الأسود يليق بقلبي ~

3.5K 140 120
                                    

عندما يحين الغد سوف تتركينني ...

عندما يحين الغد سأتمنى وحدي عند مرور شهب ..

كنهاية احد الافلام ~

.

ردد بنبرة حادة ! " اقتليها ! "

بلعت ، ثم نظرت له بخوف ! تقرأ علامات الاصرار على وجهه المليء بالحقد ،، اصرت على يداها .. تجمعت الدموع بعينيها التي ارهقها طول الدهر  رددت بارتباك " كيف لأم ان تقتل ابنتها  " ثم اكملت وقد بدأت الدموع تنساب على وجنتيها " بحق الجحيم ! كيف تطلب مني هذا ! انت والدها بالقانون ايضا  كيف لك ان تقتل ابنتك ! ،" بدأت شهقاتها تخرج من بين انفاسها المضطربة  جسدها يرتعش ركعت على قدميها لم تستطع الوقوف لقد انهارت بالكامل ..

رغم هذا لم يتغير تعبير ذلك الظالم تكلم ببرود " ابنتي ؟ لقد قلت اقتليها " ثم أكمل بصراخ " ان لم تفعلي سأفعل انا " هم للذهاب لكنها اوقفته بقوة ! استسلمت للواقع المر الذي تعيشه ! هي مرغمة على ذلك ! تكلمت مباشرة " انا سأفعل !" اكملت بينما تتتوسل له " فقط امنحني للغد ! "

أراد الذهاب مجددا لكنها امسكت بقدمه راجية له ! ودموعها تنهمر كالبركان " ارجوك فقط للغد ! ثم لم تراها مجددا اوه؟" صمت قليلا ثم ردد بحزم " فقط للغد ! "

.

دخلت لغرفة الفتاة التي لا تزال تبلغ من العمر 15 عاما ..وضعت الطعام الذي كانت ممسكة به جانبا .. اقتربت منها بخطوات مترددة ، وبدأت بمعانقتها بقوة ! تعانقها تارة وتقبلها تارة اخرى ! كانت الفتاة تشعر بالغرابة لما يحدث تكلمت بارتباك ! " ماذا ؟ " لاحظت اطباق الطعام فحاولت الابتعاد عن أحضان والدتها ! ، قالت بتذمر " آآه ما بك امي اريد تناول الطعام ! " ابتعدت وذهبت لتأكل بينا كانت والدتها تراقب ودموعها تسقط بشكل انسيابي ، وقلبها يكاد يتقطع على حال ابنتها ! فكرت لثواني قبل ان تضع الفتاة الطعام بفمها ! لم تستطع ان لا تمنعها من اكله وهو طعام مسمم ! ذهبت مسرعة رمت ذلك الطعام جانبا ! تفاجئت الفتاة وتذمرت " اوماا !! ، مالذي فعلته اييش !! منذ الصباح لم اكل شيئا  " مدت شفاهها بحزن و بشكل طفولي !

اقتربت الأم و مازالت تبكي ..اعلنت بجرأة " انه طعام مسمم "

تمالكت الفتاة نفسها  ، بلعت بصعوبة ! ، خيبة امل اصابتها !، وكأن قوس اصاب قلبها الصغير ! ارتعش جسدها بمجرد التفكير بالامر  ، تكلمت بسخرية " امي تحاول قتلي !!"

رددت الام بحزم بعد ان احاطت رأس الفتاة بيديها !

" اسمعيني جيدا ..والد يريد قتلك  يجب عليك الهروب من هنا في الحال "

الفتاة في حالة صدمة تامة ! تجمدت تماما .. اكملت والدتها من بين انفاسها ! ، بينما تشد على كتفيها كنوع من الاطراء " يا بارك اين سن هل تسمعينني  يجب عليك الاسراع بالرحيل ! والدك عاجلا ام آجلا سيقتلك !" كانت الام مدركة تماما صعوبة ما تقول .. خلعت تلك الاساور الذهبية عن يداها ..و جمعت بعض النقود والطعام مستغلة الوقت الذي به زوجها نائم ! وضعتهم بحقيبة صغيرة اعطتها للفتاة التي ما تزال متفاجئة مما تسمعه ! كانت تعلم ان والدها لم يحبها يوما ! وهي كذلك ! بنظرها هو الرجل السيء الذي لم يجعلها تشعر مرة واحدة بالحنان ، هو من جعلها تعمل طوال اليوم لتحضر له النقود ! ، هو من كان سيبيعها لاحد الرجال ! ، هو من كان يضربها بقوة لانها رفضت الظلم الذي تعيشه ! ، هو فقط من يعود بنهاية كل ليلة ورائحة النبيذ في كل خلية من جسده ! رددت الفتاة في نفسها " ربما هذه فرصة جيدة لي للهروب من هذا الجحيم  "

الأسود يليق بقلبي ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن