الإنترنت كفرد في المجتمع!

17 2 0
                                    

من منا اليوم لا يستخدم ما نلقبه بالإنترنت؟؟
فهو كما يشاع، نوع من الوباء الذي انتشر خلال عصر الحداثة -عصر التكنولوجيا - و هو بحر من المعرفة الخطيرة، و التي تحصي جميع المعلومات البشرية ، كونه شبكة إلكترونية يتدخل في الحياة الإجتماعية ككل!...فيا ترى أين تتجلى سلبيات و إيجابيات هذا الأخير؟ و على أي فئة يتربص بكثرة؟؟
لقد شهدت البشرية نوعا جديدا من التطور التكنولوجي، فلن نجد بكل العالم شخصا واحدا لا يجيد استخدام الإنترنت، أو لا يحمله معه ، أكان صغيرا أم كبيرا-لم يعد هناك فرق- سواء للتعبير عن الرأي أو خضوعا لغرائزه الفضولية في استكشاف العالم ... و هنا تماما تكمن إيجابيات الآنترنت، و في المقابل يوجد سلبيات لا تعد و لا تحصى مناقضة، و منافية هذه الأخيرة، فحتى الذي يتعلم الغوص في بحر المعرفة هذا، سيغرق فيه يوما، و لن يستطيع العودة ، مع أنه لا يرقى للعقول البشرية. و كما نعرف جميعنا ، يبقى الحائز لهذه الآثار الجانبية،  فئة نحن على غنا عنها، ألا و هي فئة الشباب ، كونهم يلقون إقبالا كبيرا على العوالم الإفتراضية، و وسائل التواصل الإجتماعي، كأنهم بهذه الطريقة يصوتون للأنترنت في انتخابات لرئاسة العالم و إقصاء الكتاب من منصبه ، و مكانته الإجتماعية المرموقة  و السياسية و غيرها من النواحي ، فالكتب كانت خير أنيس لنا،  في وحدتنا، كما  أنها تحفز خيالنا و تحجب عنها الأشياء العدمية القيمة، و تفتح لنا أبواب الجنان، لنسرح في نهر من المتعة و اللذة الأدبية، فتشرق بذلك شمس غابت سنين لم نلمس غلاف الكتاب ، و يرشدنا إلى طريق الفلاح، و يقوي انفتاحنا على حضارات أخرى و أنواع جديدة من التفكير و يسوي آفاقا كانت و لازالت تتعثر بفعل -العدو اللدود-الإنترنت.من هذا أستنتج أن الإنترنت يغزوا الحضارة عن بكرة أبيها، ليسيطر على بني جنسنا،  و لينحصروا داخل عوالم كاذبة ، تابعة لرغباتهم اللامتناهية. فنحن على غرار ذلك ضحايا لاستعباد الإنترنت ، في هيئة شخص نلقاه عند الإستيقاض من النوم، و عند العودة من  المدرسة أو العمل. .. لنلقي عليه عبارات السلام، و نرد له التحية، بدلا من أشخاص حقيقيين في المجتمع الواقعي،  و  بدلا من السهر في تفاهات تتلاشى إثرها العقول النابغة أو الناشئة . إذا استجوبتهم فيما يتعلق بالإنترنت ، سيجيبونك عن ظهر قلب ، أما إذا كان الأمر له علاقة بالعلم أو شيء من المدرسة ، فسيطبقون على أفواههم بإحكام، و يدخلون في صلب موضوع آخر ...إلا أنهم لا يلاحظون التغير النفسي و الصحي في أجسادهم ، لا يلحظون الإنعزال القاتم الذي يعانون منه، أو الأجساد النحيلة التي يتنقلون بها دونما وعي...
خلاصة القول -مع أن في الأمر أكثر مما ذكرت-عليكم أيها الناس الحفاظ على ثرواتكم الناشئة ، و  تقليل ساعات إدمانهم على مواقع التواصل الإجتماعي مثل:الفايسبوك، و تويتر، و الواتساب، و الأنستغرام، و الألعاب العديمة القيمة و غير ذلك...
ففي إمكانكم إعادة إحياء الثورة العقلية من خلال نبذ التفاهات التي يسهم بها  الإنترنت،و دحض الأفكار السلبية المتفشية في شتى أنحاء العالم.

الحجاج في المجتمع..حيث تعيش القصص. اكتشف الآن