نهَايه البِدايه

304 27 217
                                    

حِين يضنِك بِك الليلُ عدوًا،كالحُروبِ تندَلِع بينَ سَيدٍ وشعبِه، ظلمٌ تنَادَى عَلى رحمَةٍ، اكتسَت اجنِحَه كَانَت لِلملاكٍ كمَالًا، نقصٌ يخَالجُ النفس دُون كمَال الطُّرق ، كَـ لَوحَةً انفَرَت الوَانهَا هَاربَه ، مِن قِدم الزمَان المُبهت خُلقَت فتَاه كَعتقِ محيَاها ، تسِير دُون ان تَقتبسَ الارضُ ظَلالهَا ، تطرَح بـ جِنانها على رمالِ البحَرِ الهَائِج وكَأن البحرَ احرُفًا ابجَديةً لهَا.

حِين يصبِحُ الضيَاع طرِيقًا ، تكُونُ الاعينُ دونَ ابصَار ، فَتنهِي الاذَان صَوت الاقدَار ، لتُمسي الليَالِي بلَى مَأوى ، فتَاه تشَربَت مِن قمحِ الشِتَاء لَونًا اصطفَتهُ السمَاء لهَا ، ذات خصالٍ سُلبَت سَوادَ لَوحه القمَر، بعَينَانِ استَوحَت فتنَة حُور عِين.

انفَاسٌ تتَصَاعد رَاجيَه الهَواء دخُولًا، فبحلُول ستَائر الليلِ تنفَرُّ هَاربَه مِن جُحرٍ احتوَاها ، مُحررًَ نفسهَا مِن قيُود بلَى وثَاق ، حِبيسَه لِأنفُس كَانَت .

وتخرُج الانفاسُ كَأحرفًا دُون نقَاط، هَاربَه لمَوجِ الرَّجّاس ، تَبتُر عَالمًا تجسَد حولهَا ، لتَخطُو مُخلِله نفسهَا بملُوحَه البَحر، كمَن تَرجُوا اخمَادَ نَارٍ اوقدَتهَا، فتَسِير حَتى بسَطَت الشَمسُ خيُوطهَا .

تُسرعُ رَاكضةً بينَ الازِقه لتصلَ لمنزلٍ كَان مشَاركًا لعتقِ محيَاها .

تمسكُ حبلًا اهتَرئ سَبيلًا لِنجَاه الأنفُس صَاعِده به واضِعه اقدَامُها، لتنسَلّ قطرُاتُ دمٍ ليَكتَنزهُ الحبلُ لَونًا ، فَتُلَامِس الأرضَ خَاشيَه كشفَ نَفسهَا، فتَدخُل بالاغشيَه مُخبِأه لذَاتِها.

صريرٌ تعَالَى مِن بابٍ مُهتَرِئ حِين افتَتحتهُ يَدٌ قَاسيَه ، تسَارعت نبضَاتٌ مِن قَلبٍ هَرع لمَا سَيأتيهَا، لتَشدّ الغِطاء حَول جَسدها رَاجيَه القدَر اعفَاءهَا.

همسَاتُ سُخريةٍ مُوجِعه ، اقترابُ يدٍ صَافعه، لتَنتفِض ناهِضه مُتمَنيه الهُروب ، لتَنحَط الانظَارُ عَليهَا ، نظراتٍ تنهَشُ جسَدهَا ، لتنهَض مُنهيَه اوَامرًا امِرت بهَا، لتَنفَجِر الاصوَاتُ صُرخًا، انكسَار، هُروب.

حِين ينتَصفُ القمَر فتَقرعُ الخطَا مُسَابَقَه نسَائمًا مرَافقَه ، تَحتضِن نصفَ جَوهرةٍ مِن ذكرَى دفِينه، فَتنهَمر اوَابلُ عينَاها ، لتَمشي فَاقَده المرتعَ، لتَجدَ نفسَها عَلى الرِّمال مستَقرةً هنَاك، تلِف بهَا الريَاح كالجُرمِ اجرِم بحَق اجوَاره، تَلمحُ مِن بينِ ملوحَه دمعِها جسَد هزِيل أمَام لَمعه السَاهر بِبحرِه، فتبقَى مُتأملَه ذَاك الجسَد بعَينَانِ منهكَه وكَأنهَا تَردُ لَونًا سُرق مِنهَا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 18, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بدَايه الغسَق. حيث تعيش القصص. اكتشف الآن