« eccedentesiast »

1.6K 80 77
                                    











لطالـما تَسائلت عَن ما يُراوِد الـمُحْتضَر فِي لَـحظاتهُ الأخيرة .

فِي الحَيّ القَدِيم، شَهدنا أنا وَ أنتَ يا تايهِيُونغ عَلى العَدِيد مِن الجثث، مِنها مَـن كانت مَرمِية بَينَ المنازِل وَ قَد سَلَبت، وَ مِنها مَن كانت مُعَلقة عَلى السَقف بَعَد أَنْ ضَـعُفت إلى الحَدُّ أَلَذي لا يُمكِن وَصفِه إلا بالإنتحار

أنتَ لَم تَخف يَـوماً مِنهم، لَقد كُنتَ تَتأمل الجثث بِـتمعُّن دوماً
بَينما أنا كُنتُ اتقيأ ما فِي مَعدتِي جانِباً، حَتى عِندما لَم يَكُن هُنالكَ ما أَرميهُ مِن مَعدتِي...أنا كُنتُ اتقيأ، مُـبعِداً بَصِري عَن المَوت أَلذي أحاطَ بـأَجسادهُم

ظَنَنتُكَ شُـجاعاً حينها .

" لِـنَهرُب، هِـيُونغ. لِـنَهرُب بَعيداً عَن هَذا المَـكان " أنتَ أَخبرتنِي بالوَقت أَلذي كُـنّا نَختبأ بهِ فـي الخِزانه الضيقه وَ أنا تَركتُ كِـتابي جانِباً لأُركِز عَليكَ وَ أنتَ تَنظُر إِلَي...بِـحماس

" نَحنُ هارِبين بالفِـعل، تايهِيُونغ " أَجبتُكَ وَ شاهدتُكَ تَتحرك مِن مَـوضِع جِلُوسكَ فَقط لِتَقترب مِني، تَهمس بالقِرب مِن وَجهِي : " لِـنَهرُب مِن هَذه الدنيا، هِـيُونغ. لِـنَذهب وَ نتفقد ما هُوَ حال العَمّ وَ كَيفَ تَعيشُ والِدَتي فِي السماء! "

" لِـنَهرُب إلى المَوت! " وَ أنا دَفعتُكَ لأنهض مُبتعِداً، خارِجاً مِن الخِـزانه

وَ بالتَفكِير بِـردة فِعليّ حِـينها...أنا أَعتذر، تايهِيُونغ. لَم يَكُن عَلَي دَفعُكَ بِـقسوة هَـكذا. لَكِنكَ تَبعتني رُغـمَ ذَلِك، يَدُكَ تُدلِك رأسُكَ أَلذي إصطدَمَ بالجِدار بَينما فَمُكَ لَم يَتوقف عَن مُناداتِي

" هِـيُونغ! حَسنناً، أنا أَسِف! " عَلى ماذا؟، بالنَظَر إلى الماضِي...أنا لا أَستطيعُ أَن أَتوقف عَن التَفكِير وَ التَخمِين حـول عَـن ماذا كُنتَ أَسِفاً بالتَحدِيد .

" فِي بَعض الأحيان، أَنتَ تَصبح طِـفوليّاً بِـحَق، هِـيُونغ "
" لَقَد أَردتُ المَوتُ مَعَكَ فَحسب فَـ لِـما أَصبحتَ عَصبيّاً عَلِيّ هـكذا؟ "

" لأَنني أُفضّل أَنْ أعيْش مَعُكَ، تاي. أُفضّل أَن نَحيى سَـوياً " أَخبرتكَ بِـصدق وَ نَحنُ بَقينا عَلى ذَلِكَ التواصل البَصريّ لِفترة لَيست بالوَجيزة قَبل أن تُـفرق أنتَ بَين شَفتِيكَ مُتسائِلاً بِـإبتسامه : " أَلَيْسَت حياتُنا مَـوتاً، وَ فِـي مَوتنا حياة؟ "

لَـم أَملِك أَيُ فِـكرة عَن ما قَـصدتهُ حِـينها لِـذا إلتَزمتُ الصَمْت وَ أَخفضتُ بَصرِي مُتظاهِراً بإنني أُحاول فَهمُكَ...فِـي الواقِـع، أنا لَم أَكُن أَفعَل وَ إنما فَقط أنتظرتُ أَنْ يَمرّ الوَقت لِـتتحرك أنتَ إلى غُـرفَتُكَ وَ لِـ أعود أنا إلى خِـزانَتي

eccedentesiast » oneshot: taejin حيث تعيش القصص. اكتشف الآن