الفصل| 3

2.5K 333 247
                                    

●●●

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

●●●

كانَ مُحيَّاهُ قاحِلًا، لا عواطِف فيه، ولا ينمُّ أنَّه يمزَح حِيالَ ما ألقاه على مسامِعها مِن تهديدَات، كذَا أنامِله الَّتي لاعَبت السَّوط بعبث، غايتُه استِنزاف خفقاتِها، وبالفِعل تكادُ تتراصّ على سُلّم الكلِم بصخب، بصعوبةٍ تُحافِظ على صمتِها لعلَّها تستفيق.

لا تذكُر أنَّها قد مارسَت نوعًا مِن السِّحر لينقلِب عليها، هِي لم ترتَد مُشعوذَة في حياتِها، كما أنَّها لا تؤمِن بهذِه الترّهات رغم أنَّها كاتبةٌ ذاتُ خيالٍ خصب، لكن على الورَق لا غير.

كُلّ ما فعلته هُو إدراجُ اسمِها في قائِمة الشَّخصيات المنتسِبة للرِّواية، لا يُعقَل لقصَّة خلقتها أن تكون قد ابتعلتها، أليسَ كذلِك؟

تيسَّر للحبلِ المفتولِ الوصول إلى ظهرِها فلا رادِع ليردعه، وأصدَر احتِكاكُه بمَلابِسها الرَّفيعَة قرعًا مسموعًا، حينئذٍ ذاقَت ألمًا رهيبًا، لم تشهَد له مثيلًا وصَرخت راجية...

" توقَّف، أنا لستُ جاسوسة. "

" ما تزالين مُصرَّة على الإنكار؟. "

أسدَلت جفنيها، ورفعتهُما بعدَ مدَّة قصيرةٍ سادَها هُدوءٌ مُربك،حاوَلت التَّحامُل ولكنَّها لم تستطِع كبتَ دموعِها الَّتي جرتَ على وجنتيها في عجلةٍ مِن أمرِها.

" ما يحدُث لي غيرُ معقولٍ على الإطلاق، لِماذا أنا؟ "

امتِناعُها عن الردِّ بقولٍ يفقَهه حرَّض سُخطَه عليها، فلعَق مُلتقى شفتيه بتلكُّؤ قبل أن يُجاهِر.

" أنتِ مَن أردتِ. "

جلَدها المرَّة تِلوى الأُخرى دونَ أن يكترِثَ لحُنجرتِها الَّتي تكادُ تتصدَّعُ لفرطِ العَويل، للحظةِ خُيِّل لها أنَّها لن تعرِف الألَم هُنا، فما تعيشُه ضربٌ مِن الوهمِ لا غير، لكنَّها تعيشُه بحذافيرِه، ما جعلَها تتيقَّن أنَّ هذا العالَم حقيقيّ، وربَّما أشخاصُه هُم الحقيقيُّون!

Two Steps From Hell || على بُعد خطوتين من الجَحيمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن