* ذكرى و فضل عظيم *
هل سألت نفسك يوما مقدار نعم الله عليك؟!..
أحيانا يكون لطفه بنا فى هيئة محنة يتبعها منحة تدرك بها رحمت الله بك .اليوم سأشارككم معى كيف حدث ذلك.
بداية إسمى فاطمة..
منذ كنت صغيرة سن الست سنوات كانت معظم إقامتى فى بيت جدتى لوالدتى و كان هذا من حسن حظى.حيث كانت جدتى متدينة جدا و تسير فى طريق الدعوة لقيم الإسلام الصحيح ، و هى أول من علمنى عن دينى كل شئ أركانه، و أوامره، و نواهيه.
لو قلت لكم أننى إرتديت الحجاب فى تلك السن فلتصدقوني..
بعد فترة وجيزة توفت جدتى إثر مرضها الشديد ، بعد أن تشربت منها تعاليم دينى الحنيف رغم صغر سنى .و كان لمرآى جسدها أمامى راقدة دون حياة بعد أن نطقت الشهادتين أبلغ التأثير حيث فقدت حضني الدافئ و معلمتى الأولى مما جعلني انطوى شيئا فشيئا على نفسى.
و لأنى كنت أكبر إخوتى و أفوقهم بسنوات و من النوع الهادئ كنت أنشد الراحة فى جلوسى وحيدة.
و مرت عدة سنوات حيث صرت على بوادر سن المراهقة، و اتسمت شخصيتى بالجدية الشديدة و التدين.
حضر ذات يوم جدى لوالدى، و أقام فى بيتنا نظرا لمكوثه وحيدا بمنزل العائلة الكبير.
كان جدى أيضا شاكرا ذاكرا لله و صابرا على إبتلائه ، حيث كان كفيفا و كثيرا ما جلست اتأمله حيث رغم فقده لبصره رزقه الله نعمة البصيرة فى القلب.
كان لا ينام الليل أبدا ، يقوم ليله دائما فى صلاة و ذكر و خشوع ، مما زاد من تقربى إلى الله و إثقال تعمقى فى أمور الدين لأعرف أكثر و أكثر.
لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن.
فذات يوم مرض جدى بالحمى الشديدة ، و توفي على أثرها.
لا أخفى عليكم سرا أننى شاهدت لحظة وفاته فكانت كمن يتنهد مبتسما. لن أنساها ما حييت.
و تلك المرة الثانية التى رأيت فيها أحبائى الذين كان لهم بالغ الأثر فى حياتى أمواتا أمامي.
فعدت مرة أخرى للوحدة.. في تلك الفترة كنت أبكي كثيرا و أحيانا ادخل إلى الحمام (اعاذكم الله) و أبكى .
فبدأت تنتابنى قشعريرة مفاجأة ، لا أعلم سببها و أظل انتفض ليلا ، و أنا أشعر أن هناك من يمر من جانبى و لا أعرف ما هو.
مع مرور الوقت و دخولى المرحلة الثانوية ، كنت أحب كعادتى الجلوس منفردة و إطفاء إضاءة غرفتى ، فكنت هكذا أشعر بالراحة .