حتى اخر العمر

Part 2

احاول ) :
احاول قدر الامكان ان لا اتحدث معك .. حبك نار الاقتراب منها فقط يحرقني فماذا لو لمستها !..
انت كالماء وانا النار .. لا يجب ان نتواجد في مكان واحد .. كلانا من عالمان مختلفان ... ولكن حبك انت يأخذني لعالم اخر ..
كأن القدر يعاقبني بحب شخص ليس لي مكان في قلبه ... يعاقبني القدر بحب شخص ليس من حقي ان احبه ... يعاقبني القدر عندما اتألم بمفردي من اجل شخص لا يحبني ...
حاولت تجنبه طوال فترة الاجازة الصيفية ... ولكنه كان يبقى قريبا مني .. يبقى على تواصل معي ...
انظر له عبر برنامج الـ ( واتس اب ) ... اراه متاحا .. ربما يتحدث معها .. يخبرها انه يحبها كثيرا .. يتغزل بها ...
قررت ان اختلق اي شئ للابتعاد عنه ... لانهاء هذه الصداقة ...
لا توجد صداقة كاملة .. فغالبا ما ينجذب احد الطرفين للاخر ...
اتصل بي ذات مرة .. قال : ام كفشة شدتسوين ؟.
قلت بعصبية لخلق مشكلة : شنو ام كفشة شبيك عيب تحجي هيج وياي !.
صمت قليلا ومن ثم قال : مايا شبيج .
- مابية شي شايفني مخبلة .
- ههههههه تعرفين نفسج .
- اني مداشاقة .
- اوكي .. روحي هسة شكلج ضايجة وبعدين نحجي .
- شنو روحي ع مزاجك اني اروح واجي وانت منو !.
- استغفر الله مايا اهدي وقولي شلي مضوجج .
- محد اصلا يقدر يضوجني .
- حلو زين شبيج ؟.
- وانت منو دتسالني !.
- احنا اصدقاء .
- مو عيب عليك عدك حبيبة وتصادق بنات اني لو بدالها اعوفك شتحس .
- مادري انتي شدتحسين ؟... اولا نورة واثقة بية واني اعرف نفسي مداسوي شي غلط وياج لانج مثل اختي .. ثاني شي لان ارتاحيتلج وصرنا صداقة سويتيني مصادق بنات .
قلت بغضب : اووووووف محمد ماريد بعد احجي وياك باي .
انهيت المكالمة !!...
الذي زاد حزني اكثر من فراقه هو انه يعتبرني كأخت له ... تركت كل شئ وركزت انا على هذه الكلمة ...
احيانا يستوجب علينا الابتعاد عن من نحب .. ليس لأنهم سيئين ولكننا سنتألم اكثر ان استمرينا معهم ...
تمر الايام بدونه مرة ... موجع عندما ترى اسم شخص تحبه في هاتفك ولا يمكنك حتى الاتصال به او سماع صوته ...
( سنة مختلفة ) :
بدأت بالسنة الثانية لي وهو في السنة الثالثة له ... اخفض رأسي اثناء سيري في الجامعة كي لا تقع عيني في عينه ...
القيت التحية على الجميع واشكر الله انه لم يكن موجودا ...
جلست في مكاني المعتاد .. نظرت للشجرة التي يجلس تحتها .. لم اره ...
اشتقت له كثيرا ... واخيرا رأيته يمر من امامي ... سار الى ان جلس في مكانه المعتاد ...
تصنعت العبث بهاتفي ... ولكنه كان ايضا يتجاهلني !!...
شعرت بشئ غريب ... لا اعلم ولكنني طاوعت قلبي المجنون ونهضت .. سرت اليه .. جلست امامه وقلت : اني اسفة .
بقي صامتا ... استرسلت : محمد !.. شبيك ؟.
- مابية .
- احسك ضايج .
- لا عادي .
- زين يعني بعدك زعلان .. اني جنت ضايجة بوكتها وطلعت قهري بيك .
- مو مشكلة .
بقينا صامتين لفترة بسيطة .. قال : جنت محتاجج كصديقة بوقت معين ملقيتج .
- ليش شصار !.
- تركنا بعض اني ونورة .
قلت بصدمة : شــ .. نو ؟.. ليش ؟.
اشار الى قلبه وقال : قلبي محروق .
- شسوت ؟.
- سافرت .
- زين يعني ضايج على غيابها لو شنو مدافتهم ؟.
