الفصل السابع عشر

12.4K 593 77
                                    

لماذا يعتذر .. انها من عليها الاعتذار ..
بل لماذا جاء ..

بعد ما حدث توقعته ان يبتعد..

لا يحاول رؤيتها ثانية ...

توقعت الاحساس بالجرح والاهانة ..
و الرغبة فى الهروب بعيدا عنه ..

ربما لانه توقع الفشل .. و لم يتوقع ان يكون الطريق ممهدا بينهما ...

وان العراقيل لابد ان توضع ..
ربما ..

هزت راسها موافقة ..

ثم فتحت فمها لتعتذر له عما حدث ..

عندما استطرد :"كان لابد ان اتوقع ذلك ...  طالما جاءت الموافقة سريعا هكذا دون نقاش ".

من يقصد ؟
موافقة ؟

لا تفهم شيئا ..
عمن يتحدث ؟؟!

كان يكمل غافلا عن ملامح وجهها التى تنطق غباءا ، ناظرا الى الطريق امامه :"  اعرف انه عندما فاتحتها يوما فى رغبتى بالزواج منك .. دون ان افصح عن اسمك ... و كيف رفضت وهاجت .. و هاجمتك دون ان تعرف انها انت ...

ان الامر لن يكون بهذه السهولة وان تقبلها له لا يمكن ان يكون متوقعا ..

لكن ما فعلته اذهلنى ..
ان تحادث اباك ...

ان تقنعه انه برغم حبها لك .. الا ان هذه الزيجة محكوم عليها بالفشل ..

كيف اقنعته لا اعرف ..
او ربما شعر بالحرج .. و الجرح ..

فهى جعلت الامر يبدو و كأنك من حاصرنى واوقعنى بشباكه ..

لا اعرف ما هو شعور والدك تحديدا ..
و لكنى اتفهمه .. واتفهم تصرفه ..

لم اتفهمه بالطبع فى حينه ..
لكن ..

لكن اشعر بما شعر .. ربما لانى فى اوقات ، اشعر نحوك بذات الحماية التى يشعر بها الاب تجاه ابنته ".

ياالهى .. انها خالتها ...

كيف تجاهلت وجودها .. و اعتبرتها مسالمة الى هذا الحد ..

انها ام ..

ام تظن انها تدافع عن طفلها ...

لقد حادثت اباها و طالبته بالرفض..
و لبى اباها الرجاء ...

و تحمل اباها الهجوم والخصام من الجميع ..

من امها واحمد .. و هى ..

تحمل لانه يعرف ان الزواج لا يمكن ان ينجح واحد اهم اركان العائلة .. يرفضها ...

انها خالتها من يرفضها ..
امها الثانية. ..

خالتها ... لحمها و دمها ..
من كانت لها حضنا وامانا ...

ترفضها ...

لمعت الدموع على اهدابها ... و وجدت نفسها تشهق دون ان تخطط للبكاء ...

ارتعب ..

مطلقة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن