"متلازمة باريس".. ما تتمناه وما تدركه
تنتج هذه الصدمة حالة نفسية تعرف باسم "متلازمة باريس"، التي تصيب الزائرين بعد شعورهم بخيبة الأمل عند زيارة مدينة الأضواء والرومانسية والسحر. وتعد هذه المتلازمة مرحلة متطرفة من صدمة ثقافية تصاحبها أعراض مثل الهلوسة والقلق والدوخة والتعرق وعدم انتظام ضربات القلب والقيء، كما وثقت هذه الحالة من التوهم الحاد في المجلات الطبية النفسية.تأتي هذه الحالة من خيبة الأمل بسبب المغالاة في التوقعات عن باريس كمدينة للحب والأزياء والحلوى والشعب الرومانسي، والتي تنهار تمامًا عندما يبرز واقع المدينة الفرنسية الحديثة بخدماتها القاصرة ووسائل النقل العام وأكوام القمامة وفضلات الكلاب، والحواجز اللغوية، ورائحة بول الرجال المخمورين على الأرصفة في الصباح، والسائقين المتباهين بقدرتهم على السباب.
الأمر ليس بسيطًا أبدًا، فقد يتسبب الحزن والصدمة في ضيق نفسي خطير، وتقوم السفارة اليابانية وحدها في باريس بإعادة عشرين سائحًا يابانيًا كل عام، وإرسالهم إلى منازلهم بصحبة طبيب حتى يتم شفاؤهم من الصدمة، كما تدير السفارة خطًا ساخنًا لمساعدة الوافدين فور شعورهم بالصدمة؛ وقد تكون هذه المحاولات -بالإضافة إلى خفض التوقعات- ذات جدوى، ولكن العلاج الوحيد كما حدده الطبيب النفسي الياباني هيرواكي أوتا -أول من أطلق مصطلح "متلازمة باريس"- هو العودة إلى الوطن وعدم العودة إلى باريس ثانية.سان فرانسيسكو مدينة مرعبة
تتمتع مدينة سان فرانسيسكو الأميركية بجوانب تجعلها تستحق تبادل بطاقات بريدية تحمل صورها، ووجودها كوجهة سفر مميزة في خطط المسافرين، ولكن وضعها الحالي أصبح من الصعب التستر عليه؛ فيحلم زوار مدينة سان فرانسيسكو بالوقوف أمام جسر جولدن جيت، وتناول وجبة شهية في مطعم فيشرمانز وارف، ولكن واقع المدينة الأكثر صخبًا مرعب.في شوارع سان فرانسيسكو يحقن الناس أنفسهم بالمخدرات في منتصف النهار، ويتبادلون الحقن ويجمعونها من القمامة المنتشرة على الأرصفة، بحسب صحيفة دايلي ميل البريطانية، بخلاف الخيام المتراصة على الأرصفة، ورائحة البول في كل مكان، وأينما ذهبت تصطدم بالمشردين بين مريض عقلي أو لص، ليصطدم كل سائح في الساعات الأولى بمستوى الفوضى وتفشي الجريمة وانتشار المخدرات في الشوارع.
بدأت أزمة السائحين مع سان فرانسيسكو بتقييم من سائح أسترالي بعد زيارته الأخيرة، عبر فيه عن صدمته بانتشار المشردين في كل مكان وعلى الأرصفة يصرخون في وجه المارة، ووجود كميات كبيرة من حقن المخدرات المستعملة في أكوام على جانب الشوارع، ثم مروره مصادفة بمسرح جريمة قتل، حتى أن زوجته أصبحت تخاف الخروج من غرفتها بالفندق.
انتشر هذا التقييم على وسائل التواصل الاجتماعي، ليرد سائح كندي محمل بالمشاعر السلبية نفسها بعد أيام قليلة، ووصف المدينة بأنها "مرعبة"، ثم تفاعل مع القضية سائح بريطاني، مؤكداً أنه لم يكمل يومًا في المدينة؛ فقد شاهد ما يكفي من الفقر والمعاناة ليرحل عنها؛ المشاهد المرعبة تحيطك من كل جانب، المشردون يتحدثون لأنفسهم، في غياب واضح للشرطة في جميع الأماكن، وسرعان ما تم اعتبار سان فرانسيسكو وجهة سياحية غير آمنة في تجمعات المسافرين على وسائل التواصل الاجتماعي.