هناك نظرية سوف أشرحها أعجبتني كثيرا في كتاب "قهوة باليورانيوم " .
عن خداع النفس الذي لا يمكن معرفته و لا علاجه.
هناك نوع فظيع من خداع النفس اسمه ''الشيطان جعلني أفعل كذا" هذا ما يقوله اللص و القاتل و الزوجة الخاطئة عندما يواجهون بعيون زائغة عدسات الكاميرا الصحافية.
يقول عيسى أحمد لدى استجوابه لسفاحتي الاسكندرية أن المرأتين كانتا تؤمنان أن كله {قدر و مكتوب}!... أي انهما تصحبان الضحية لبيتهما و ،تسكرانها و تخدرانها ، ثم تخنقانها بمنديل مبتل من الماء، ثم تقومان بدفنها تحت أرضية الغرفة ..كل هذا قدر و مكتوب و لا دخل لهما فيه !
غير أن خداع النفس الذي أتحدث عنه لا يصل لدرجة ذبح النساء و دفنهن.
نحن نخدع أنفسنا كل يوم كل لحظة و لعل هذا من ضروريات الحياة المهمة فلولا البلهاء لما حقق الآخرون أي نجاح.
سمعت مرة عن حكاية رجل نهم و له شهية دوما مفتوحة و يأكل بشراهة ،فقد نصحه الطبيب أن ينقص من وزنه بأكل الخضروات ،وفي عزيمة لأصحابه يحكي أحدهم : جيء بجميع أنواع الأكل الشهي و الدسم لنا، و وضع له هو طبق من الخضروات ،شعرنا بالإحراج ،كيف لنا نستمتع ،و هو يأكل الخضر ،اعتذر منا بأنها أوامر الطبيب ، ولكن للمفاجأة عندما فرغ من طبق الخضر فإذا بزوجته تأتيه بطبق فيه جميع أنواع الأكل الدسم و الشهي، لابد أنه إما فهم أن الطبيب نصحه بأكل الخضروات كعلاج و كزيادة مع أكله و هذا الاحتمال غير مرجح ، أما أنه يخدع نفسه و هو الحال بالطبع ، المهم أنه نجم عن ذلك زيادة رهيبة في وزنه و ألقى اللوم على الطبيب.
سمعت مرة أيضا عن طالبة في الجامعة تؤكد يقينا أنها رسبت في المادة بينما إجاباتها كاملة ، فعندما راجع البروفيسور كراسة أجوبتها و جدها فارغة فرغا عدا أنها تعيد كتابة السؤال في أول كل ورقة ، الفتاة تعلم أنها لم تجب على أي سؤال فلم قدمت الشكوى؟
إنه خداع النفس يا صديقي كي يرتاح بالها من التأنيب بسبب رسوبها أو ربما لكي تسجل موقفا أمام عائلتها ..هي قدمت الشكوى و سوف ترى ..و عندما يتم الإعلان بأنها لا أساس لها من الصحة تجلس أمام عائلتها باكية " أكيد لن يظهروا أنفسهم أنهم خاطئين ،حسبي الله و نعم الوكيل عليهم " و بعد وقت ليس بالكثير سوف تؤلف ذاكرة زائفة و تقنع نفسها بأن إجاباتها كاملة و لكن الأساتذة المصححين أوغاد!!.إن أعجبتكم لا تنسو الضغط على النجمة simple as that و اتركوا تعليقا ..ربما واجهتم أيضا مواقف لخداع النفس.
شكرا على القراءة see you 😁.