وريث إبليس

أقتباس 1

مثلما أشارت عليها قارئة الفنجان توجهت السيدة "شَرِيفة" بصحبة ابنتها إلى الدجال كي يساعدها في جلب السارق إلى منزلها مرة أخرى، فقد أقسمت لها المرأة العجوز بأنه دجال ماهر، يُمكنه جلب الحبيب وإرجاع الغائب ومعرفة الخبايا وإتقان السحر السفلي، وباستطاعته كذلك تسخير الجنّ على الإنسيّ حتى يجعله كالخاتم في الإصبع!

بمجرد دخولهما إلى غرفته ذات الضوء الخافت، قدم إليهما الدجال شرابًا ذو لون أسود، فتناولتاه على الفور إذ أخبرهما مساعده أنه شراب سحري سيعمل على تحضير الجان المُكلف بكشف الظلم والبُهتان.

هذه ضريبة الثقة الكاملة التي قلما نجا منها أحد، عندما تركض في طريقك دون أن تتحسس بقدميك اﻷرض سيكون مصيرك هو السقوط لا محالة، فبمجرد أن منح آدم جزءًا من ثقته لإبليس وغفل عن تربصه به طُرفة عين سقط من أعلى عليين إلى أسفل سافلين، ثم فُرِض عليه أن يقضى ما تبقى من عمره سعيًا في الصعود إلى العُلا مرة أخرى.

مرت ثوانٍ معدودة شعر خلالها النسوة بالدُوار حتى كِدن أن يفقدن الوعي، فانطلق الدجال سريعا إلى حيث يرقدن وبدأ يتلو عليهن بعض من التعاويذ السحرية، مع ذِكر ألقاب المردة من ملوك الجان وحَمَلة الصولجان.. بينما كان مساعده يتقافز هنا وهناك ويُجري بعض الحركات البهلوانية لبث المزيد من الرعب في قلوبهن.

مالبث أن بدأت اﻷم وابنتها تتمايلن يمينا ويسارا كجزع نخلٍ على وشك السقوط، فسارع الدجال وخادمه بتقييد أيديهن وإحكام الوثاق حول أرجلهن بقوة.

وفي حركة مفاجئة قام الرجلان بطرحهما أرضا، لتستلقيا على ظهورهما دون أي مقاومة تذكر ليس إلا من أعين تبرق في رعب ترقبًا لمصيرها المحتوم!!
---
#محمود_زيدان
رواية #وريث_إبليس
#معرض_القاهرة_الدولي_للكتاب2020
يافي للنشر والتوزيع

***********
رأيكم بقى 😍🙈