صغيرةٌ جدّاً

45.9K 305 87
                                    


"الفصل الأول"

في صباح أحد الايام كان رعْد كعادته جالساً في باحةِ قصره، يتصفحُ كتاباً ويحتسي قهوته، الجّو صحوٌ ودافئ وهدوءٌ لا يقطعهُ سوى صوت أقدم جواريهْ : سيّدي هلْ تسمح لي بالكلام ؟

يشير إليْها لتقتربْ : هل وصلْ ؟

تحني رأسها بخجل وتقترب من سيّدها وتجلسُ بينَ رُكْبتيه وتقول : ولكن سيّدي تبْدوا صغيرةً في السنْ ولن تتحم .. يقاطعها وهو يمسح خدها بظاهر يدهْ : لا عليك يا صغيرتي أعرف ماذا أفعل ، تقبلُ يده ثمّ تبتعد لتفتح لسيّدها المجال .

في غرفةِ استقبال الضيوف يجلس شخصٌ يبدوا من الوهلة الأولى وكأنّه الشيطان ،ملامحه حادّةٌ وبغيضة ، عندما تراه تعرف أنّه شخصٌ نُزعتْ من قلبه الرحمه، يجلسُ وفي يدِه حبلٌ نهايته مربوطةٌ في عنقِ ملاكٍ صغير تأسرُ قلبَ كلّ شخصٍ في قلبهِ مثقالُ ذرّةٍ من الرحمة ، لا ترفعُ عينيها إلى الأعلى ابداً ، جالسةً على الأرض، يداها ممدودتان على فخذيْها وعلاماتُ الخوف واضحةٌ على ملامح وجهها.

يفتحُ باب الغرفة ويدخل رعْد ذو الطول الفارعْ والجسمِ الرياضيْ ووراءهُ جاريتان هما من أقْدمِ جواريه وأكثرهما قُرباً منه.

يقف القزمُ البغيض احتراماً لهيبته ويحني رأسه لرعْد وقبل أن يبدأ بالكلام يتجهُ رعْد إلى الملاكِ الصغيرةِ الجاثمةِ على الأرْض ويضعُ يدهُ تحت ذقنها ويرفعُه لينظر لعينين واسعتين ساحرتين مليئتين ببراءةِ الأطفال الممزوجةِ بالألمِ والخذلان ليقع في غرامها فوراً ثمّ يقف ويومئ للجاريتين ليأخذاها بعيداً ، ثمّ يقترب من القزمِ البغيض لينظر في عينيه ويقول له : بلّغْ سيّدك شُكري وقبولي لهديّته ، يردّ القزم بصوتٍ خائفٍ متحشرج : حسناً يا سيّدي واعتذرُ عن ازعاجك في هذا الوقتِ الباكر ، ويمشي مبتعداً بخطوات سريعةٍ نحوَ الخارج وقبلَ أن يصلَ إلى الباب يأتيهِ صوتٌ يجعل فرائصه ترتعدْ : وإيّاك أن أسمع أنّك عاملتَ جاريةً بإحدى أساليبك القذرةِ مرّةً أخرى ، فيلتفتُ القزم وعلى وجهه ابتسامةٌ مزيفة : حسناً يا سيّدي كما تأمر ، ثمّ يكْمل طريقهُ وهو يتمْتم : أقسم أنني سوف أقتلك يوماً ما.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Dec 25, 2019 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

الملآگ الجريححيث تعيش القصص. اكتشف الآن