- هههه راحت امريكا .. تخيلي تقول اني حسافر وماقدر ابقى مرتبطة بواحد بالعراق .
- ليش ؟.
- تقول شنو نهايتنا اني بعد مستحيل اقدر اعيش بالعراق .. ماريد اتعذب بالشوق الك .. ههههه شفتي شون حجة !!.. شوق !.. من سافرت برا صرنا كخة احنا .. قمنا منعجب ... شون حبيبها بالعراق اوي !!... الله وكيلج ناس ماعدها اصل بسرعة يبدلون جلودهم مثل الحية .
- محمد متستاهلك صدقني هيج انسانة انت تحمد ربك انها عافتك لأن لو صدك تحبك مرح تعوفك .
- اغلب البنات بالبداية يمثلن انهن ميريدن غير شخص يحبهن ومن احد يحبهن من قلبه ويجي وقت الزواج تروح تدور واحد عده فلوس ... يقلج الحب ميوكل خبز ... مادري شون يريدون واحد جاهز وكلشي عده وهو هستوه متخرج !... يلا الله يوفقها وتلقى واحد هناك جاهز ... ويفرجها علينا .
- مو كل البنات هيج اكو بنات يحبن صدك ويتمسكن بحبهن وقنوعات .
- صح اكو بس تعرفين بلدنا مو مال حب ... العشاق مكانهم بالحدايق عمرج شفتي عشاق بالقبور !... احنا كلنا عايشين بمقبرة .
- محمد لتقول هيج طول ما اكو حب احنا بعدنا عايشين وغصبن عن الكل رح نعيش ونحب لأن الحب يخلينا نعيش .
- احس قلبي يوجعني .
- حاسة بيك بس صدق متستاهلك .. متستاهل حبك .
مرت هذه الفترة صعبة جدا عليه ... رغم انني سعيدة انها تركته ولكنني اشعر بالذنب .. بل بالحزن عليه ...
اتصل به يوميا كي ادعه يتحدث ويفرغ كل الحزن الذي مافي قلبه ..
تجاوز هو فترة حزنه بل حتى انه نسي ... كيف ولا وقد مر وقت وها قد وصلنا الى الاختبارات النهائية للسنة الثانية لي ...
كنت اشعر بالتوتر كثيرا بسبب صعوبة المادة ... كان هو يهدء من روعي .. قلت له : ماقدر رح ارسب خايفة كلش .
- شبيج يمعودة مو صارلج شكد دتدرسين .. هاي توتر بس .
- لا لا .
- زين باعي حقولج شي يهديج .
- شنو .
- احبج .
بقيت مصدومة !! .. ضحك هو وحرك يده امام عيني وقال : مايا !!... يعني احبج ماريد افززج بس قلت فجأة احلى بس رد فعلج ميطمن ... زين ليش ساكتة .. ام كفشة شبيج كأن احد ناتلج ؟... كفشة !.... زين انسي الي قلته .... ولج سوي اي رد فعل عيطي ابجي استحي .
لا اعلم بم اجيب !!... الرجل الذي لطالما احببته بصمت ... احببته من طرف واحد .. يحبني !...
بعد فترة قلت بتلعثم : أأ .. نــ ..ي .. همين احــ .. بك .
قال : عابتلج خوفتيني لعد شكو صفتني .
- اي يعني غير اتفاجأ واستحي شبيك انتي خبل .
- دامشي كفشة تستحي !... قابل شقايلج .
- ههههه مسوي فضل علية قايلها .. اخذها ماريدها .
- مترجع بعد قلتها .
- لا معلية ماريدها .
- حتنكتلين ترا .
- لا بالله جرب .
- اي اكفشج من شعرج هذا .
- حزين صفر من وراك عوووف كفشتي بحالها .
- لا لا بعدين اتعارك ويا منو ههههههههه.
يوجد الكثير من العشق ولكن عاشقين مجانين مثلنا قليل جدا .. وما اجمل العشق عندما يمتزج ببعض الجنون ...
( مجنون ) :
شتقول انت يامجنون .. انا احبك بجنون ..والناس كلهم يدرون ..
ان انا احبك ..
وعني انا من تروح .. تزيد الامي جروح .. تخليني حيل انوح ..
ارتاح انا بقربك ..
الحب : هو اهتمام .. هو ان يشاركك احد بتفاصيل يومك .. تلك التفاصيل الصغيرة التي قد يراها البعض مملة ولكنها ممتعة عندما تصغي اليها من الشخص الذي تحبه .. الحب هو ان تبتسم عندما تكون بمفردك .. ان تشعر ان من يحبك يراقبك طوال الوقت ... ان تشعر بوجوده معك ..
