six

257 25 25
                                    

١٢ نوفَمبر.
العاشرةَ صباحًا .
"اذا هَل هذا كُل ماكانَ يُؤرقُ عزيزتِي طوال الوقتَ؟"
أسترسَل بيكهّيون بالحدَيثِ بعدمَا أبعدَ كُوب القهوةِ من بينّ شفتاهَ بينمَا عيناهُ لاتزالُ معلقةٌ عليهَا بالفعّل  .
جَلستَ قُبالتهَا بعدمَا قامَتَ بفتحِ النَافذِة ممَا أدىَ إلى إنعكَاس أشعةِ الشمَسِ على حدَقتيَهِ البُنيةَ وخُصلاتهِ السودَاء لتضّفِي عليهِ لمسةً لامِعةً مُميزةَ لما فِيه .
ضَمّت إيّل يدَاهَا معًا وباتَتَ تُحَركُ خاتمَهَا الفضيّ الرقيِقَ في مُحاولَةِ لإسترجاعِ تركَيزهَا وإخفاءِ الإرتباكِ الواضحِ أثناَء وجودِهِ معهَا ،
عَلّقتَ نظَرهَا عليّهِ حينمَا جذَبَ كفيهَا الرقيقةِ بسلاسَةّ بين خَاصتِهِ لِفوقِ الطَاولَة .
"أنتِ تعبَثينَ بخاتمكِ هذاَ وعلى َ الأرجحِ أنّ إيلَ لاتُصغِي لأسئلتِي!"
بادَر هُو بضيقٍ ليشُد على أصابعِهَا الباردَةَ ضدِ خاصتهِ بينمَا هِي ردتَ بعدمَا حررتَ أناملهاَ من قبضتهِ لتحتضِنَ كوبَ القهوةِ خاصتَهَا مُجددًا .
" لا بِيكَهيُون ، أنظَر هَا انَا الآن قدَ خسرتُ الفتَى وليسَ ليِ حِيلةٌ من أجلَ الوصولِ إلى حَلٍ يُرجَى .. أنَا عن الخمَسِ والعِشرينَ تفصلُنَا ثلاثُ سنواتَ أما عن الزوَاجِ فهِذا مُحالَ والتراجَعُ عن حضانةِ هيونجِينَ مُستحِيل!"
" لِمَا أنتِ مُصرةٌ بهَذاَ الشكَل؟ أخبرينِي القصةَ بكَاملهَا وإلا اتهمتُكِ مُجددًا بأنكِ امٌ عازِبةِ" هُو بادَر بمزاحّ لتبتسمَ لدعابتهِ
" اظنُ ان الوقتَ لازالَ بعيدًا لكَشفِ التفاصيّلَ" وتهُم بالذهَابِ نَحّو المطَبخِ ليلحَقَ بِهَا .
_
نَفسُ اليومَ .
الرابِعةَ مساءًا.
"إذن تشويّ هانَسول يمَكنُك أعطَاءُهُ الإذنَ بالدخُول"
رفعَ بيكهيونَ هاتفَ المَكتبَ ليطَلبَ من السكرتير ذلِكَ.
ليدخُل على منَ هُم بالقاعِةِ  شابُ يافِعٌ تضمُ جسدهُ بذلةً مُخمليةُ سوداءَ ألمانِيةُ الطِرازَ يبدُو وكَانهُ شخصُ
مُتمرسٌ بهذا المجّال.. من الأوراقِ التِي يحَمِلُها وإستراتيجياتِهِ ، والذِي جذَب إنتباهَ من بقاعةِ الإجتماعِ هُو لهجِتهُ الحاسمةَ وجُرأتهُ في التقُدمِ دون ايِ جرعةِ إرتباك،
صفقّ بيكهَيونَ ليُغلقَ المكتَبُ تلقائيًا ، وتُطّفِئَ الأضواءَ وسطعَ ضدَ الحائطِ الموازِي لأعضاءِ الإجتماعَ ضوءَ مُظهِر البياناتَ .
غادَر الشابّ المنشودُ مقعدهُ ليقفَ بالواجهةَ أينَ سَتعرضُ أفكارهُ قبالةَ التِسعِ رجالَ الذي يترأسهمُ بيونَ بيكهيون بهَذا الإجتمَاع .
" إذاً وفقًا لنظَريةِ جاكَ ليفروّ سنتمكنُ من الوصُول الى الحّل برأيكُم ؟"

