مقدمة
هنا.. أجل انظر هنا.. ابتسم لا أريدك عابسا.. سعيدة أنا لأن عنواني لفتك ولذلك من واجبي تحذيرك صديقي، انتبه من الوقوع في الشرك فأنا لست مسؤولة عما سيصيبك ، ولا عن الأفكار التي سيتشربها عقلك بعد أن تتم كتابي، أجل أنت ستقرأه حتى النهاية بدون أن تشعر حتى لو لم يكن ذلك بإرادتك، لا تسألني لماذا أو كيف عرفت.. لأنني أعرف.. وفقط.. سيتغير مجرى حياتك مع تغير الأحداث، فإما أن تغلق هذا الكتاب وأنت أكثر نقاء وإيمانا، وإما أن تصير مجنونا مخبولا لا تفقه للحياة معنى..
اعتزال..
رسالة أولى
مضت أيام يا سكر..
ذاك الكسر لم يجبر..
وتلك الأجنة لم تفطر..
والسماء لم تمطر..
مضت أشهر يا سكر..
والفلاح لم يبذر..
وذاك الشجر لم يثمر..
ولا البحار قد أبحر..
ولا الجوري قد أزهر..
مضت أعوام يا سكر..
وتلك الصبية لم تكبر..
وذا الشتاء لم يدبر..
ولا الرضا فينا تجذر..
مضى كل شيء ولم أمضي، ولم أبرح مكاني أهذي..
ألا تسأل يا عسل!
إن كان الداء في جسدي قد استفحل؟
وإنْ قلبي لمصابه الجلل قد استحمل؟
ألن تعزيني.. وتقول لا تذبل!
ألن تسقيني الحب حتى أثمل!
كلا.. أدري.. أنت لن تفعل..
مازلت هنا أبكي على الأطلال، ومن أنهار الأسى أنهل..
حيث تركتني أقف.. أرقب الأفق في صمت مسدل..
أجلس على أعتاب حلم رسمناه أنا وأنت معا.. خططنا تفاصيله كلها بعناية فائقة بأدق ريشة، ولوناه جزيئة فجزءا،فكلا.. بنيناه لبنة فركنا فجدارا.. لكن توقفت مالا كالا وكنت لم تبلغ بعد المنتصف.. وتركتني هنا ذل الحب وحيدة أرتشف.. وأشلاء قلبي الباكي بين ضلوعي ترتجف.. بعد أن كنت فتاة رملية.. أنساب مع كل الأوضاع فأسايرها وأجاريها وأبني ذاتي وكل ما فيَّ بيديَّ، فأتيت أنت لتصهرني وتشكلني كيفما شئت بنيران حبك الزائفة.. فصيرتني بنية زجاجية..تملأ جوفي تارة عواطف فتية.. وتارة ترميني بقوة فأغدو قطعا منسية، وما إن تحتاج شيئا مني تأتيني بصمغ الكلمات لتجدد ما تكسر.. لكن يبقى الشرخ باد.. والكل يعلم.. أن الألم ليس بالسهل غاد..
عزيزتي كفاكِ انكسارا واعتزلي كل من يؤذيك.. هاتي كفك ولننهض.. هيا !حسنا ..أنا فتاة عشرينية ..آذارية، حملية، أعيش في مدينة صغيرة و أدعى جهاد، و أؤمن إلى حد بعيد أن أسامينا كثيرا ما ترسي ظلالها على ضفاف حيواتنا بطريقة ما أو بأخرى، فطالما جاهدت تقلبات الدهر ونكباته ومازلت أفعل وسأبقى هكذا، فالهدوء والراحة والسعادة كلها مصطلحات مخادعة بعيدة كل البعد عن أن تكون دنيوية.. أنتمي إلى عائلة ملتزمة تتكون من أم أب أخوين يكبرانني وأنا الفتاة الوحيدة "مدللة الدار".
أنا الآن في الإقامة الجامعية، هي سنتي الثالثة تخصص جراحة أسنان، وتلك الفتاة التي تجلس أمامي ملصقة عينيها بشاشة هاتفها هي رفيقتي في السكن و تدعى"مياسة"،هي فتاة مسكينة كثيرا ما أشفق عليها لغفلتها عن المغزى الحقيقي للحياة، هي إنسانة جرفتها الدنيا بشهواتها وأغوتها بكثرة زينتها، كثيرا ما حاولت تغيير قناعاتي لكنها لم تنجح ولا أزال أعمل على مساعدتها لتهتدي إلى سواء السبيل وينتهي الأمر بيننا دوما بمشاجرة فتقول لي :"كل واحد يتحاسب في قبرو ..ما تدخليش روحك"، لم أيأس منها بعد لأن جوهرها طيب.
أنت تقرأ
اعتزال (متوقفة إلى حين..~)
Romanceمقدمة هنا.. أجل انظر هنا.. ابتسم لا أريدك عابسا.. سعيدة أنا لأن عنواني لفتك ولذلك من واجبي تحذيرك صديقي، انتبه من الوقوع في الشرك فأنا لست مسؤولة عما سيصيبك ، ولا عن الأفكار التي سيتشربها عقلك بعد أن تتم كتابي، أجل أنت ستقرأه حتى النهاية بدون أن تش...