اتصل بي في المساء .. اجبت : الو .
جائتني نبرة صوته : احم .
- احم احم .
- احم احم احم .
- ههههههه .
- احم احم .
- ولك شبيك حجي ؟.
- مو داريد ابدي المكالمة بشوية رومانسية .
- اي وليش بنجرت ؟.
- ههههههه مو سيارتي قديمة .
- هههههههههه .
- احبج .
- .............
- اهووووو هسة تقعد تندهش وبعدين تصفن وبعدين تستحي والرصيد يروح .
- ههههههه يابخيل .. بعدين شوية شوية علية ممتعودة .
- حتفلسيني بين ماتتعودين .
- فدوة الية فاهم .
- امرج عيوني بس بلي ريقي بكلمة حلوة ؟.
- انت خوش ولد .
- ههههههههههههه مداخذ​رأي جيرانة ام علاوي بية حتى تقوليلي خوش ولد .
- باه .. حاه .. باه .. كاف ... عفاف .
- هههههههه استزراف ... خبلة جاية تكت براسي .
- ههههههههههه . بحبك .
- ايوة بقا كدة .
- هههههههه ايوة بقا انت .
- هههههههههه ايوة بقا انتي .
- ههههههههه لك شكد حشاش .
- هههههههههه شدراني ع اساس هاي مكالمة رومانسية ؟.
- شبينا احسن من غيرنا نحن نختلف عن الاخرون .
- اروحلج فدوة اني .
- بعيد الشر .
بدات الاجازة الصيفية ... وقفت لأودعه في الجامعة .. امسك يدي وقالت : حشتاقلج .
- اني حظي مصخم .
ضحك : هههههه ليش صخمتيه .
- لأن انت على نهاية السنة حبيتني ملحكت اعيش جو حبيات .
- اغرقج حب جنج على حبيات يابعد قلبي .
- اوكي .
ركز عينه في عيني وقال : احبج وحبقى احبج لأخر العمر .
- عمري كله يفداك .
- اسم الله حبيبتي .
( يوم ميلادي ! ) :
انا ملكة شهر سبتمبر .. حيث اقمت في منزلنا حفلا اجتمع اقاربنا جميعا .. ارتديت فستان قصير ولكنه منفوش من الاسفل ... تأنقت كثيرا حينها ...
كنت لا اترك هاتفي لثانية لأني حبيبي يشاركني هذه اللحظات ...
بعث رسالة لي وقال : طلعيلي برا .
نظرت للرسالة جيدا ؟... كتبت له : مدافتهم ؟.
- شنو متريدين هديتج ؟.
- انت صدك تحجي .
- حبيبي ماريد يمر هاليوم بدون ماشوفج .
- واهلي !.
- بس شوية ... بعدين حفلة قلتي يعني اكيد ملتهين .
- هسة اشوف .
اتجهت لريتا وهمست بأذنها : تعالي وياي اريدج بشغلة .
سرت انا وهي متجهتان الى غرفتنا ... اغقلت الباب وقلت لها : حبيبي برا .
- يا حيووووانة من سألتج عدج حبيب تنكرين مو مو بسيطة .
- صدقيني بعدين احجيلج كل شي ... بس هسة ساعديني .
- شفتي شون تحتاجيني .
- هو برا جايبلي هدية ميلادي بس شون اطلعله اخاف .
- باعي هسة حننزل ونقوللهم اني داعدلج المكياج مالتج بالغرفة ونقفل غرفتنا من برا .
- اي ؟.
- وننزل بسكوت ونطلع من باب المطبخ اني اوقف يم باب المطبخ وانتي طببيه بالكراج ورا يم جهة التكييف .
- واذا احد طلع من باب الصالة ؟.
- مرح يبين بعدين اني رح اوقف بالنص واراقبلج .
- منينلج هالخطط .
- شفتي شون اني افيد .
- فديتج .
وفعلنا ما اتفقنا عليه ... فتحت الباب الخارجية على مهل .. وادخلته ... بقي ينظر الي بأعجاب ... قال : طالعة تخبلين .
قلت بخجل : أأ... ممم .
- احبج .
- اني همين .
اخرج من جيبه شيئا .. فتح كفه كانت بداخل كفه .. كانت قلادة لونها ذهبي .. بها كلمة ( الله ) ...
