ادلهم الليل وغابت حمرة الشفق، وحل أخيرا الغسق، جالست أفكاري ولم أدري من أين كانت تنبثق، لمت نفسي كثيرا لأني أدركت أنني كدت أهوي وأروح في المنزلق، تداركت أنني أعصي الله بمخالطة ذاك الشاب كان إحساسي بالندم فظيعا فقمت توضأت وصليت ركعتين لله حينها فقط شعرت بالراحة ..
طوال العطلة، كثيرا ما كنت أتفحص حساب حسام على مواقع التواصل دون ترك اثر أو إبداء رأي يذكر، لا أدري لم كنت أفعل ذلك أهو مجرد فضول أم شيء أكبر؟
أنا في طريقي إلى الجامعة، وأشعر بالسعادة نوعا ما، لا أدري إن كنت لا اعلم ما سبب هذا الابتهاج المفاجئ أم إنني اخشي الاعتراف لنفسي بالأمر !
بعد ساعات وصلت، ما إن وطأت قدمي خارج الحافلة رأيته يتفحصني بإمعان، انه هو "حسام" تجاهلت الأمر حتى أتى وامسك ذراعي بقوة فاجئني تصرفه حقا لم ادر ما افعل لكنني انفعلت، وصرخت:
- ماذا هناك؟ ماذا تريد؟ دعني وشأني يا سيد.
- لماذا تجاهلتني؟ لماذا لم تردي؟ أ تسخرين مني؟ لماذا أنت معقدة إلى هذا الحد؟
حملت حقيبتي وابتعدت عنه دون أي كلمة، وصعدت إلى شقتي ، ألقيت بجسدي المثقل من السفر على السرير في تضجر مما حدث، يبدو أن مياسة لم تعد بعد ، الآن علي أن أنظف قليلا فالغبار كسى كل شيء، هكذا خاطبت نفسي، شرعت في التنظيف حتى سمع طرقا على باب شقتي، سألت:
- من الطارق؟
- أنا جارتك في الغرفة المجاورة، هناك ما أريد إخبارك به هلا فتحت الباب؟
فتحت الباب سلمت عليها، ثم قلت: ما الذي كنت تريدين قوله؟
- هناك شخص يريد مقابلتك
- من هو؟
- انزلي واعرفي بنفسك
شكرتها وأغلقت الباب وقررت عدم النزول لأنني فكرت انه قد يكون "حسام"،أكملت ما بدأت عمله، واستلقيت أخمن من الشخص الذي أراد مقابلتي، بلغ مني الفضول مبلغا عميقا فارتديت ثيابي ونزلت متسللة، حتى قال:
- مرحيا، اخيرا قررت المجيء
- كيف رأيتني؟ ثم انني لم آت لمقابلتك
- أجل لا بأس لكن هناك أمر أريد الحديث معك بخصوصه فلا ترديني أرجوك
-تفضل
- حقيقة أنت فتاة طيبة على دين وخلق وذلك أثار إعجابي فقد قلت مثيلاتك في زمننا، غرضي شريف يا جهاد، والله في نيتي كل الخير
- أجل والمطلوب؟
- أنا أريد أن أتعرف بك أكثر أريدك أن تجعليني جزءا من حياتك أن تبادليني مشاعري
لا أعلم كيف أصف ما شعرت به حينها إلا أن حرارة شديدة اعترت جسمي وشعورا غريبا راودني، فلم أشعر بنفسي إلا وأنا اركض صعودا إلى شقتي التي دخلتها وأغلقت بابها بقوة وجلست عنده احتضن نفسي وأحاول استيعاب ما حدث، لم اعلم ما أفعل فاتصلت بمياسة، رن الهاتف، ولم ترد قلقت عليها فعاودت الاتصال، ردت وقالت : جهاد سأهاتفك لاحقا اعتذر الآن.
حملت نفسي بيأس ورميت بثقلي على السرير وغفوت، لم أستيقظ إلا على صوت الهاتف وهو يرن نظرت إلى الشاشة فوجدت أن المتصل "مياسة"، رفعت السماعة، وقلت: أهلا كيف حالك مياسة لماذا لم تعودي بعد؟ ما الذي جرى هل أنت بخير صغيرتي؟
- تورطت في مشكلة يا جهاد ولا أدري ما العمل
- لماذا ؟ماذا هناك؟
- زوجة أبي يا جهاد عرفت عن علاقاتي وأخبرته عنها وأنا الآن مراقبة، أوسعني إخوتي ضربا حتى أن وجهي صار اسودا من عنف اللكمات التي تلقيتها ، قال والدي انه لن يسمح لي بمتابعة الدراسة، ماذا أفعل الآن كيف أتصرف أخبريني؟ تكلمت وكل كلمة تخرج بعد ألف شهقة وزفرة، كانت دموعها تنزل بوفرة، صوتها الباكي كان يحكي طعم الندم والحسرة، سكت برهة أفكر، ثم قلت لها: مياسة لدي حل، ولن أعدك بشيء حتى أتأكد، سأقطع المكالمة الآن و سأهاتفك لاحقا، اتفقنا؟
- فيم تفكرين جهاد أخبريني؟
- سأخبرك لاحقا، إلى اللقاء الآن
أنت تقرأ
اعتزال (متوقفة إلى حين..~)
Romanceمقدمة هنا.. أجل انظر هنا.. ابتسم لا أريدك عابسا.. سعيدة أنا لأن عنواني لفتك ولذلك من واجبي تحذيرك صديقي، انتبه من الوقوع في الشرك فأنا لست مسؤولة عما سيصيبك ، ولا عن الأفكار التي سيتشربها عقلك بعد أن تتم كتابي، أجل أنت ستقرأه حتى النهاية بدون أن تش...