●●●
بارك تشانيول، الرجل النبيل قبل أن يكون ولي عهد، المفضّل لدى الجميع والمُحببُ لوالديه، كان قد أنهى خطابهُ على وزراء ورؤساء القصر في اجتماعٍ مهم، قبل أن يغادر القاعة الكبيرة المزيَّنة بالعديد من اللَّوحات التي تضم رسومات للعائلة الملكية؛ الملك والملكة، ثم ولي العهد الذي يجلس في حضن والدته، ولَوحات أخرى بها صورة جماعية لهم، تمَّ رسمها بإتقان واحترافية.
"تشانيول."
سمع ذلك الصوت، فتوقف مكانه وابتَسم قبل أن يستدير حتى، إنَّها هي، حبيبته ومن خطفت قلبه الحزين من الظُّلمات التي كان غارقاً بها.
لم يتحرَّك من مكانه عندما سمع خطواتِها وهي قادِمة نحوَه، حتى وقفت أمامه بابتسامتها الجانبيَّة المعتادة. مدت أناملها النحيلة صوبَ تلابيب ملابسه الملكيَّة، دون أن تُبعد عدستيها عن عينيه الهائمتين بحبِّها، ثُمَّ قرَّبته إليها قليلًا.
"هل يعقل أنك نسيت موعدنا؟."
انهالت نظراتُه المفتونَة على قامتِها المُلائِمة لطولِه، إذ كانت كافيةً لتوصِل رأسَها إلى صدرِه، مُرورًا من شعرِها المُتراكِم على قفا عُنقها في تسريحةٍ أنيقة، ثمَّ مُقدِّمةِ فُستانِها المُطرَّزة بالذهبيّ اللّامِع، كذا أكمامِه الفضفاضَة، الأطولِ مِن ذراعيها؛ هِي شيهيون جاريتُه المُفضَّلة مُنذ سنةٍ كامِلة، والوحيدَة الَّتي يُلاقيها جِهارًا.
" بالطَّبعِ لم أنسَ، لكنِّي تورَّطت مع الوزراء ثانية، تعلمين كم أنَّهُم لحوحين. "
تصنَّعت العُبوسَ فامتدَّت ذراعاه واقتَطفتاها مِن منبتِها.
" لم يسبِق وأن رأيتُ ملكًا يُبرِّر لرعاياه سبَب تخلُّفه عن موعِد، كم أنتِ محظوظة لحصولِك على رجلٍ مِثلي!، عليكِ أن تكوني مُمتنَّة. "
خال أنَّه قد ربِح النِّزاع لكنَّها ردَّت وقد تحلَّى ثغرُها بابتِسامة ماكِرة.
" لا أدري من الأوفر حظًّا بينَنا حقًّا، فأنا امرأةٌ قادِرةٌ على ارتِقاءِ القمَّة بيُسر، ولكن ها أنا ذا مُجرَّد جارية في مُتناول الألسِنة!. "
أنت تقرأ
Two Steps From Hell || على بُعد خطوتين من الجَحيم
Fanfictionهُو الَّذي انبثَق من شُقوق روحِه كالسَّيل، لا رادِع لهُ، ومِن ثُغورٍ في سمائِه الدَّهماءِ المُترعةِ بالخبايا، انبَلج كفجرٍ لا يرحَم أحدًا، أفليس النُّور أشدّ ظُلمًا من الظَّلام على فقير لا دار له لتستُر عيوبَه من العُيون البصيرة الضالَّة في الأرجاء؟...