6 |المدينة القديمة|

11.6K 994 353
                                    

"ما الذي تفعله بحق الله؟" سألت صائد الجوائز أمامها جاعلةً من مرافقها يضيق عينيه مستنكراً، بينما رفع رأسه عن قطعة الحديد بيده ينظر لها بتفاجؤ.

"ماذا تفعلين هنا آنسة بريستون؟" سألها باستغراب وهو يترك المطرقة من يده ويمسح يده المتسخة بالشحم بملابسه المتسخة أصلاً، استغربت شكله الغريب وهو جالسٌ أمام طاولةٍ حديديةٍ يمسك مطرقةً بيده وملابسه بتلك القذارة.

"لقد كنتُ مارةً من هنا وحسب، ولكني استغربتُ شكلكَ، لقد اعتدتُ عليكَ ترتدي ملابس فخمة وتجلس في الحانات الراقية بينما تعد قطعاً من الجواهر، ما الذي تفعله بهذا الشكل؟" أنهت كلمتها وهي ترفع حاجبها باستغراب، كانت محقةً حيال كل شيء قالته، لكن الآخر رد بتلاعب "أنتِ تحفظينني جيداً آنسة بريستون.." أشاحت بوجهها بعيداً عندما قال ذلك وردت بسرعة "أنتَ مخطئ، فقط.. الانطباع الأول يبقى راسخاً."

ابتسامته المتلاعبة ارتفعت لزاويتي شفتيه ورد "والانطباع الثاني أيضاً، أنتِ لم تكوني لتأتي لمحادثتي لو أننا التقينا في المقهى فقط، يبدو أن زيارتي لغرفتكِ جلبت نتيجة، هل أنا محق آنسة بريستون؟؟"

ابتلعت ريقها بتوتر وبدأ الاحمرار يصعد لوجهها مجدداً، ردات فعلها اللاإرادية نفسها جعلته يدرك أنه ينجح دوماً ببعثرتها، رجعت خطوةً للوراء غير قادرةٍ على قول شيء، وكان عليها هي وماركوس أن تشهد أن صائد الجوائز أذكى من أن تعبث معه بالكلمات، هو قادرٌ على جعل كل شيء ينقلب عليك.

"لقد استغربتُ شكلك، أتيتُ لاستفسر وحسب.." قالت بعد فترةٍ من الصمت والتوتر، صوتها خرج ملعثماً وخافتاً ليبتسم لها تحت نظرات ماركوس المنزعجة، وقف من مكانه ليصدر الكرسي الحديدي صوتاً مزعجاً واقترب خطوتان للأمام منها وهو يسأل "قلقتِ علي إذاً..؟"

"أنا لم أقل ذلك.." أجابته بسرعة ليرفع حاجباً واحداً ويسأل بنفس النبرة "هل بدأتِ تنجذبين لي آنسة فينوس؟"

عند مناداته لاسمها تذكرت ما أخبرها به سابقاً، حين يناديها باسمها يعني أنه يغازلها، وهو يرغب بذلك بشدة، فهمت الأمر على الفور رغم كونه غير واضحٍ لماركوس الذي لم يكن وراءها عندما خاضا تلك المحادثة، فهمت ذلك لتخفض رأسها مخفيةً عينيها أسفل قبعتها الكبيرة، كان عليها أن تعترف، هو لعوبٌ جداً، وهي بريئةٌ للغاية، لا يمكنها أن تجاريه أبداً..

"تنجذب لك؟ هه.. أنتَ تمنح نفسكَ أكبر من قيمتها مارسيل." ماركوس قال لينقذها من حفرة التوتر التي تقع بها باستمرار بسبب كلماته، التفت له مارسيل بتملل بينما تابع ببرود "نحن كنا عائدين للمنزل وهي رأتكَ صدفةً، أرادت أن تعبر عن استغرابها لا عن قلقها، وربما هي وجدت شكلكَ الرث يليق بكَ فأرادت التعبير عن شماتتها."

"ماركوس.." نادته بانزعاج ليتوقف عن الكلام مما دفعه ليبتسم ويضيف "أعتذر آنستي، أنا فقط أخبر مارسيل ألا يثق بنفسه كثيراً، هذا مثيرٌ للشفقة وحسب.."

Phenomenal | استثنائيةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن