البارت الثالث

20 2 2
                                    

وتمرّ السّنين وقد أصبحت أميرة فى العشرين من عمرها، ومازال حبّ الفتى متربّعاً على عرش قلبها بلا منازع، رغم محاولة الكثيرين اختراقه، ولكن دون فائدة، فلم تستطع أن تحبّ غيره. وعادت أميرة وعائلتها إلى أرض الوطن، وهناك بدأت دراستها في الجامعة، فتخصصت في هندسة الاتصالات، واختارت الجامعةُ وفداً لمعرض الاتصالات، وكانت أميرة من ضمنه، وأثناء التّجول فى المعرض توقّفوا عند شركة من الشّركات التى تعرض منتجاتها. وعند خروجهم نسيت أميرة دفتر محاضراتها على الطّاولة التي تعرض عليها الشّركة منتجاتها. أخذ الشّاب الذي كان موظفاً في الشّركة الدفتر ولحق بها، لكنّها ضاعت عن ناظره، فقرّر الاحتفاظ به فربّما ترجع صاحبته للسّؤال عنه، ويجلس الشّاب وبيده الدّفتر والسّاعة تشير للحادية عشرة ليلاً، وقد خلا المعرض من الزبائن، وبينما هو جالس راودته فكرة تصفّح الدّفتر، ليجد عليه اسم بريد إلكتروني. تفاجأ الشّاب وراح يُقلّب صفحاته ليجد اسم أميرة، فطار من الفرحة، وراح يركض ويقفز فى أنحاء المعرض. وفي صبيحة اليوم التّالي هرع إلى المعرض أملاً في أن تأتي أميرة من أجل دفترها، وفعلاً تأتي أميرة، وعندما رآها كاد أن يسقط من الفرحة، فلم يكن يتوقّع أن يخفق قلبه لفتاة فى جمالها. فأعطاها الدّفتر وهو يتأمّل فى ملامحها، وهي مندهشة منه، فشكرته بلسانها ولكنّها فى قرارة نفسها كانت تقول عنه أنّه أخرق لأنّه لم يُبعِد عينيه عن وجهها!! وخرجت أميرة فلحقها الشّاب إلى بيتها، وراح يسأل الجيران عنها وعن أهلها، وجاء في اليوم التّالي ومعه أهله ليخطبها، وقد وجده أهلُها عريساً مناسباً لابنتهم، فهو طيّب الأخلاق، ومتديّن، وسمعته حسنة، ولكنّ أميرة رفضته كما رفضت من قبله، لأنّ قلبها لم يدقّ إلا مرةً واحدةً، وخاب أمل أهلها، وأخبروا الشّاب برفض أميرة له، ولكنّه رفض ردّهم قائلا:" لن أخرج من البيت حتّى أتحدّث إليها ". وأمام رغبة الشّاب وافق الأهل. وجاءت أميرة وجلست، فقال لها:" أميرة، ألم تعرفيني!"، فقالت له:" ومن أين لي أن أعرفك!؟ "، قال لها:" أنا الذي رفضتِ التّحدث معه حتّى لا تخوني ثقة أهلك بك"، عندها أغمي عليها من هول الصّدمة والفرحة، لتستيقظ وتراه واقفاً أمامها، وعندها أدارت وجهها لأبيها قائلةً:" أنا موافقة يا أبي، أنا موافقة ".

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Mar 17, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

قصة حب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن