الفصل الرابع

7.9K 205 6
                                    

مر شهرين قبل أن تتم خطبة شيرين وكريم رغم معارضة والديها إلا أنه أمام اصرارها وافقوا على طلبها.
كانت تشعر بالسعادة وبأنها حصلت على كل شيء كلما رأت نظرات كريم المحبة لها.
تذكرت صديقتها انجي التي لم تحضر إلى الحفل وأخبرتها بأنها مريضة ... كزت شيرين على أسنانها بغيظ فقد تأكدت الآن بأن كريم محق وأن انجي تغار منها ولا تتمنى لها السعادة.
مرت بضعة أشهر وانتهت شيرين من امتحانات الثانوية العامة والتحقت بكلية الحقوق ، أما انجي فالتحقت بكلية الآداب.
أصبحت علاقة انجي وشيرين سطحية للغاية حتى أتى ذلك اليوم الذي انقطعت فيه تماما.

-"أقسم لكِ بأني رأيته في المول برفقة فتاة وقام بتقبيلها".

هدرت بها انجي بعصبية من غباء صديقتها التي تتغاضى وتصم آذانها عن كل كلمة تقال في حق كريم ... صرخت شيرين في وجهها بغضب وألقت على مسامعها الكثير من الكلمات المهينة بحقها وانتهى الأمر عندما صفعتها شيرين على وجهها ، وانصرفت انجي وهي تبكي.
أصبحت شيرين كالمغيبه تماما ولم تعد ترى في حياتها سوى كريم الذي استطاع أن يجعلها خاتما في اصبعه ، وصدقت بأن الجميع يغار منها لأنها وجدت من يعشقها ويفعل المستحيل من أجلها.
حاول والدها مرارا وتكرارا أن يقنعها بترك كريم لأنه لا يناسبها ولكنها لم تقبل وانتهى الأمر في عدة مرات بالشجار الحاد.
انتهى الفصل الدراسي الأول فاستغل كريم هذا الأمر وطلب من والد شيرين أن يعقد قرانه عليها ، وأمام اصرارها أذعن والدها للأمر واتفقوا على أن الزفاف سيكون بعدما تنتهي شيرين من امتحانات أخر العام.

-"زواج مبارك إن شاء الله".

ابتسمت عندما سمعت هذه الجملة من الشيخ الذي عقد قرانها وبدأت تتلقى التهاني من أقربائها الذين قالوا لها:

-"بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير".

أهملت شيرين دراستها في الفصل الدراسي الثاني وذلك بسبب كثرة خروجها للتنزه برفقة كريم الذي بدأ يزرع في رأسها فكرة أنه لا داعي لإكمال دراستها ، فهو في النهاية من سيتكفل بالمصروفات الخاصة بهما.
••••••••••••
مر عام منذ أن تركته شيرين واستطاع أن ينساها وساعده على ذلك معرفته بأن كريم اقترن بها.
ابتسم بسخرية وهو يحتسي كوب قهوته فهما حقا يستحقان بعضهما فهي أنانية وهو حقير .
-"أراهن بأن حياتكما ستكون مثالية".
تمتم بها ساخرا بصوت منخفض ليجفل فجأة عندما سمع صوتها من خلفه وهي تقول بذهول مصطنع:
-"لا أصدق بأنك أصبحت تكلم نفسك من شدة سعادتك".
جلست قبالته وهي تضحك ليبتسم وسألها محاولا تغيير مجرى الحديث:
-" لما تأخرتِ؟ ... أنا أنتظرك منذ ساعة".

-"الأمر يحتاج إلى بعض الوقت حتى أستطيع أن أنتقي هدية مناسبة فأنت مزاجك متقلب ويصعب ارضائك".
عقد حاجبيه باستغراب ولكنه سرعان ما فهم الأمر عندما أخرجت من حقيبتها ذلك الصندوق الصغير وأعطته له وهي تقول:
-"كل عام وأنت بخير".
فتح الصندوق ليجد بداخله ساعة أنيقة فابتسم وهتف:
-"ومن قال بأنه يصعب ارضائي؟! أنا لا أهتم بالهدية أكثر من اهتمامي بمن أهدتني إياها".
أشار إلى النادل ليأتي وطلب منه أن يحضر لهما كوبان من العصير وعندما ابتعد هتفت شيرين بمشاكسة:
-"وأخيرا طلبت لي شيئا أشربه ... لو لم أكن أعرفك لظننتك بخيلا للغاية".
ضحك بشدة وقد فهم مغزى حديثها ، فهي دائما تعاتبه لأنه يبذر المال ويصرفه بسخاء.
أحضر النادل العصير وانصرف ليتنهد بهدوء ويردف بجدية:
-"لقد مر عام وأنا أنتظرك فاطمة ... ألم يحن وقت موافقتك؟"
نظرت له بتردد قبل أن تومئ بابتسامة دافئة فقد تأكدت بأنه لم يعد يحب شيرين وذلك بعدما تعمدت بأن تنقل له أخبارها لترى منه نظرات عدم الإكتراث.

لأجل عشقكحيث تعيش القصص. اكتشف الآن