اعتزال (متوقفة إلى حين..~)

الفصل الثالث

فصلت الخط وشكلت رقم شقيقي يزن مباشرة، ثوان ويجيب:

- ألو، أهلا فتاتي، ما أخبارك؟

- يزن أريد اخبارك عن أمر هام لذلك أرجو ألا تنزعج، واسمعني حتى النهاية لقد اخرت محادثتك انت بدل احمد لانك اكثر تفهما فرجاء رجاء لا تردني

- تلكمي يا بنت ما الذي يجري

قصصت على أخي قصة مياسة من الألف الى الياء، ولمست في كلامه تأثرا بالغا، ثم قال: ولكن لم أخبرتني بهاته القصة يا جهاد؟ وما المطلوب مني؟ ما عساي أفعل؟

- تقدم لخطبتها،قلت بحماس

-ماذا؟! رد بصوت ملؤه الاندهاش، أخبرتك أنني لست جاهزا، لا أستطيع، يستحيل ذلك. بدا حينها جد متردد

- في حياتي لم أطلب شيئا منك يا يزن، أنا لم أقل لك تزوجها فقط تقدم لخطبتها واقنع والدها ليسمح لها بالعودة إلى الجامعة، علها تتوب وتصلح ، رجاء يا أخي ، علها تفرج عليك فتفلح

- جهاد أنت تعلمين جيدا أن اتخاذ هكذا قرار ليس بالهين لذا امنحيني وقتا لأفكر، سأتصل بك حالما أحسم أمري، قال ذلك بحزم وقد زال عنه التوتر

- حسنا يا يزن أنا اعتمد عليك لا تخيبني رجاء،أنتظر موافقتك. قلت ذلك وكلي رجاء في أن يوافق

أقفلت الخط واستلقيت أتأفف، رن هاتفي مجددا، ههههه أبدو كمكتب خدمات، رفعت السماعة فوجدتها مياسة

- مياسة لا تقلقي أكاد أحل الأمر فاصبري قليلا بعد، تكلمت مباشرة دون إلقاء تحية

- ما الذي تهذين به يا فتاة إلام تخططين أطلعيني؟

- اسمعيني لن أخبرك الآن لكن عليك أن تسمعي كلامي جيدا وتعيه فهما وتطبيقا، مفهوم

- مفهوم

- جيد إذن، اصلحي ما بينك وبين الله يا مياسة عودي الى الله يا اختاه، أريدك كبداية أن تقطعي جميع علاقاتك المحرمة، جميعها بلا استثناء، افتحي حسابات جديدة على مواقع التواصل ودعيها صفحة بيضاء نقية خالية من المحرمات، ثانيا آن الأوان لتتوبي أخيتي لأن التوبة فرض على كل مسلم قال تبارك وتعالى:" يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا" (الآية السابعة من سورة التحريم)، انسي ماضيك ولا تجاهري بذنوبك وامضي قدما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"كل أمتي معافى إلا المجاهرين، وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله تعالى فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا، وقد بات يستره ربه، ويصبح يكشف ستر الله عنه"، أتسمعينني؟

- أجل كلي آذان صاغية، تابعي..

- اعلمي جيدا أن التوبة ليست كلمة تنطلق باللسان إنما يجب أن تصاحبها أعمال تؤكد صدق توبتك، قبل كل شيء أخلصي نيتك لوجه الله تصديقا لقوله صلى الله عليه وسلم:"إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان له خالصا، وابتغى به وجهه" واندمي على اقتراف الذنب واقلعي وصدي وسدي كل منافذ الوقوع فيه، بعد ذلك اعزمي على الكف عن العودة لفعل مثله مرة أخرى، ولا تصرفي عمرك حسرات على ما فات فالبكاء لن يحيي ما مات.