قال : هاي اريدج تلبسيها ومتنزعيها ابد حتى الله يحفظج الي .
عيناي امتلأت بالدموع ... اجمل هدية ممكن ان تهدى .. قال باحراج : اني اسف جان بودي اجيبلج ذهب بس ...
قاطعته : مادام شي منك عدي غالي اكثر من الذهب لانك انت ذهب .
اقترب وقبل رأسي .. قال : حلبسجياها .
وفعلا البسني اياها ... التفت اليه وقلت : حلوة ؟.
- تخبل عليج .
اقترب اكثر واحتضنني ... عانقته بقوة ... اجمل هدية يوم ميلاد في الوجود .. بل وجود يعتبر ميلاد بالنسبة لي ...
سمعت صوت اختي تهمس من بعيد : يلا استعجلي .
قلت له : حبيبي روح خاف اهلي يحسون .
- كل عام وانتي بخير حبيبي .
- وانت بخير .
رحل بسرعة وانا كنت اتنفس بسرعة ... اشعر ان قدامي تطير وق الارض ... شعور لا يوصف ...
عدت لأختي .. نظرت للقلادة .. قالت : ومسلم فوقاها .
- انجبي .
- نزعيها وبعدين لبسيها خاف احد يشوفها .
خلعتها كي لا يراها احد ولكنني بقيت طوال الوقت ارتديها بالخفاء ...
انت ياللي خدت قلبي من الزمان ومن الي فيه ... خدت قلبي لدنيا تانية احلى من الي حلمت بيه ..
احلى عمر انا عشته جنبك والحنان عندك كتير .. هو في كدة زي قلبك لسة في فالدنيا خير ..
ياما عشت اتمنى اقابلك ياللي زيك مش كتير .. مش مجاملة علشان بحبك ده انت عندي حاجات كتير ..
هي كم مرة هاقابل حد بيحب بضمير .. حد عاش عمره عشاني وقلبه ليا بيت كبير ...
( بداية .. ونهاية ) :
هذه السنة الدراسية هي بداية لحبنا ... ونهاية له لأنها اخر سنة وسيتخرج بعدها .. لا استطيع حتى تخيل الجامعة بدونه ... فمجرد معرفتي انه موجود في ماكن ما يجعلني اشعر بالسعادة ....
كنا نجلس انا وهو تحت شجرة الحب .. الشجرة التي شهدت على احاديثنا .. ضحكاتنا وخلافاتنا ...
قلت له : اني هالسنة قلبي مقبوض .
- اسم الله على قلبج حبيبي ليش .
- لانك حتتخرج وتعوفني .
- قولي يا الله يجوز ارسب .
- ههههههههه بعيد الشر .
- شنو رأيج ارسب نفسي حتى نتخرج سوية السنة الجاية .
- لا حبيبي هذا مستقبلك .
- مستقبلي انتي .. بعدين بس اتخرج عمي يعرف واسطات بلكي اتعين واتزوجج .
شعرت بالخجل وقلت : اها .
غمر لي : يولي تصيرين مرتي ها .. ها خالي .. ها .
- ههههههههه شنو ها .. شنو .
- تصيرين حلالي .
- اي افتهمنا .
غمر وقال : فهمتيني .
- لا .
- احم احم .
- محمد حتنكتل .
- ههههههه خلص بالليل افهمج هسة احنا بالجامعة .
- امشي طير مارح ارد عليك اصلا .
- اهون عليج .
- اي مادام تريد تحجي بقلة ادب .
- ياقلة ادب لج مستقبل وزواج ودنيا .
- لا ماريد .
- لعد شتريدين .
- نبقى هيجي .
- لا لا محسوبج متسعجل ع الزواج .
- شوكت محاضرتك .
- هههههههههههههه شكد تغلسين ع السالفة .
- اي اي بكيفي .
( تغار ! ) :
اجمل مافي الرجل الشرقي هو غيرته .. ولكن تحديدا في الرجل العراقي ... وتحديدا اكثر حبيبي ...
عندما تجد المرأة رجلا يغار عليها .. يريدها له بمفرده ... يصبح اناني في حبها .. تشعر بالسعادة ..
كنت خارجة من احدى المحاضرات .. ولكن احد الزملاء استوقفني سالني عن شئ في المحاضرة ....
لا اعلم كيف ولكنني وجدت محمد يقف بيننا ... قال له : خير اخي تريد شي ؟.
نظر هو لمحمد بدهشة !... قلت لمحمد : حبيبي هذا بس ديسألني ع شغلة بالمحاضرة .
