ورقةٌ ذَابِلة.

520 50 130
                                    

"بَذلتُ جهدًا كَـي لا أقع"

"حاربتُ نَـفسي كَـي أبقى على قَيدِ الحياة"

"وَجدتُ نَفسي وَحيدًا بَين آلاف الأشخاص في حياتي"

"أنا قُدوة و لَـكن قَد مات قَلبي حُزنًا و أحترق ألمًا حتى بات رُفاتٍ يتطاير مع ورق الـخريف المتساقط"

"يَقولون عَني قويًا و لَـكن ما أنا سِوى وَرقة ذابلة تُحارب حتى لا تَموت"

تمتم بِها دو كيونجسو و هو يَجلس أمام شرفة مَنزله البَسيط المُطِل على شاطيء النهر و بيده كوب من الشاي و قَد تَجمعت في مقلتيه دموعًا حبسها بين سجن جفنيه ، لن يجعلها تهرب فدائمًا ما كان البُكاء بالنسبة له ضعفًا لن يلجأ إليه مهما أصابه من مصائب تُمزق قلبه ، وحدته قد جعلت منه شَخص إنطوائي ، حاد الطباع ، و لكنه طَيب القلب رَغم تعامله الشديد مع الغرباء.

تَحركَ ببطيءٍ شديد و كأنه يَجُر قدماه جرًا يَحمل مفاتيح سيارته بَعدما تأكد من أنه لَم يترك ملعقة واحدة مُتسخة حتى، و قد ربط شَعره الطويل الذي لَم يَقصه مُنذُ حوالي عام تَقريبًا ، لِيستقل بعدها سيارته مُتجهًا نحو مكان عَمله و هو ما يزال على هذا الوضع الصامت الذي إتخذه رَفيقًا مُنذُ سنوات ، كيونجسو القديم لَم يَعد يَزور حتى مُخيلته.

وَصل أخيرًا حَيثُ وجهته في جامعة هوندونج و قَد رَكِن سيارته مُسبقًا في موقف سيارات أساتذة الجامعة فـبالنهاية هو البروفيسور دو كيونجسو أُستاذ عِلم النفس الذي يَكون في مُنتصف عَقدِه الرابع ، حيّاهُ رَجلُ الأمنِ ليرد عليه كيونجسو بإبتسامته البسيطة و هو يُحني جزعه قليلًا احترامًا له .

كانت الساعة الثامنة و النصف بالفعل حيث تبدأ مُحاضرته الأولى الآن للفرقة الرابعة ، ليتوجه حيث قاعة المُحاضرات ليدخل و هو يَنظر لعدد الطلاب فهو قليل اليوم كالعادة ، فَمنْ ذَلِكَ الأحمق الذي سيستيقظ مُبكرًا هكذا ليسمع مُحاضرة في علم النفس من أُستاذ يحتاج إلى من يُعالجه أولًا؟؟

بدأ يُلقي ما بِجُعبته من حديث قَد حفظه من كَثرة ما ألقاها فـعلى مدار خمس سنوات يُردد نَفس الكلمات .

Professor Doh Kyungsooحيث تعيش القصص. اكتشف الآن