رماني أولئك الأحد عشر ذنبا (نفسي الإمارة بالسوء ، شهوتي، ميلي إلى الممنوعِ، كذبي، نميمتي، اغتيابي، جهلي بـ معنى حب الإله، عدم تقديري لـ نعمتهِ....إلى آخر إثم اكتسبتهُ لـ جهلي) اجل رموني و ايُ رميةٍ في جُبِ الررزايا و الاثامِ و حينها فقط أدركت مدى تسويفي و اسائتي لـ نفسي و ظلماها بـ عدم ابصاري لذلك النور الإلهي و المنقذ من نسل مولاي علي ذاك السراج المضيء و الشهاب الثاقب مدرك النادمين و ملجئ الخائبين و الآخذِ بـ يد المستغيثين و بينما انا في ذاكَ الجُبِ الذي ملؤهُ رزايا و ذنوبٌ اقترفتها بـ حق نفسي
و لوهلَةٍ تذكرت قول امي لي :بنيتي كلمآ اشتد بكِ الحال في هذه الدنيا استغيثي بـ ملجأ الحيارى و اذا بي انادي بعلوٍ غير مسبوقٍ من صوتي "مولاي يا مهجة الزهراء ادركني "حل الصمت و رأيت نور بالكاد أبصرت من خلاله ِ
أتاني بطلَةٍ بهية تنم عن سيد من نسل الأطهار قولهُ كان لي : (اني انا من ناديتني بـ مهجة الزهراء فلا يدخلن من الشك إلى قلبك شيء اني لوهلةٍ غفلت عن شيعتي و اني بما عملت عالمٌ و الان انتظر و إنا لقافلة منقذي يوسف لباعثون إليك) ... و ماكانت الا بضع لحظات حتى زاد ظلامُ بئر الأخطاء و العثرات من جديد و كأنهُ كان هو السراج المضيء للعتمةِ التي اوجدتها آثامي و كأنهُ القمر الذي يضيء عتمة ليلي لا بل ليس كأنهُ بل انهُ هو كذلك الموعود من عند اله العالمين ....
و ما آن رحل حتى غدى فكري يلحق في سماء التفكير بـ ذاك الملاك الذي أتاني حتى رأيتها قد اتتني سيارةٌ صاحبها اعلمني بأنهُ اساس من سينجونك من تلك الظلمات الا و اني على رأسهم انا من انبثقتُ من مودةٍ كنت تكنها لصاحب الأمر و لم يطل الحديث حتى أتاني أحدهم و قال انا عمود دين الإله الأوحد و انكِ بالتزامكِ بادائي تدخلين كل الفرحة إلى قلب العزيز؟!
و ما سكنت الا ان سألته من ذاك العزيز؟.. :إذ به يقول عزيز قلب فاطمة و روحها و الآخذِ بـ ثأرها من مَن ظلموها.
و مع تلك القافلة كانت أيامٌ طويلة رحلتي... أدركت من خلال ذلك المسير معهم كم اني كنت غافلاً عن حب الإله الأوحد لعبده و ذاك الحب تجلى بـ انه رزقنا من نسل المرتضى بـ بن الحسن فكل خطوة كنت اخطوها أأسفُ على سنين عمري و اني لم أرى ذوي تلك السيارةِ من قبل....
و بعد طول المسير وصلنا او انني بالأحرى وصلت إلى مدينة الحب و العشق لذلك الموعود من رب السماء و بعد اجتياز أسواره سألت ترا أين يكون قلب هذه الأرض و اذا بـ رب القافلة يجيب :كل من بات في درجة العشق للمنقذ اتخذ بعد اسوار هذه البلاد مستقراً و بلوغ القلب من هذه المدينة يطلب ما عرفناهُ نحن العشاق للصاحب بالتمهيد...
و اذا بي اني غدوت سائلاً للمجيب: ترا لما التمهيد؟! ... و إذ به يجيب كأنه كان عالما بتساؤلي و الابتسامة باينةٌ على المبسم : كل عاشق لـِ ابا صالحٍ اتخذ التمهيد تبييناً للمحبة و مدى الولهِ و كلما غدا تمهيدك للظهور اكثرَ بلغت من درجات كونك متيماً أسمى ما يكون... و اذا بي ارى ظلاً شامخا اعتلى أمامي و اذا بهِ يقول :(سلامٌ على من التحقت بـ قافلة العشاق ِ)
و اذا بي اخر على اقدامه المباركة وعيني ملؤها الدموع سألته : مولاي لماذا... لماذا كل هذا من انا حتى انك من غياهب ذاك الجُبِ اجتثتني، و ما هو العمل الذي انا قمت بهِ كي استحق كل هذا انهُ لـ كثير علي انا العبد العاصي و الغافل عن حبك مولاي و اذا به يجيبُ البسمةٌ على ثغرهِ : بُنيتي جَدُرَ بكِ هذا لأنك في ذات ليلةٍ في إحدى ليالي عاشوراء بكيتِ على جدي الحسين ع ، لانكِ ذات ليلةٍ قبل رقودكِ من تلك البقعة من الأرض ارسلت لي سلاماً بـ قولكِ سلامٌ عليكَ مولاي يـ بن الحسن، لانكِ في ذات جمعة دعاء الندبة قرأتي و دموعكِ انهمرت، لانكِ عندما سألت عن سبب ارتدائكِ للعباءة اجبتِ :بـ اني اقتدي بـ امي الزهراء و سيدتي الحوراء زينب، لأنك ندبت ابي علي في شدتكِ ذات يوم لذلك أنا لم اتركِ يوماً....
و ماكان مني بعد ذاك الكلام الا بكائي بـ حرقةٍ لم يسبق لها مثيل و انا ارى ان اعظم نعم الله قد اخرجني من كهف انكساراتي و ذنوبي فـ سلامٌ من قلب عاشق صار متيماً بـ حب معشوقه ِ حد الجنون عليك يا مهجة البتول...
سلام عليك يا من غدوت للمنكسرين جابراً و للمستغيثين غوثاً....
و الا يا اجل نعم الله و يا روح الزهراء مهما بلغت في درجات الشكر و الثناء على الباري فـ لن استطيع شكر هذه النعمة..فـ انها من عظام النعم رزقت بها من العظيم... فـ كم انا ذو حظٍ عظيم بك يا نعمة ليس لها مثيل.....اِبْنَتُكَ _فٰاطِمَةَ