محمد : وجاوبيته ؟.
- اي .
- يلا .
نظر محمد للشاب وقال : لتسألها مرة ثانية .
امسك يدي وسار بي .... قلت له : محمد شبيك عيب تحجي هيج وياه .
وقفنا في منتصف الطريق .. قال : وانتي متونسة ديسألج .
- هو بس زميل .
- ممنوع .
- عاد قلبي شنو تغار منه .
- منه ومن الكل .
نظر لي ولثيابي وقال : بعدين شهاللبس .
- شبيه ؟.
- من باجر تلبسين ردن كامل وتنورة طويلة فاهمة .
- شنو !.
- اي اي .
- اوكي .
- ومن احد يحجي وياج لتردين .
- بس فشلة .
- مو ترا اجي اني وافشله اكثر .
ابتسمت وقلت : تغار علية هلكد .
زفر هو .. فضربته بخفة : يولي .. تغار علية مو .. احم احم .
- اي اغار شنو معاجبج .
- اي عاجبني .
- لعد انجبي ولتضوجيني مرة لاخ لان احتمال اسحلهم .
- يمة شنو هاي تخوف .
- ياويله الي حتى يباوع لحبيبتي .
- لك فديتك ياخي .
- شنو ياخي !.
- قصدي حبيبي .
( ياساتر ! ) :
كنا جالسين انا وهو في الجامعة .. في مكاننا المعتاد .. اعتدل هو بجلسته وقال : كانه صار الوقت .
- وقت شنو ؟.
- اخطبج .
ارتبكت وبدا الخوف يظهر علي .. قلت : لا لا بعد وكت .
- ترا باقي كم شهر واتخرج ع الاقل خطوبة بين ما اتعين .
- لا لا اتعين وبعدين .
- انتي شبيج متريدين .
- لأن اني شنو وانت شنو وشنقول لأهلنا ماريد اخاف .
- الي يريد الحلو يتحمل المر .
- مشاكل حتصير صدقني بعدين قتلك على سالفة خالتي .
- اي بس خالتج صبرت صبرت وهسة هي ويا الانسان التحبه .
- بس الكل تبرا منها .
- مايا انتي مو تحبيني .
- اكيد حبيبي احبك بس ... خايفة .
- لتخافين واحنا ايمانا قوي برب العالمين .
- زين يعني شسوي .
- قولي لأهلج .
- هسة يقولون لا .
- لحي عليهم .
- هم مرح يقبلون .
- ابقي مصرة ع رأيج .
- بس ترا اهلك هم مرح يرضون .
- باعي قولي لأهلج ترا مو لازم تصيرين مسلمة ترا عادي ابقي على دينج .
- ادري حبيبي بس هم مرح يرضون ولأن جهالنا يطلعون مسلمين .
- حاولي وياهم وبلكي اتعضوا ورا ما فارقوا خالتج .
- مادري .
امسك يدي وقال : حبيبي باعي هي صعبة بس مو على الله ... لان احنا منريد نسوي شي غلط اكيد الله يوفقنا ... احنا مرايدين نسوي شي من ورا العالم نريده قدام الناس وبالنور ... مو من حق اي احد يمنعنا .
- يارب .
- حتصبرين ؟.
- اي ... اكيد .
عدت للمنزل وانا افكر كيف افاتح والداي بالموضوع ... اعرف الاجابة ولكنني سأحاول فعشق كعشقنا يستحق المحاولة والصبر ....
كان والداي يشاهدان التلفاز ... دخلت غرفة المعيشة وجلست على الاريكة التي امامها ... قلت بصوت منخفض : با.. با .
نظر لي ابي واخفض صوت التلفاز قال : نعم ؟.
- اريد احجي وياكم ... بمــ .. وضوع .
امي : قولي .
مايا : اأأ كو .. واحد .. وياي .. بالجامعة يريد يتقدملي .
ابي : ياسنة شسمه ؟.
مايا : هاي اخر سنة ... محـ...مد.
عقد ابي حاجبيه ووالدتي بدت عليها الصدمة ...
ابي : مسلم فوقاها ؟... مو يدري بيج مسيحية شون يتقدملج .
مايا : عادي واني ابقى مسيحية يعني ماصير مسلمة .
نهضت والدتي وقالت بغضب : مسنحيل تعرفين شنو يعني مستحيل ... هاي كله من ورا جوان هي الي دخلت براسج هالافكار تريد تخليج مسلمة مثلها هلكد ما حاقدة .
مايا : ماما خالة مالها دخل بالموضوع .
امسكت والدتي بهاتفها وعبثت به قليلا .. وضعت على اذنها ... بعد قليل قالت بصراخ : انتي شتريدين من بنتي !!... عوفيها بحالها تريدين تسويها مسلمة مثلج ... لو تموتين متسويها مثلج ... متزوج واحد مسلم فاااااااااااااااااااهمة .
رمت والدتي الهاتف ... وقالت : لو اشوفج قدامي دتموتين علموده مرح تتزوجيه ... خالتج سوت هالافلام مال تنتحر ومال تريده والبجي للاسف امي جان قلبها طيب وصدقتها بس اني مو مثلها .
نظرت لأبي والدموع في عيني عله يساعدني ولكن كان وجه ابي اقسى من امي ...
اسرعت بالصعود لغرفتي ... اتت ريتا لتحتضنني ... مسحت على شعري وقالت : مايا عوفيه شفتي ماما شكد عيطت مستحيل يوافقون .
- بس اني احبه ومستحيل اعيش بدونه .
امسكت بهاتفي واتصلت به ... اجاب : الو .
البكاء منعني من النطق : ................
- حبيبي مايا .
- اا..لو .
- قلبي دتبجين ؟.
- أأ..ي ... ميقبل..ون .
- قتلج واني همين اهلي بس هي رد فعل اول مرة بعدين يهدون .
- احبك هواية .
- اني همين بس اريد تصبرين لخاطري .
- اوكي .
بعد قليل بعث لي رسالة كتب بها مقطع من اغنية :
لو كل روح في مكان .. لينا حبيبي مكان .. دايما بيجمعنا ..
لا زمن ولا انسان .. ولا خوف ولا نسيان .. ولا موت هيمنعنا ..
بتقول لوحدك ااه .. وبقول لوحدي اااه ... وبتتسمع وحدة ...
تبكي عنيا عليك ... تبكي عليا عينيك ... هي دموع وحدة ...
لو ان هناك مكان لي وله ... مكان نضع نحن قوانينه ... مكان يدعى الخلود ... ابقى خالدة معه ... انام واصحى وانا بجانبه ... مكان لا يوجد في حزن .. لا يوجد فيه قلق وخوف من المستقبل ...
في اليوم التالي كانت والدتي تجلس بمفردها في المطبخ ... سرت بهدوء وجلست على الكرسي الذي امامها ...
كانت تحتسي الشاي بصمت .. قلت : ماما .
رفعت حاجبها وقالت : اذا تريدين تحجين وياي بنفس الموضوع لتحجين لان تعرفين رأيي.
- ماما حرام عليج تعذبين قلبي ... زين اني مو بنتج .. تحبين تشوفيني متعذبة ؟.. تحبين تشوفيني ابجي .
قالت ببرود : اي .. ولا اشوف متزوجة مسلم .
نهضت وحملت حقيبتي .. قالت : باعي ادري بيج حتشوفيه بالجامعة .. قوليله انساني ولو يموت ماوافق ... وبأقرب وقت انسيه ترا حتى امنعج من الجامعة اذا عاندتي وصرتي مثل خالتج .
ذهبت للجامعة وانا طوال الطريق ابكي في السيارة ... اود ان اراه لأن العالم اصبح يخنقني ...
وصلت للجامعة كان هو لم يصل بعد ... ولكن الجامعة كانت مضطربة !؟...
رايت حنان ... سارت الي وهي تبكي ... قلت لها بفزع : شكو .
- البقية بحياتج ؟.
لم افهم : شنو ؟.
- محمد مات البارحة بالليل صار انفجار بمنطقتهم .
- محمد منو ؟.
- محمد صلاح شبيج .. حبيبج .. انتي متدرين .
ضحكت بعدم تصديق : هالجذب .
فجأة شعرت ان الجميع حاوطني يعزيني !!... قلت لهم : هههه شبيكم ترا شاعة سخيفة اني حبيبته .. البارحة حجيت وياه العصر .
احتضنتني حنان ... دفعتها وقلت : انتي وخري جذابة .
درت حول نفسي ابحث عنه ... كان الجميع ينظر لي بأسى ... امسكت حقيبتي بيد مرتجفة ... قلت لهم : هسة اتصله ويجاوب وتشوفون انكم جذابين .
اخرجت هاتفي واتصلت به ... كان مقفلا !... قلت : حنان يمكن ما شحنه صح ؟... يمكن جانت طافية الكهرباء ومقدر يشحنه ... مو ؟.
امسكت بها بقوة وقلت : لج جاوبيني .
ولكن الجميع كان صامتا ... قالت حنان : الله يرحمه .
- لااااااا لتقوليها شبيج انتي .. لتصيرين مثلهم .
احتضنتني وهي تبكي ... قلت لها : وين بيتهم حروحله للبيت اقوله اشحن تليفونك .
- هسة جماعته حيروحون للدفن .
- يا دفن .. اني اريد اروح اشوفه ياجذابين شنو شبيكم تخبلتوا .
كانت تحتضنني بقوة وانا اشعر ان العالم يدور بي ... ابحث بعيني عليه وسط الحشد .. لا اجده !... مستحيل ... كيف يمكن لأنسان ان يختفي فجأة ويقولون انه مات !... مستحيل ....
سقطت على الارض وقلت : حنان وينه .
اشعر انني اختنق ... يدي ترتجف ... امسك يدها بتوسل وقلت : الله يخليج وديني يمه .
انهضتني الفتيات وساعدنني ... لا اعلم الى اين اتجهنا ... الجميع ركب بسيارات واتجهنا ... انظر للشوارع علي اجده يسير بين الناس ... مجانين يظنون انني اصدق انه توفي !.. هكذا فجأة .. اخبرني اننا سنصمد الى ان نتزوج .. ولكنه لم يصمد كما وعدني ... لم فعل هذا .. لم اختلق هذه الكذبة !...
وصلنا لمكان اعرفه جيدا ... ولكنني لم اتوقع في يوم ان ازوره وانا في هذه الحالة ...
رأيت سيارات عديدة ... اشخاص يرتدون الثياب السوداء ويحملون نعش !...
شعرت بقشعريرة تسري في جسدي ... ههه مضحك ان يكذبوا مجدادا ويقولوا ان حبيبي داخل هذا النعش !!...
اشعر انني لا افهم شئ مما يدور ... امسك بيد حنان ويدي ترتجف .. قلت : انتي ليش جايبتني هنا ... قتلج وديني لمحمد .
كانت هي تبكي كحال الجميع ... ولكن وجنتي الوحيدة الجافة بينهم ...
رأيتهم يفتحون التابوت ... ويخرجونه منه ... رأيته اجل .. رأيته حبيبي .. ولكنه كان مغطا بالدماء ... جسده كله ... هنا انهرت ... وقعت على الارض على ركتبي وانا اشاهد هذا المنظر ... واصوات النساء تتعالى بالصراخ ... رأيت احداهن تبكي وتضرب وجهها ... كانت تبكي بنحيب وتقول : وليدي وين موديه لتدفنوه .
كانت بقية النساء يحتضنوها ويمنعونها من ايقاف الدفان لدفنه ... كانت صرخاتها تتعالي ...
رأيتهم يدخلونه في تلك الحفرة ... نهضت بسرعة وصرخت : لاااااااااااااا.. امسكت بيد احد الذي كانوا يحملوه وقلت : وخرووووووووووا وين حاطيه .. تخبلتوا تريدون تدفنون حبيبي . امسكتني حنان وقالت : الله يرحمه .. شهيد .
صرخت : شمعنة حبيبي الي يصير شهيد !!.. ليش هو .. ليييييييييييييييش.
قال الشيخ الذي كان موجودا : خلي ايمانكم قوي برب العالمين ... بسم الله الرحمن ارحيم ( ولا تحسب الذي قتلوا في سبيل الله امواتا بل احيائا عند ربهم يرزقون ) .
كان الجميع يقيد جسدي وانا اصرخ وامنعهم من رمي التراب فوقه ... صرخت: لااااااااااااااااااا حتخنقوه هيجي شنو تدفنوه عووووووووفوه .
طمروه تحت التراب ... جلست على الارض ... امسكت بتراب قبره !...
لماذا الحياة تفاجئ الاخرين بسعادة ... وتفاجئ ابناء بلدي بالموت !...
لماذا في بلدي يختفي الاشخاص فجأة تحت مسمى الموت !... مهلا فنحن لم نستطع توديعهم ؟... لم الموت هكذا يأتي على عجلة وغفلة !....
اكبر جرح لدى العاشقين هي الخيانة ... ولكن في بلادي الموت .. لا وقت لدينا للخيانة .. للجرح .. لأن وقتنا قصير ...
رحت وين ؟..
