الفصل الثامن عشر

13.9K 649 106
                                    

"عرفت بما حدث ؟"

اومأ احمد بدون كلمة فسالته بلهفة :" و ما هو رأيك "؟

مط شفتيه ثم قال :" لا اعرف ".

ثم استطرد :"عمر يظن ان الامر يحتاج الى وقت حتى يرضخ الجميع الى الامر الواقع ..".

سالته بتردد:" اتعنى انه؟"

اكمل بايماءة  :" يظن ان عليه تنفيذ قراره .. و على الجميع تقبله مع الوقت .. او حتى اذا لم يفلحوا فى تقبله .. فلا يكن لاعتراضاتهم قيمة ".

سألته بتوجس :" اتظن انهم قد لا يتقبلوا الامر مهما مر من وقت ؟!"

اجاب مهونا :" من معرفتى بخالتى .. لا اظنها تمتلئ بالمرارة الى هذا الحد .. لا تنسى انه فتاها الوحيد المدلل .. وهو يعرف ذلك ... لذلك ضغط بكل قوة  على هذا الامر ... فرضخت و حادثت ابى ".

عادت لتسال :" وابى ؟"

اجاب :" ابى معذور .... انا  اعتذرت له عن اسلوبى معه .. لقد انفعلت ... و زدت عن الحد .. لكنه تقبل اعتذارى .. و تفاجئ من معرفتى بالامر .. لقد ظن انه سيظل سرا و يدفن معه كما يقال ".

سألت بخفوت :" الم يقل شيئا ؟؟ عنى ؟"

اجاب :" قال انا معها فى اى اختيار .. و اتمنى سعادتها مع اى رجل تختاره بعقلها او قلبها ..".

هذا هو ابيها ..

حنون .. طيب القلب .. مساند .. ليت كل الاباء مثله ...

*****

توترت ... اكثر من اى مرة سابقة .. و هذه المرة لاحظت السلام بين والدتها وخالتها فاترا ..

و ليس دافئا كالمعتاد..

عضت شفتيها فى حسرة و لوم لذاتها ..

كان التوتر هو سيد الموقف .. مع الجميع ..

بدا الامر وكان هناك اتفاقا ضمنيا بعدم ذكر او الاشارة الى ما حدث منذ ايام ..

و كأن زيارة اليوم هى الاولى ..

و انتهى كلام الرجال .. او الاتفاقات الجوهرية المعتادة ..

بطلب من والد عمر من والدته اطلاق زغرودة ..

كانت  استجابتها بطيئة ... و لا تعكس فرحة ..

لكن فى وسط هذا التوتر ..

كانت ابتسامة عمر حقيقية ..
ابتسامة سعيدة للغاية  ..

ابتسامة معدية .. لها .. و لابيها و اخيها .. و اباه ..

ابتسامة حقيقية للغاية ...

و كأنه لا يصدق  ما حدث ..

جلست بجواره ، فاخرج من جيبه علبة من القطيفة الحمراء .. تضم خاتم الخطبة واخر مشابه له ..و اخيرا خاتم رجالى من الفضة ..

مطلقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن