المشاركة الثّانية💟

50 4 4
                                    

🔸️🔹️بسم الله الرّحمان الرّحيم🔹️🔸️
.
.
المشاركة الثّانية كانت وصف أزهار التّوليب
.
.

كان يوما طويلا ومتعبا بحق
مزاجي سيء للغاية ونفسيّتي مُحطّمة،اليوم خرجت من قاعة الإمتحان كقنبلة موقوتة ....الجميع من حولي سعداء يتبادلون أطراف الحديث وأحرّ القبل والتّهاني لنهاية أصعب امتحان لهذا الأسبوع
وأنا في الزّاوية أنتظر شلّة الفتيات المُزعجات
أخبرتهم بأنّني غاضبة وأريد الإنسحاب من الموعد
لكنّ كلامي لايسمع فرأوسهنّ متحجرة مثل الصّخر
قال أغيّر جوّ قال ....أيّ تنفيس وإمتحان علم النّفس ذهب أدراج الرّياح ،أيّ كسر لرّوتين وقلبي محطّم إلى شظايا ...لماذا ندرس هذه المادّة بالأساس وهي لا تفيدنا بل تزيد من معاناتنا
كيف لنا معالجة غيرنا  مستقبلا ونحن مرضى نفسيّون بالأصل......💔💔
مرّت السّاعات واللّحظات الجميلة وأنا غائبة فيها ،رغم حضوري الجسديّ
شاردة في ضحكاتهم الّتي ملئت الأرجاء ...إبتساماتهم العريضة .....بينما عقلي يسرح بي في معادلات عقيمة لم تزدني إلا جنونا وحُنقا.....
سمعت الكثير من العبارات المشجعة هذا اليوم
على رسلكم
ليس وكأنّني سأنتحر
أنا فقط مكتئبة قليلا
لا تشغلوا بالكم بحالي فأنا لن أبقى هكذا طويلا
فترة وستمضي يوم وسيرحل لحظة وستنقضي
وغدا سأنقلب من جديد إلى واحدة أخرى
بينما أمشي في زقاق أودان (طريق مختصر في العاصمة يأدّي إلى محطّة القطار)
لمحتُ كُشكا صغيرا...يبيع الأزهار ...ويبدو أنّه إفتتح اليوم أنا لم أره من قبل !
تذكّرتُ النّقود التٍي لم أنفقها على الطّعام فشهيّتي كانت مسدودة ......تأمّلت الأزهار قليلا ...ثمّ هممت بالإنصراف فالبائع كان يُصلّي
مشيت قليلا بينما أتذكّر كتاب المبدعة نسمة (إشتاقك الورد...كلامها ....الورد لمن إشتاقه )
تلك البطاقة التّي كتبتها لصديقتي والأزهار التّي أرسلت إليها
فقلت ألا يستحقّ هذا القلب فرصة
لماذا عندما يصل الأمر لعاتقي أهرب وأتصرّف بدراميّة
إستوقفني صوت رجوليّ ينده عليّ من بعيد ويبدو أنّه كان يركض من أجلي "يا آنسة..يا آنسة "حقّ لكم أن تتخيّلوا الموقف
شابّ في العشرينات بكامل أناقته يركض وراء فتاة مراهقة أو شابّة وما يزيد الموقف حرجا هو باقة الأزهار التّي بين يديه...
تسمّرت في مكاني مثل شمعة تذوب
ولكنّ الجوّ ممطر من أين يأتي هذا الخرّ
كان قد وصل لعندي ثم ّ ناولني الباقة متحدّثا بلباقة

"آسف كنت أصلّي ......هذه بعض الورود  جهّزتها لأهديها لأوّل مشتري يأتي إليّ حتّى أنني وضعت عليها بطاقة شكر ،ولمّا جئتِ كانت من نصيبك ....أرجوك إقبليها 🌸"

