دموع ساخنة وألم حارق يفتك بقلبها وهي تنظر إلى ورقة الطلاق التي أرسلها لها صباح اليوم ... لقد تركها وتزوج بأخرى ولم يفكر بما سيحدث لها ولأطفاله.
أُغرقت عينيها بالدموع وهي تبكي بقهر ومرارة ... أليست هي من ضحت من أجله بعائلتها وصديقتها الوحيدة وأيضا بالرجل الذي أحبها كي تكون معه؟
مرت عشر سنوات على زواجهما لم تخلو من الذل والإهانة ولكنها تحملت من أجل أطفالها ليأتي هو في النهاية ويخبرها وهو يبتسم ببرود بأنه يحب امرأة أخرى وسيتزوج بها.
صرخت بجزع وهي تستند بحافة الكرسي كي لا تنهار وهمست بنبرة مهتزة:
-"وأطفالك هل ستتركهم؟"
-"بالطبع لن أفعل ... سأتي لزيارتهم كل فترة وأطمئن عليهم".
هتف بها وهو يهز كتفه غير عابئا بشهقاتها التي ارتفعت ودموعها التي ازدادت ... رفع حاجبيه بملل وتأفف فهو ليس لديه وقت لها ... أومأت له تتلألأ مقلتيها بدموع أبت تحريرها هامسة بغصة:
-"وماذا عني؟"
لم يتأثر بنبرة الترجي في صوتها ولا بنظرات الانكسار في عينيها وأردف بحده ينهي المناقشة كعادته مجبرا إياها على سماع ما يقوله:
-"سأطلقك ، فرزان لن تقبل بأن تشاركها امرأة أخرى في زوجها".
كفكفت دموعها وهي تتذكر كيف كانت حياتها سعيدة منذ عشر سنوات قبل أن تراه ... عادت بذاكرتها إلى هذا اليوم الذي تغيرت فيه حياتها.كانت الأضواء تلمع بشده داخل هذا المنزل والزينة معلقه في كل أركانه ، فاليوم هو حفل خطبة ابنتهم الغالية "شيرين" ... تعالت الزغاريط من جهة النساء عندما ألبسها "إياد" خاتم الخطبة في إصبعها ... كان يشعر بالسعادة فأخيرا تحقق حلمه وتمت الخطبة ، وليس هذا فقط بل تم عقد قرانهما أيضاً ... تلقى التهاني من جميع الأقارب والأصدقاء وأثناء انشغاله بالحديث مع شيرين ، لمح صديقه المقرب الذي دلف إلى الحفل للتو ... اتسعت ابتسامته وتوجه نحوه
معانقاً إياه بحراره قائلاً:-"لا أصدق أنك أتيت يا رجل ... متى عدت من ألمانيا؟"
ابتسم كريم قائلاً:
-"عدت البارحة ، فأنا لا يمكنني أن أفوت حفل خطبة صديقي المقرب ... اشتقت إلى أيام الجامعة عندما كنا دائما معا".
تنهد إياد براحه وقال:
-"أنا أيضا اشتقت إلى تلك الأيام ... كنت أقضي أكثر الأوقات برفقتك أنت وباقي أصدقائنا".
نظر كريم حوله إلى الأضواء والزينة وهو يخطو عدة خطوات إلى الداخل وهتف قائلاً بتساؤل:
-"ألن تعرفني على خطيبتك؟! أريد أن أرى من هي تعيسة الحظ التي أوقعت بك وقريبا ستجعلك تدخل القفص الذهبي؟!"لكزه إياد بخفة في كتفه وأردف وهو يجره خلفه ويتوجه نحو شيرين:
-"ألن تكف أبدا عن هذا المزاح؟ يبدو لي أنك لم تتغير كثيرا طوال السنوات الماضية".
صافح كريم شيرين وهو يفكر كيف تعرف إياد على هذه الفتاه الرائعة؟
شعر كريم بالحسد الشديد تجاه صديقه وتمنى لو أنه هو من قام بخطبتها وعقد قرانه عليها ... لاحظت شيرين نظرات كريم الموجهة نحوها فشعرت بالتوتر ولكنها تجاهلت الأمر ، واعتقدت بأنها تتوهم .
أنت تقرأ
لأجل عشقك
ChickLitمرت عشر سنوات على زواجهما لم تخلو من الذل والإهانة ولكنها تحملت من أجل أطفالها ليأتي هو في النهاية ويخبرها وهو يبتسم ببرود بأنه يحب امرأة أخرى وسيتزوج بها. صرخت بجزع وهي تستند بحافة الكرسي كي لا تنهار وهمست بنبرة مهتزة: -"وأطفالك هل ستتركهم؟" -"بالط...