بقلمي !

879 120 104
                                    


عندما كنت صغيراً ...!

كنت ارى امي وابي كشخصين مثاليين لم اكن اعرف الله بعد ، كنت انظر لهما كأنهما الرب الذي يجب عبادته ..!

كنت اعيش في عالم صغير يسعني ويسع العابي ومشاكساتي .... انظر للحياة كأنها حلم جميل !

اشاهد أمي وهي مرهقه من اعمال المنزل واحيانآ مكتأبه من ضغوطات الحياة ... لم تكن تشعر بإحساسي العميق اتجاهها كنت انظر لها حينما تحزن اود ان احتضنها واسئلها هل من احد سرق منك قطعة الحلوى او لعبتك المفضله ؟!

لكن نظرتي لها اصغر بكثير فأنا الان اراها هي الرب وكيف للرب ان يحزن لاجل لعبه ؟ او قطعة حلوى ؟

لكن ما الذي يحزنها ؟

كنت اشاهد ابي حينما يعود الى المنزل يقبلني انا واخوتي ويمزح معنا حاملا معه اكياس مملوئه بحاجيات المنزل والكثير من الحلوى والسكاكر ولكن ما اثار دهشتي ... هو لم يكلم امي اليوم ؟!

جلسنا على الغداء وانا اراقبهما كانا يتحاشيان الكلام مع بعض بصوره مبهمه ... شعرت بغصه داخلي وفقدتي شهيتي للطعام فأنا لم اعتد على هذا الجفاء بين امي وابي مسبقاً ..!

اصبحت اراقب جميع تفاصيل علاقتهما حتى الصغيره منها على غير عادتي ..حينما يكونان مع بعض اتلهف لنظره ، ابتسامه ، مزحه يتنازل بها احدهم ويكسر الكبرياء كي يرجع الحياة لقلبي البريئ ؛

ولكن لا فائده ! اصبحت امي تفصل سريرها وتنام خارج الغرفه وأبي اصبح لا يأتي للبيت الى في منتصف الليل ...!

كنت اختلس السمع عند باب الغرفه التي تنام فيها امي كانت تبكي كثيرا طوال الليل وتناجي .... لا اعلم من كانت تناجي ! كانت تتحدث لاحد لم يكن موجود في منزلنا ولم اره يزورنا مطلقا تناديه يا " الله " !!!

نعم  اتذكر كانت تطلب منه أن يُرجع ابي مثلما كان وتشكو له حزنها وهمها الذي هي فيه .. كانت جدا حزينه !
في كل مره كان قلبي يقلع باب الغرفه ويحتضن امي كحضن ابٍ حنون لابنته ، كان يمسح دموعها يقبلها بحب ويزيل منها الخوف ويطمئنها بأنها ليست وحيده فأنا ها هنا ... وسرعان ما يتنهي حلمي لاتذكر بأن قلبي الصغير هو من يُود الاحتضان في هذا للحظه ..! 💔

تحول هذا الجفاء والبكاء السري الا معارك علنيه كل يوم لن يستطيعو ان يرحمونا بسكوتهم واصبح كل شيء علني ..شجار ، تجاوزات لفضيه ، ضرب نعم كان ابي المقدس يضرب امي ويهينها بكل الطرق امامي انا واخوتي .. كنت اقف في وجهه بلا فائده حتى انني اتذكر في يومٍ ما وجهت له ضربه بقبضة يدي على رجله لكنه لن يتأثر فقوتي صغيره جداً مقابل كبر ما اشعر به !

اه يا امي .. استسلمت امي لواقعها المر متناسيه المي ، وحدي ، حاجتي ، قلبي ؛ قلبي الذي لم يعشق غيرها بعد !

تركت امي طفلاً لن يتجاوز الخامسة من عمره بعد .. تركتني بدمعي بقلبي المكسور ، كيف لي يا امي ان اعيش ، ان احلم ، ان انام ،.. ان اتنفس 😢

لو ان القبله شيء حي يمكن الاحتفاظ به لكنت وضعت قبلتك الاخيره على جبيني قبل ان تخرجي من المنزل وانتِ تحملين لقب مطلقه في صندوق خشبي اكتب عليه ( اكرهك امي ) !!!!

لن التمس ابدا شيء اسمه الحنان ممن سماه القدر " ابي " كانت قسوته هو زوجته اكبر بكثير من ان توصف بالسيئه !!

حينها ادركت حقاً ان ابي وامي لن يستحقو نظرة الالوهية ابدا !!



في النهايه انا الان ابلغ الواحد والعشرين من عمري ارقد في مستشفى الامراض النفسيه منذ ثلاث سنين كنت وما زلت احلم بأن اعود طفلا قبل الخامسه !! كي انام في حضن امي من جديد 💔

(( تعايشو بالمودةِ والرحمة لاجلنا ) 💔



 

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 15, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ثرثرتي 🚬حيث تعيش القصص. اكتشف الآن