وانا العايشة بقلبك مو عمر عمرين ... رحت وين ؟..
وانا اتوسل بأهلي صار سنين ... رحت وين ؟..
عيوني عماها الدمع حتى يرضون .. شتظن عيسى ومحمد على الجرى راضين ؟
رحت وين ؟..
عمر توسلت حتى اهلي يرضون ... وينطوني الك ياقطعة مني ..
عمر جبته بنحيبي ودمع العيون ... واقولهم حيل احبه وهو يحبني ..
مكانك جوة قلبي مو جوة التراب ... خذاك الموت وين ورحت عني ..
انا وقبرك بقينا وعبرت الروح .. اشهق بالنفس والعبرة تخنقني ...
حنضك جان الية وخذاه الموت ... هسة احضن بقبرك وترابه يحضني ..
عشنه الحب عدالة بزمن فرعون .. شتظن فرعون يترك عشق متهني ؟..
ردت وياك احني جفوف الايدين ... يلي بدمك صرت هاليوم متحني ...
ترة المحبة عدهة عدل بالكون ... وماتفرق مسيحي شيعي لو سني ...
انه جيتك وشتظني ارجع بلياك .. قتلك من قبل وين ماتروح تاخذني ...
يمك اريد احفره قبري هاليوم ... ونفس الدفان اريده وياك يدفني ...
والدفان عدله وياك يدفني ..
للشاعر : احمد السجافي .
اجلس على الكرسي المعتاد الذي في الجامعة ... انظر لتلك الشجرة ... لمكانه .. فقط الاماكن تبقى في بلدي .. والجميع راحلين ... كل مكان يشتاق له ... حتى اوراق تلك الشجرة اشتاقت له .. ظلها ...
حتى اخر العمر كلمة نرددها على اذهاننا .. نعد بها انفسنا او شخصا اخر اننا سنبقى اوفياء له حتى اخر العمر ... اننا سنبقى مخلصين لهذا الحب .. وانا سنبقى حتى اخر العمر نحبه .. الى ان يجف دمنا .. الى ان تتوقف نبضات قلبنا .... في ثلاث كلمات وعد بها عاشقين كثيرين ولكن لم يستطع احد الوفاء بها ... لأن لا شئ يدوم حتى اخر العمر ... ولكن حبيبي كان على وعده ... احبني الى اخر عمره ... ولكن للاسف كان عمره قصيرا ...
نهضت وسرت للمكان الذي كان يجلس به ... جلست تحت الشجرة .. قلت له : حبيبي جبتلك ريوق ... بجنطتي الي والك .
اخرجت الطعام من حقيبتي ووضعته امام المكان الذي يجلس به ... قلت : ترا اني مسويته حتى لتقول علية مو ست بيت .
قال : عاشت ايدج حبيبتي .
سمعت صوت حنان وهي تقف بالقرب مني ... قالت : ويامن تحجين .
رفعت رأست وقلت : ويا محمد .
حنان : الله يخليج كافي تعذبين بنفسج .
- روحي منا متشوفيني قاعدة ويا حبيبي !!... روح داتريك وياه .
- الله يخليج ترا ماقدر اشوفج هيجي مرت سنة حرام .
- اهوووو داقولج روحي ... اني داشوفه مو مشكلتي انج عمية ومتشوفيه .
مرور الوقت لا يعني نسياننا ... لا يعني اننا تخطينا اوجاعنا .. لا يعني ان جروحنا قد التئمت ... احيانا تصديق خبر معين يكون نعمة من الاستمرار في الحياة وانت لا تصدق انه رحل ...
ان كنت تعيش في بلادي لا تحب ... لأنك لا تعرف متى ستفقد حبيبك ... حتى تلك النهايات في قصص الحب التي تنتهي في الزواج لا تليق لمن في بلادي .. لأن حتى لو انك تزوجت من تحب فلن تضمن انه ان خرج سيعود ...
ان كنت تعيش في بلادي لا تجرح احد ... لأنه فجأة قد يختفي من هذا العالم ... الموت يتجول في شوارع بلادي ... يبحث عن شباب ليخطفهم ... ليحرق قلب امهاتهم .. لييتم اطفالهم ...
قد يظن البعض ان الرواية انتهت بسرعة وفجأة ولكن هذه الحياة هكذا في بلادي ... تنهي كل شئ فجأة ... الموت يخطف اشخاص بيننا فجأة بدون حتى ان نودعهم .. او نقول لهم كلمة واحدة ...
النهاية
بقلم : فرح صبري