ONE PART

380 16 491
                                    

جلس الاربعيني على مائده الافطار الطويله وهو يتثائب بشيء من النعاس ،
السيد ماكسين بلاك رجل اعمال شهير بريطاني الاصل ، دمث الوجه ، ذو جسد ممتلئ ، يمتلك بعض الشعيرات السوداء على رأسه الاصلع من الامام ، وعينيه غائترين في محجريها ..تبدو القسوه والخباثه واضحه عليه..
تناول مجلته الموضوعه على الطاوله لينظر بتململ للخبر الذي تصطر الصحف هذا اليوم تحت عنوان "عوده الشيف "
بعد عشر سنوات من الاختفاء
والخبر المرفق مع العنوان بصوره بشعه لجريمه حدثت البارحه عن موت احد الوزراء المشهورين ، نتيجه جلطه قلبيه بعدما رأى رأس ابنه الوحيد ذو العشر سنوات ، كطبق رئيسي في مائده العشاء!!

رمى الجريده بشيء من التقزز والنفور ليقول بسخريه "مجرد هراء وكذب!"

وضع طباخه طبق الفطور على المائده ، فقال ماكسين بشي من التلذذ من دون ان ينظر لشيفه : ماهو طبق الفطور نايل؟

رافق قول الطباخ وهو يرفع الغطاء عن الطبق بنبره عابثه ساخره : رأس زوجتك وابنتك سيدي!!

وكاد ماكسين يضحك على النكته قبل ان تتعلق عيناه بالرأسين الموضعين على طبقه
تجمد ماكسين بهلع على المنظر امامه وبدا غير مستوعبا لهذا المنظر البشع ،رافقته شهقه عاليه جازعه ...

وعدا من ذرات من عقله بقيت لتخبره ان هذه مجرد خدعه سخيفه لكان قد فقد صوابه بالفعل..!

هذا ان لم يفقده الان بالفعل..

التفت بجزع وجسده يرتجف بخوف وكأنه يكذب ما رآه ...ليصطدم بتلك الابتسامه التي تثير القشعريره ، التي كانت الشيء الوحيد البادي من وجه الشيف المغطى بقناع وقبعه بيضاء طويله على رأسه

امال الشيف برأسه قليلا وازدادت ابتسامته العابثه رعبا : ارجو ان يعجبك الطبق سيدي ...بالهناء والشفاء!!

وتلك الصرخه الرعبه ترددت في القصر...
قبل زوال صاحبها من الوجود!!!

==============
المكان : لندن
الزمان : 9:30 مساءً /يوم الاثنين

ممددا على الاريكه بمعطف شتوي ووشاح حول رقبته يقرء كتابا طبيا تحت عنوان " الخلايا والانسجه العصبيه وبعض المتلازمات التي تصيب الدماغ "

بدا مركزا بأهتمام في قراءته بتفحص وان لم يبدو هذا على عينيه الباردتين اللتان اكتسبتا لون رماد المدفأه الشتويه ، التي كانت في احد زوايا البيت تنفث نيرانها الحمراء بضراوه  ناسبت بروده الجو في مثل هذا الوقت من السنه ، اخرجه من تركيزه المستمر في الكتاب ، ذلك الصوت الناتج من وضع كوب قهوه بقوه على الطاوله المجاوره للاريكه ..

رفع عينيه عن الكتاب ليحدق بوجه تلك المرأه ، المسماة -زوجته- برموشها الطويله التي ناسبت عينيها الزمرديتين  ، وانفها المنتفخ الذي اكتسح الاحمرار مقدمته بسبب ضعفها تجاه هذه الاجواء ، ووجهها الذي كان مزيجا غريبا من الجمال البريطاني مع بعض اللمسات العربيه التي اضافت لها جمالا خاصا وفريدا من نوعه ،خصوصا في هذه اللحضه وهي تبدو انها لاتزال غاضبه منه ، وقد انبأه بهذا خديها المنتفخين وحاجبيها المعقودين عندما تغضب من شيء فأنها لاتستطيع التحكم بردود افعالها..

الشيفحيث تعيش القصص. اكتشف الآن