"إطلاقُ كِتابٍ كَهذا ضدَ موكِلٍ خاصٍ بالدولةَ - سيوقِعُ الشركَة بالمَشاكِل سيّد بيّون!."
أعترضّ أحدُ الحاضِرين .
"لابأس يُمكنكَ الإنسحابُ من الآن "
تمتمَ بيكهيونَ بينمَا وقفَ وأشعِلَت الأضواءُ مجددًا ليقفَ الكُل تزامُنا لذلكَ، وكانتِ تلكَ نقطَة نهايةِ الإجتماع .
_
تثَاقلتَ خطُواتهَا حينمَا وصَلتِ الوجهةَ وطَرقّ كعبهَا الشبهَ قصِيرٍ على الأرضِيةِ الخَشبيةِ فيّ رزَانةَ ،بيّنمَا كانَت يدَاها تخَشى التقرُب لفتّحِ البابِ ومواجهةِ صوتِ الجَرسِ الذيّ لم يَلحقَ مسامِعهَا فِي قرابَةِ الأسبوعِ الفارطِ .
تنهدّتَ وإعتدلتَ بوقفتهَا هذِهِ المَرّة لتفتحَ البَابَ وتدخُل ، لتُلقِيّ التحَيةَ عندَ مَكتبَ الإستقبالِ بالطَابقِ السُفلِيّ ، مسَحت المكَان بحدَقيتهَا العَسليةّ بهدُوءَ كانَ هنُالكِ عددٌ ضئيّلٌ من العُملاءَ مُقارنةً بالأيامِ السابقةَ.
لاحظتِ انّ هُنالكَ عاملاتٌ إلتحَقنَ حديِثًا ، قاطعَ شُرودهَا صوتٌ حادَ طالمَا أزعجّهَا .. رئيسَةُ المعمَلِ بعدَ السَيّد كِيم جُونميّون - دانا مانوبانَ- .
" جُونغ إيلّ ! تُرى مالذِي أتى بكِ بعدّ كُل هذهِ الفترةِ من الإهمالَ؟"  حتى بدونِ إلقاء التحية.. هذا ما أثار إستياء إيل.
"زاحمَتَ طريقِي ظرُوفٌ صَعبةَ " خرجَ صوتُها -إيل- بهدُوءِ بينمَا تتجنَب النظَر إلى السيّدةِ المُسنةِ قبالتهَا .
" أنتِ لم تُكملِي الشهَر حتَى نُقرر مَصيركِ المِهنيّ ، لذاَ سنتنَاقشُ رفقةَ السيّدِ كيمَ عنَ هذَا المَوضًوع!"
رفعتَ حاجبيهَا بتعجّرفٍ وعادتَ لمسحِ الطَاولةِ امامهَا بتركِيزٍ تامَ، يأستِ إيلِ منهَا وغادَرتَ دونَ أخذِ الإذنِ -لأولِ مرَة- إلى مكتَبِ السيدِ كيمّ بالفندِقِ المجاورِ للمقهىَ ، بحَيثُ ان المقهَى الأولَ مِرفقٌ خاصُ وتابعٌ للفندُق.
دخَلتَ المصعّدَ بعدمَا طلبتِ الإذنَ في مكتبِ الإستقبالِ ولامِستِ اللوحةَ الرقميّة لتحدٍيد الطابق  الذيّ يحملِ بهِ مكتبَ مُديرِ الفندقُ " جونمّيون كِيم".
دقّتِ البابَ بخفةَ ، لتتفاجَأ بِهِ يُفتحُ من قِبله ليجفَل الآخر بمكانهِ ويبتعدَ قليلاً ليفسحَ المساحةَ لهَا سامحًا لها بالدّخول،
"تفضّلِي آنسِة جونغّ مالخطَب؟"
هو بادَر بالسُؤال بعدمَا جلسّ قبالتها بالاريكةِ القابعةِ داخِل المكَتبِ ، نظرَتّ إيل بالضبطِ ناحِيةَ عيناهُ لتُشيحَ بعدها بِنظرهَا نحو اليسار وتُضيفَ بشيّءٍ من الحِنقة .
" السيّدةَ دَانا طَردتنِي نسّبِيّا كما انَ عمَلي وسائرِ أشغالِي التي كُنت اشرفُ عليها سابقًا كانت لا تنالُ رضاَهَا ... تعلمُ سيّدَ كيّم انا ايضًا لم أحضُر منّذُ ستةٍ أيامَ لذَا لن أجادِلَ بهذِه النقطَة ، ما أثارِ حنقتِي بالضبطِ هو كيفِيةُ تعامُلها معِي مُقارنةً بباقِي العامِلاتَ ، انا لا اقوُل لكَ هذا لإثارةِ المَشاكِل او كَسبِ شفقتكَ انا اقُول لكَ هَذا لأننِي ضقّتُ ذرعًا مما أتلقاهُ واقولُ لك هذَا لأننِي أتيتُ لأقدِم إستقالتِي دونَ اي إبهامَ يُذكَر ... تشرفتُ بالعملِ معكَ سيد كيم .. أتمنى لكَ يومًا طيبًا ."
ووقفتَ لتغادِر بينمَا هو بقي جالسًا يقَلبُ الكَلمَاتِ التِي ألقيتّ عليهِ من قِبلهَا هُو حتى لم يَرُد أليها التحِية.
وكَأنهُ لم يكُن حبِيبَهَا يومًا ، أيامَ الثانويةَ التِي جمعتهُما سوَيًا .. وفَرقتهُما صدِيقةٌ ما ، لتتركَهُ فيمَا بعدَ وحيدًا في مَعركَةِ الهوى ضِدَ حُبهِ الاولّ "جونغّ إيل".
_
١٣ نُوفمبر.
العاشِرة مَساءًا .

  القلّيلُ منَ السُكر ؛ بيّون بِيكهيُون |B.BH .حيث تعيش القصص. اكتشف الآن