في عشرينيات القرن الماضي تحديدا صباح يوم ربيعي مشمس و جميل ، كان هناك زورق ينساب بهدوء على صفحة المياه الراكدة بلقرب من ضفاف جزيرة الدمى ، كان الزورق يقل عائلة صغيرة ، رجل و زوجته و ابنتهم الصغيرة ، كانوا في نزهة و قد بدت السعادة على وجوههم ، خصوصا اللنت الصغيرة التي كانت ترتدي ثوبا ابيض جميل مزين بشرائط مزركشة طويلة وكانت تجلس بهدوء بلقرب من مؤخرة الزورق و هي تلعب و تضحك مع دميتها الشقراء الجميلة التي كان والدها قد اهداها لها في عيد ميلادها الأخير . وفيما كان والدا الفتاة مشغولان
بالحديث والتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة و الخلابة المنتشرة على طول القناة ، كانت ابنتهما قد تركت دميتها جانبا و انحنت فوق طرف القارب في محاولة منها للامساك بزنبقة جميلة كانت تطفو فوق سطح الماء ،و فجأة اختل توازن البنت فسقطت في المياه ، ولم يشعر والداها بسقوطها الا بعد سماع صوت ارتطام جسدها بالماء ،فقفز والداها سريعا الى المياه في محاولة لأنقاذها بينما راحت الام تصرخ و تولول ... الاب غاص في المياه مرارا و تكرارا حتى تقطعت انفاسه وكاد ان يغرق هو نفسه ... ولكن من دون جدوى ... كانت الفتاة قد اختفت تماما و لم يجدوا لها أثر ، حتى الغواصيين المحترفيين لم يستطيعوا العثور على جثة الفتاة ... اختفت الى الابد ... تاركة خلفها دميتها الشقراء الجميلة و والدين مكلومي الفؤاد . ومنذ ذالك الحين شاعت اسطورة مخيفة بين السكان المحليين عن فتاة صغيرة تتجول بين الجزر ليلا بحثا عن دميتها الجميلة التي تركتها في الزورق مع والديها .
رجل غريب الاطوارلعقود طويلة لم يكن في الجزيرة سوى كوخ واحد و لم يسكن فيه سوى رجل واحد كان يدعى جوليان سانتانا باريرا و قد عرفه الناس في المنطقة بأسم دون جوليان ، رجل غريب الاطوار ، لديه زوجة و اطفال في المدينة لكنه هجرهم منذ زمن بعيد و جاء ليعيش وحيدا في الجزيرة المنعزلة ، وقد قيل الكثير حول سبب بقاء دون جوليان وحيدا في الجزيرة ... وقد يبقى سرا لا يعلمه سوى الله .
يقال بأن القصة كلها بدأت قبل اكثر من نصف قرن
تحديدا في عام 1950 حينها كان دون جوليان شابا انيقا لديه عائلة و وظيفة محترمة في المدينة ، و كان يزور الجزيرة من حين لاخر لصلة قرابة تجمعه بأصحابها الاصليين . وفي احد الايام ، بينما كان واقفا لوحده على ضفاف الجزيرة يتأمل المياه ، تماما في البقعة التي غرقت فيها الفتاة قبل سنين طويلة ، فجأة تعلقت عيناه بطيف باهت لفتاة صغيرة يتهادى جسدها بهدوء تحت الماء ، كان ثوبها الابيض ذو الشرائط المزركشة الطويلة يتموج بوضوح تحت الماء، لكنها لم تكن تطفو فوق الماء ، بدت وكأنها عالقة بشيء ما يمسك بجسدها و يبقيه تحت سطح الماء . دون جوليان ظن لوهلة ان الفتاة ميتة لكنه بدل رأيه حين اقترب وجهها من السطح الى درجة كافية لرؤية ملامحها ، فقد بدت كأنها حية ، كانت عيناها مفتوحتان على وسعها و كانت تنظر الى دون جوليان بغرابة ، فقفز الرجل الى الماء على الفور ظنا بأنها ما زالت على قيد الحياة . . .
لكن ما سحبه دون جوليان بعد جهد جهيد لم يكن سوى دمية اطفال !... عروسة جميلة ذات عيون زرقاء و شعر اشقر طويل . دون جوليان كاد ان يفقد صوابه ، كان متأكد انه شاهد فتاة حقيقية من لحم و دم تعوم بالقرب من سطح الماء ، لكن يداه لم تقع سوى على دمية من المطاط !.. وقد زادت حيرة الرجل بعد ان اخبره احد المزارعين لاحقا بقصة الفتاة التي غرقت في تلك البقعة في عشرينيات القرن الماضي والتي لم يعثروا على جسدها ابدا . فأيقن دون جوليان بأن ما رأه في المياه لم يكن سوى شبح تلك الفتاة الغارقة و بأن الدمية هي دليل و علامة على صدق ما رأه . دون جوليان عاد الى منزله في المدينة مساء ذلك اليوم لكنه لم يكن نفس الشخص الذي غادره صباحا ، لم يعد يضحك و يلعب مع اطفاله كما كان يفعل سابقا ، اصبح واجما و قليل الكلام ، اخذت صورة الفتاة الغريقة تقض مضجعه ، كلما اغمض جفنه طالعته عيونها و هي تحدق اليه من تحت سطح الماء ، كأنها تحدثه و تصرخ فيه متوسلة بأن يعود الى الجزيرة .
أنت تقرأ
جزيرة الدمى المسكونة في المكسيك
Horrorجزيرة الدمى المسكونة ربما سمع بها الكثير لكنه لم يعرف القصة الحقيقية او الكاملة قصة بقلم اياد العطار من موقع كابوس انقلها لكم نصا