام أعيننا ضاربة ببراءة طفولتنا عرض الحائط ، كلما حاولنا ..أبصرنا اليأس ديدبانًا للجحيم ونحن مقيدون بالبؤس الأبدي داخله .." .
أخذ صوتها يأخذ منحنى الصراخ وهي تكاد تخترقها بنظراتها " عندما تتذوقي مرارة اليأس وتتجرعي مِن الكأس الذي خنقنا منه وقتها تعالي وكلميني عن الإنسانية اللعينة ".
°°°°
"مَنْ أنتِ ؟"
"أنا لوحة باهتة مزقها رسّامها ، شطر أخل وزن القصيدة فحذفه الشاعر ، ذكرى أليمة رماها الزمن فهوت منسية "
°°°°
عندما اعتليتُ المسرح وبمجرد وصولي للمنتصف تمامًا رفعتُ ناظريّ إليهم وما إن رأيتهم بتلك النظرة التي تقول 'هيا أمتعينا كأننا لم نحمل ذنبًا يومًا ' ،عندها انتهى بي الأمر بالصراخ بدل الغناء ، صرختُ بكل ما أوتيت من صوت حتى شعرتُ بإهتزاز حنجرتي وإحتمال تمزق أحبالي الصوتية ، فليكن ؛ فقد بدأ كل شيء عندما صمتنا بدل أن نصرخ في وجوههم جميعًا .
°°°°
"كيف لكِ أن تكوني ضوءًا كافيًا لكل تلك العتمة بداخلي ، كيف استطتعتِ أن تروضي قلبي ليحبكِ بكل هذا الثبات ؟! "
°°°°
"كانتْ كشخص قررَ البقاء حبيسًا في بئر الإمنيات ما إن يمر أحدُ ويتمنى شيئًا حتى تعتزم تحقيقه وكأنه قضيتها الكبرى ! لكنها فقط كانت .."
°°°°
"...ما بال نهاري وليلي اشتبه .. وبات قلبي هو المشتبه"
ما إن نطقتُ نهاية قصيدتي حتى كُسر الباب تقريبًا و للحظة شعرتُ أن بقرة من قفزت على السرير وليست أختي الكبيرة ، لحظة لا فرق ! ."سأكون أنا المشتبهة الوحيدة هنا إن لم تخبريني كل شيء عمَّن كتبتي له هذه القصيدة " هددتني وهي تمسك بكلتا كتفاي مع ابتسامة بلهاء على مُحياها لأرد عليها بإبتسامة متحدية وكأني سأخبرها؟ ، لأشعر بنفسي أُجر على السرير "سأبصق في أذنكِ إن لم تقولي من هو ، أتحدث جديًا .".
" مقززة ، ابتعدي عني . " قلتها من بين ضحكاتي لأسمع أبي ينادي عليها ، منقذي ..
" واحد إثنان والبصقة قادمة و ثلا .."
"اسميه ذو الشعر الغريب لم أعرف اسمه بعد أقسم "
همهمت قليلًا وهي تعتدل وتتحدث بجدية مصطنعة " أحتاج تقريرًا مفصلًا عن قريب أيتها الجندية ، وإلا صدقيني سأخبر كل شاب شعره غريب يمر من أمامي أنكِ معجبة به..قادمة " صرخت في نهاية كلامها و اتجهت وهي تشير بإصبعيها لعينيها ولي علامة 'أنا أراقبك' لتصتدم بالحائط قرب الباب لأضحك عاليًا وأنا أسمعها تسبُ حائط الغرفة المسكين .~~
نهاية اللقطات.ألا بأس بها ؟
أنا مريعة عندما يتعلق الأمر بالإختيار ، جديًا كنت على وشك حرق الرواية كلها في المقدمة 🌚
أنت تقرأ
على شفا النسيان "من ذكريات نيسان "
Mystery / Thriller_"ما بال نيسان ؟" _"خذلني حين أردته كاذبًا ، لم يكن". أحيانًا يجب علينا أن نغمض أعيننا لنرى بوضوح ، وأن نغلق آذاننا ونترك قلوبنا تستمع لتلك الأصوات التي تصرخ أنها موجودة والتي لطالما حجبتها دناءة البشر . لذا يا صديقي أنا هنا علّني أوصل بعضًا من صرخ...