أما أنا فكنت غارقة في بريق عينيه (ذهب الحياء مع أمّنا حوّاء😳)
ماهذا الموقف الصّادم شعرتُ بسخونة وجهي وإحمرار خدودي
بلا وعي مددت يديّ وأخذت الباقة (عيب أن أترك كتلة اللّطافة تلك معلّقة يديها في الهواء)
شكرته بصوت شبه مقطوع أقرب إلى الهمس وقلت "ورود جميلة شكرا " ومع إرتفاع درجة صوتي أضفت "لي عودة إليك كزبونة مخلصة...)
لماّ إنقطع صوته تداركت نفسي لأنسحب من أمامه
لكنّ عبارة منه خرّبت أحاسيسي  فوق ماهي مختلطة
الشّاب:مع السّلامة يا سيّدة بندورة🍅
لا طبيب نفسيّ ولا راقٍ سيكسِرُ لعنته الّتي وقعت عليّ
بعبارة واحدة أنا مسحورة ❤😳


جالسة في سريري أتأمل باقتي الجميلة
سعادتي لاتوصف
كسعادة طفل صغير بقطعة حلوى
أشعر وكأني ملكتُ الدّنيا ،أهذا مايفعله سحر الأزهار
عبقها يملئ غرفتي وملابسي ...بل إنّه عالق داخل رئتيّ يأبى الخروج
هذا العطر فقط..... أمّا شكلها فلا أجد الحروف الّتي أنتقيها لأرسم الصّورة كأن العبرات تستحي أن تُفسِد حقيقة المنظر الذي لا يوصف
أنا أهذي من دون شكّ ....رُبّما لأنّها المرّة الأولى في حياتي أحصل فيها على باقة أزهار💐💐
 تلك البطاقة الورديّة💌 فيها ذِكرٌ للواحد القهّار وصلاة وتسليم على رسوله الكريم ....
يا جبّار أجبر خاطري ولا تدعني أهلوِسُ بعد إنهيار ....لا أعرف على ماذا أبكي  فدروسي مختلطة ....ومشاعري ترفض الإنصياع💔 خاصّة أمام هذه الورود المشرقة تُذكّرني ببراعم أزهار اللّوتوس قبل تفتُّحها ،وأزهار النّرجس الّتي تشبه الأجراس .....فانيليا
لالا توقّف يا قلبي وأنت لما تُسايِرهُ يا عقلي أليس من أولويّاتك المعارضة ورفضُ الحبّ والأوهام
فراغ عاطفي أجاهد نفسي عليه حتّى لا أقع فيما يضرّني ولا ينفعني ...هذه ضريبة من لا يريد الزّواج
رغم حاجتي لهذه العلاقة لكنّ عقلي فقط في سبات ....عندما أنام وأستيقظ ستعود طاقته ويشحنني من جديد بدروس النّصح والإرشاد حتّى لا أتعثّر وأركع ُ لمكائد الحياة
 
قلتُ لكم جاهلة في الحبّ وحتّى في أنواع الأزهار

شاركتُ سعادتي مع فتيات المجموعة على المسنجر
وهدفي الأول والأخير هو إظهار نفسي بحال جيّدة
وحتّى يتوقف رنين الهاتف فرسائلهم تُمطِرُ  منذ عودتي للبيت
.
.
لكنّ مازاد هيجان العاصفة بقلبي هو تلك التّعليقات المستفزّة
كيف لم أفكّر بذلك حتّى و لم أخبرهم بصاحب الباقة إلى أنّهم
يُصِرّون على وجود شابّ داخِل القصّة .
سذاجتي دفعتني  لأفكّر في كذبة تبعد ثرثرتُهم عنّي ،بينما حائرة في سبب جزمهم بوجود الطّرف الآخر .
حتّى جاءني الرّد الصّاعق في تعليق
"أزهار التّوليب باهضة الثّمن عزيزتي ولا تُقدّم إلاّ من غفلة قلب عاشق ...من هو روميو الّذي أنساك في أصعب إمتحان ؟!
 

تُصبحِون على ألف خير

🌸اااه رائحة زكيّة ....سأُجنّ😂🌸

🍇توت وردي🍇Où les histoires vivent. Découvrez maintenant