2_فلاش أسود.

1.1K 149 151
                                    

ڤوت و اذكر الله.






في غضون ما يُقارب الشهرين شارفنا أنا و تايهيونغ على انهاء مشروع الفلسفة المُوَكّل إلينا، في تلك الفترة لم أتوقع أن نُصبح أصدقاء مُقربين

هو عكسي تماماً، أنا البغيض و هو اللطيف، أنا النَزِق المُتشائم و هو الباسم المُفعم بالأمل، رغم ذلك كُنا نتشابه في كثيرٍ من النواحي...

أحببتُ وجوده لجواري، أن يكون لي صديق يُشاركني مُعظم وقتي، يركلني و يتشاجر معي بطفولية، يشتري لي الهدايا و يقتل نفسي الحانقة المُتعشعشة داخلي...

تايهيونغ كان شيئاً جميلاً دَلف حياتي، كقُبلات زخات المطر على أرنبة أنفك المُحمَر، كـكوب شكولاته ساخنة في خضم الصقيع و كمُرادف للبهجة المُتمَثلة برائحة اللوز المُنبعثة منه.


اليوم هو أعطاني فلاشاً أسود كوننا انتهينا من العمل و أخبرني أن أجمع بياناتي مع خاصته ليكتمل المشروع كونه يشعر ببعض التوعك لذا ابتسمتُ و هممتُ أعود لمنزلي لأقوم بذلك.

خلعتُ معطفي و أشعلتُ المدفأة، كوبُ شايٍ حديث الصُنع و العتمة في كُل مكان و أنا أمام حاسوبي المحمول، يا رجل تلك هي الراحة بعيداً عن تُرّهات البشر الحمقى.

وصلتُ فلاش تايهيونغ بحاسوبي و دلفتُ لداخله، كان هناك ملفٌ واحد فقط بعنوان لا تفتحه!، ما النُكتة الجديدة تاي،
إلهي ذلك الفتى...

على أية حال فتحته إرضاءً لغريزة الفضول البشرية، كان في داخله ملفٌ آخر يحمل عنوان لا تُقحم نفسك فيه!

بدأت أتشوق رغم ملامحي المُناقضة لشعوري
و مُجدداً ملفٌ داخله آخر الأول باسم هذا خطير!
و الثاني أنا آسف...

تبقى آخر ملف بعنوان لِمَ حدث ذلك؟

فتحته و كان يحتوي على العديد من السجلات و الصور و الڤيديوهات لذا فتحتُ إحداها عشوائياً

ظهر وجه تايهيونغ و هو يتأكد من أن الكاميرا تعمل ثُمّ اتجه ناحية كُرسٍ يقبع أسفل ضوءٍ واحد وسط الظلام المُحيط به كـكراسِ الاعتراف...

شعرتُ أنني أتلصصُ على خصوصياته لذا أغلقته و جعلتُ أتصفح باقي الأمور، كانت السجلات تحمل أسماء سيدات بأعمار كبيرة و تواريخ لم أستطع فهم ما ترمز إليه كون ذلك لم يكن مذكور

و وجدتُ في الصور تايهيونغ يُحاوط بذراعه في كل صورة سيدةً ما،  تساءلتُ في سريرة نفسي هل يا تُراهُنّ صديقات والدته أو جدته رُبما فللوهلة الأولى ستُدرك مدى السعادة التي تفيض من ثغورِهِنَّ الباسمة، للصراحة في البداية ظننتُ به السوء و أنّه رُبّما يُفضّل السيدات الكبيرات و يستغلّهُنّ بشبابه البهيّ لكن الصور كانت لطيفة لذا تراجعتُ عن ظنوني الغبية و سأعتذر من تايهيونغ لاحقاً بشراء معطفٍ له.

في الأسفل كان هُناك ملفان آخران الأول بعنوان Noradrenaline و الثاني الوداع.

ملفُ الوداع كان فارغاً لكن الآخر كان يحتوي على العديد من المقاطع لذا فتحت أحدها لأرى ما الخبر

و ما جعلني أزدرِدُ رَمقي هو أنّ إحدى السيدات تضرب صدر تاي و تصرخ في وجهه و هي تقول:
_لا سبيل للتراجع، هيا افعلها!

كان هو يحمل سكيناً يرتجف بين أصابعه و السيدة لازالتْ تصرخ، لم يتجرأ تاي على القيام بأمر و أنا قد ارتفع مُعدٍل ضربات خافقي بعد أن اندفعتْ السيدة ناحية السكين فانغرزتْ داخل معدتها، فغر تايهيونغ عينيه و ما هي ثوانٍ حتى أطلق العديد من الصرخات و هو يُوجّه سلسلة من الطعنات للمرأة حتى بدا أن أحشائها ستُقتلع بين يديه!

سقطتْ جُثتُها و خرّ تاي هو الآخر فاقداً للوعي ثم انقطع البث و انقطع معه تنفُسي!.

أمسكتُ نفسي عن التقيُؤ و فتحت ڤيديو آخر و في تلك الأثناء رنّ هاتفي فقفزتُ رُعباً كون المتصل تايهيونغ!

استجمعتُ شُتات نفسي و أجبتُ عليه لأسمعه يقول:
_لقد أعطيتك الفلاش الخاطئ جونغكوك، أنا قادمٌ إليك.






قلت لكم لا تحكموا عليها من البداية كون الأحداث بتصدمكم.

Noradrenaline|| vkحيث تعيش القصص. اكتشف الآن