البارت الاول

304 17 7
                                    

في منزل بعيد نسبيا عن باقي المنازل تستيقظ سيدة أربعينية بعد أن كسرت منبهها العاشر لتقول : يوم بعد يوم تزداد نسبة موتي بشكل أكبر بسبب قلبي اللعين ، انا حقا لا أملك ذرة واحد من المال لعلاجه ... توقفت عن الحديث فجأة ونظرت للمنبه المتحطم ثم قالت بسخرية مع تنهيدة طويلة

_ يبدو أنني سأصرف النقود على شراء المنبهات ... سأصبح مفلسة قريبا ، اللعنة وكأنني غنية الان
دقائق لتنهض من سريرها بعد تأملها الحائط دون فعل شيء يذكر

بعد انتهائها من فعل روتينها المعتاد وقد كانت على وشك الخروج من منزلها ... تفتح فتاة صغيرة الباب وعلى وجهها علامات التعب لتقول بسرعة دون اي مقدمات : اسفة يا امي لاني تأخرت لكني لم استطيع بيع الأقلام كلها فأحتجت ان انتظر ليأتي عدد اكبر من الناس لابيعها

نظرت الام لابنتها بطرف عين لتدفعها دون قول اي كلمة وتخرج

_ شكرا على مجهودك .. قالت كلامها مع ابتسامة مكسورة بوجه ذابل ثم أكملت خطاها نحو غرفتها وعند دخولها قفزت على السرير محتضنة وسادتها ... ثواني فقط وابحرت الطفلة في فضاء أحلامها متناسية واقعها وحياتها هذه

في اليوم التالي:

تستيقظ الشقراء على ضربة صبغت وجهها باللون الاحمر لتقابل اعينها تلك الأعين البنية الباردة ثم قالت تلك الاربعينية بنبرة غاضبة ووجه يملئه الكره : اخرجي إلى عملكِ حالاً  واتميه على اكمل وجه والا جعلتك تباتين كالكلب خارج منزلي

نظرت لها ذات اعين البحر الصافية بخوف وحزن وقالت : حسنا امي
في داخلها : بحق الله لقد استيظت للتو هل تريدين ان اخرج حالاً بملابس نومي؟!

ولكن حقا ....
قد كانت حزينة جدا تركتها الام مكسورة ، انها تكره معاملتها ، تكره قسوتها ، تكره كلامها اللاذع لكنها تتناسى كل شيء مواسية نفسها بذلك الموقف لتتذكره الان جاعلاً منها مبتسمة وقد كان :

قبل سنه تقريبا كانت تلك الطفلة ذات الثمانية أعوام نائمة على الفراش بتعب شديد فقد أصيبت بحمى جعلتها طريحة الفراش .. نظرت ليمينها لتجد والدتها تعتني بها بأبتسامة حنونة قائلة لها : صغيرتي لا تخافي كل شيء سيكون بخير
بعد كلماتها ابتسمت الطفلة بلطف وغطت بنوم عميق ، لم تكن تريد النوم لكن حرارتها تغلبت عليها

بعد تذكرها تنهدت وقالت بابتسامتها المشرقة : حسنا انها تحبني وتعتني بي ماذا اريد اكثر من هذا .. انا حقا احبها

خرجت من غرفتها بعد فعل روتينها مدندنة بالحان لطيفة لم تكن تعلم كيف عرفتها بالاساس ثم انطلقت نحو عملها بقفز خفيف مع مشية ظريفة محتضنة علبة أقلامها بشدة
في ضواحي تلك المدينة الباردة تتمشى الشقراء بين المارة وهي تطلب منهم ان يشتروا قلما واحد فقط واحد على الاقل وعندما انتابها اليأس ذهبت إلى المكان الذي تقيم فيه صديقتها جوليا ....
انه كمستودع مليء بالصناديق والاشياء القديمة وهي تأمل ان تتخلص من حزنها هذا

انها تؤمن بحكمة صديقتها ، تؤمن بأنها قادرة على تخليصها من ذلك الالم

حسنا ها هي الآن تقف أمام جوليا التي تقرأ كتابا بتركيز تام ووجها لا يخلو من الملامح الجدية الممزوجة ببلادة رائعة

تمتمت انجل بصوت واضج وقهقهة صغير متناسية كامل حزنها
: مافيني حيل اكمل .... بليز تفاعل وكذا😀❤

﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌﹌

حبيت ان يكون البارت الاول قصير وغامض ... اساسا كل الرواية غامضة ولهذا لا تحكموا على الأحداث من بدايتها وشكرا ^-^❤❤

رَونقُ الأحلامُ حيث تعيش القصص. اكتشف الآن