تيك تاك تيك تاك تيك تاك ...
الساعة تشير إلى السادسة إلا خمس ثواني، أربعة، ثلاتة،اثنان و ...ضجيج مزعج صدح من صوت المنبه أمام زرقاويتيها داكنتين..
لقد كانت تراقبه قبل رنينه بدقائق ... لربما ساعات ليست دقائق ف حسب فالهالات السوداء أسفل عينيها تظهر كونها عانت من ليلة عصيبة مع الأرق و سبب... لا تعرفه سوى تلك التي تحتل هذه الغرفة.
غرفة متوسطة الحجم بآثات بسيط يحمل أناقة لطيفة..
سرير متوسط الحجم يتوسط الغرفة تقبع بداخله جثة لا زالت تحدق بالمنبه الذي سيشق رأس الميت نصفين برنينه ..أغطية و وسادتان تتراوح ألوانها بين الرصاصي و الزهري بأفتح دراجاتهما يمزجهما تدخل خفيف للون الأبيض الذي طغا حضوره على الجدار خلفها و بقية اثاث الغرفة
المتمثل في خزانة ملابس يمين سرير و على أقصى يساره تسريحة بدُرجين تعتليهما مرآة على يمينها تلاتة رفوف مثبتة على الحائط تحمل كتبًا تتدرج لغاتها بين الكورية ،الإنجليزية و الفرنسية...
أسفلهم منضدة سرير تحتوي مصباح قراءة، نظارة طبية و هدا المنبه الذي لا زال يصرخ بأعلى أصواته مطالبا بإطفائه..
لا شيئ مميز سوى داك الملصق الذي أخد الحجم الكلي للجدار المجاور لتسريحة ..
حيث جعله يبدو كبداية ممر تغزو كلا جانبيه أشجار الكرز في بداية أبريل
ثم ذلك المجسم الذي استقر في آخر ركن للجدار و الذي يبدو كنسخة مصغرة عن برج "إيفيل "
رغم كونه مصغر ف حجمه ليس مزحة كون لا يفصل قمته عن سطح الغرفة سوى بضع سنتيمترات قد لا تتعدى ثلات .الشيئ الذي يجعلك تفكر أنه لو كانت أشجار الكرز تنمو في فرنسا لكانت بداية أبريل تضرب موعدا في حديقة "لو شامب دو مارس" لكل عشاق الفن و الجمال لكثر ما تبدو خلابة.
إضافة إلى ذاك الحائط زجاجي الذي يبدو كبابٍ جرار يفصل غرفة نوم عن غرفة المعيشة تعتليه ستائر بلون رصاصي يتماشى ما باقي ألوان الغرفة .
تحركت تمد يدها لتقفل المنبه اخيرا و انزلت ساقيها عن سرير و هي تدلك صدغيها..
لا يبدو أنها نالت كفايتها من نوم وجه منتفخ ، هالات سوداء، شعر اشعت كعُش غراب مهاجر ...
حسنا حسنا قد لا تبدو الطريقة المناسبة لوصف الشخصية الرئيسية لكنه وصف دقيق للمشهد دون مبالغة.
جلست بضع دقائق تنظر للفراغ في برود و كأنها تحاول تذكر من هي و أين هي ..
ثم خطت بضع خطوات نحو الحائط زجاجي لتجره و تدلف أول باب جانبه لتأخد حمامٍ تبعد به آثار أرقها..
تاركة خلفها غرفة معيشة واسعة تتوفر على أريكة سوداء بثوب املس تبدو مريحة
بجانبها منضدة صغيرة تحمل جائزة مكتوب عليها افضل مقال لسنة 2018 و اسم مخربش لا يظهر منه سوى أربع أحرف مشكلين إسم "جينا "
يقابلها تلفاز ضخم و يجاورها على بعد سنتيمترات طاولة طعام كبيرة محاطة ببعض الكراسي تم تحويلها الى مكتب فوضوي الى أبعد حد بسبب كل الاوراق و الكتب فوقها...
خلفهما ستارة بعرض الحائط ذات لون رصاصي غامق يماثل لون سجادة لمنع دخول الإضاءة تخفي خلفها نافذة واسعة ذات إطلالة جذابة..
خلف التلفاز منضدة رخامية تفصل المطبخ عن غرفة الجلوس يندرج أسفلها كرسيين جلديين لتبدو على شاكلة بار صغير للمطبخ في ضفة المقابلة و الذي يجاوره باب الحمام الذي خرجت منه لتو..
تلف منشفة حولها و أخرى في يدها تجفف بيها شعرها الذي يصل منتصف ظهرها و يتصبغ فيه اللون الاسود من جذوره ليتفتح بتدرجات اللون رصاصي من الاغمق الى الافتح وصولا للون الأبيض في أطرافه
بشرة قمحية تميل للون البرونزي، زرقاويتين داكنتين يعلوان وجهها تحيطهما رموش كثيفة كأنها حشائش على حافة نهر جاري ، شفتان مكتنزتان بلون المشمش ناضج في موسمه يعلوهما أنف صغير كأنه أجبر على عدم اكتمال نموه ...
ملامح أجنبية بإمتياز بنسبة لعيشها في بلد آسيوي .
Jina POV
خرجت بعد استحمامي و تغيير ملابسي لأفتح ستائر نافذة و اجدد هواء الغرفة...
إنها أواخر مارس لذلك أشعة الشمس تنتشر بسهولة رغم بكرة الصبح فالساعة لازلت لم تتجاوز السابعة بعد
اتجهت للمطبخ المقترن بغرفة الجلوس لأخد فنجاننا من المنضدة رخامية التي تفصلهما..
لا شيئ يضاهي تدليل نفسي باكسبريسو مضاعفة بعد ليلة أرق طويلة ملئها تفكير عقيم..علا صوت منبه الة القهوة معلنا عن قهوتي الجاهزة أغمضت عيني استنشق رائحة القهوة المنبعثة من فنجاني لتقتحم تلك العيون البندقية الغاضبة تفكيري مجددا ...
اتجهت لنافذتي التي تبرز منظر علوي لسيوول و اشعة شمس تنشر دفئها حول بنيانها
لماذا لا يصلني هذا دفئ ام ترى سماء هذا البلد لا تدفئ سوى سكانها الاصليين ...
لا بأس قد لا تمنحني دفئها لكنها تمنحني طريق للوصول الى هدفي ...
علا صوت الهاتف لينتشلني من افكاري سحبت إبهامي على شاشة الهاتف مستقبلة المكالمة و انا اضع الفنجان من يدي و احمل حقيبتي من فوق مكتبي المكان الذي تركتها به أمس، ليصلني صوته المتحمس ما ان وضعت الهاتف على أذني:
-أبشري جينا لقد تم ما أردتي !!!
يتبع
أنت تقرأ
عُجم العشقْ | PCY
Fanfictionفاقد الشيئ أ لا يعطيه أم يعطيه بالقدر الذي أراد الحصول عليه !!!؟ ماذا لو كان المفقود حباً ... أ سيكون فاقده قادرا على إعطائه...!؟ أم أن فقدانه سيسبب عقما لفاقده عن الحمل بمكنوناته.. أو ربما إجهاضه للحظة تشكل نطفته ... تشانيول × جينا هذه القصة لا...