CH1.

352 27 3
                                    

قراءة لطيفَة ✨
____________________________




وقَف الرجل الوَسيم امام آلة القهوَة الضخمَة، ينظر لهَا برهبَة، في ذلكَ المقهى كانت اوَل آلة قهوَة يراها بأربَعة مداخِل وانبوبَي تبخير، فضيَة لامعَة للغاية، المقَابض، الاوعِية ورَف الاكواب، جميعهَا اذهلته.

قاطَع انبهاره صوت هادِئ صدَر من جانبه الايسَر:

" جَاهز سَيد.. ؟"

إلتفت ليرَى القامة الجميلة، والوجه الحَسن، العيون الفَاتنة والكَف الناعِمة لشَاب أنيق في منتَصف العشرِين ممتَدة إليه، صافحَه مجيبًا:

" بارك تشَانيول."

ابتَسم الشَاب وقال بنبرَة واثِقة:

" أعتقد انكَ تعرفني بالفعل، بيُون بيكهيُون، مايسترُو باريستَا، أدَرب اكثر ممَا اعمل."

كانَ تشانيول مأخوذًا بجمَاله، وبصَوته العذب، وهدوئه الواثِق، له حضُور ممَيز لا شَك فيه.

اومأ له دون كَلمة، فوَاصل حديثه شارحًا للأخر ماسيَفعله:

" اليَوم انت لن تفعَل شيئا، ستشَاهد فحسب، اعلم انكَ اجتزتَ الإمتحان ولكني اريدَ ان اجعلكَ تفهَم ان الامتحَان ودرَاستك العملية السَابقة، هيَ ليست كل شيء."

تخَصر واتجه نحو منطقَة استقبال الزبائن وسأله دون ان ينظُر إليه:

" لمَاذا اردتَ ان تصبِح باريستَا؟"

هنَا تشَانيول رأسه توقَف عن العمل، هو يعلم جوابه جيدًا، لكن السؤال كان مباغِتًا له، فاحتاج بضع ثوانٍ ليجِيب:

"اه لأنَني أحِب القهوَة، كثيرًا، وأيضًا.. لطَالما شعرت برَغبة في صُنع قهوتِي الخاصة، ان امتلكَ التحكم في كيف سيكُون الناتج النهَائي، ان أجَرب انواعًا جديدَة."

استَدار له المَايسترو وهو يومِئ برأسه، قال له بعد وهلَة صمت:

" لكُل منَا مفهُومه الخَاص لكل شيء، ولكلٍ منا وجهَة نظر، واسبَاب تختَلف، أنا اتفَهم هذا، ولكِن.."

احتَدت عينَاه فجأة، ونبرَته مالت للبرُود، قال بينمَا ينظر لعَيني المستجد مبَاشرة:

" إن لم يتَغير مفهُومك هذا بحُلول نهَاية اليَوم، فهذَا المقهَى لايُمكنه استقبَالك. "

قشعَريرة سرَت في جسَد تشَانيول، وتلتهَا رجفة لكَتفيه، كيفَ يُمكن لهذا الشَاب الجميل ان يكُون بهذا القَدر من الرَهبة؟

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Jan 02, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

Love Maestro Where stories live. Discover now