البارت الثاني

20 3 2
                                    

وفى مرّة من المرّات بينما كانت تحادثها عن طريق الإنترنت، قالت لها الفتاة:" سأعترف لكِ بشيء، ولكن عديني ألا تكرهيني عندها "، قالت أميرة على الفور: "كيف تتلفظين بلفظ "كره"وأنتِ تعرفين مقدار معزّتك عندي؟ فأنتِ في مقام أختي". قالت لها الفتاة: "سأقول لكِ الحقيقة؛ أنا شابٌّ فى العشرين من عمري، ولم أكن أقصد خداعك، ولكنّي أعجبت بك جدّاً، ولم أخبرك بالحقيقة لأنّي عرفت أنّك لا تحادثين الشّباب". وهنا لم تعرف أميرة ما العمل، فقد أحسّت أنّ هناك شيئاً قد تغيّر فيها، وأحسّت أنّ قلبها قد اهتزّ للمرّة الأولى، ولكنّها أيقظت نفسها بقولها: "كيف أحبُّ عن طريق الإنترنت؟ وأنا التي كنت أعارض تلك الطريقة فى الحبّ معارضةً تامّةً؟". فقالت له: "أنا آسفة، أنت مثل أخي فقط". فقال لها: "المهم عندي أنّي أحبّك، وأنتِ اعتبريني مثل أخيك، فهذا أمر يخصّك وحدك". وتمرّ الأيّام ويزداد كلاهما تعلّقاً بالآخر، حتّى أتى يوم مرضت فيه أميرة مرضاً أقعَدَها أسبوعاً في الفراش، وعندما شُفيت هرعت إلى الإنترنت، لتجد بريدها الإلكتروني مليئاً بالرّسائل، وكلّها رسائل شوق وغرام، وعندما حادثته سألها: "لماذا هجرتني؟"، فقالت له: "كنت مريضةً"، قال لها: " ل تحبينني؟؟"، وهنا ضعفت أميرة وقالت للمرّة الأولى فى حياتها وقالت: "نعم أحبّك وأفكّر بك كثيراً"، وبدأ الصّراع فى قلب أميرة وقالت: "لقد خنت ثقة أهلي بي، لقد غدرت بالإنسان الذي ربّاني، ولم آبه للجهد الذي بذله من أجلي". ثمّ قرّرت أن تكتب للشّاب هذه الرّسالة: "يشهد الله أنّي أحببتك، وأنّك أوّل حبّ في حياتي، وأنّي لم أرَ منك إلا كلّ طيّب، ولكنّي أحبّ الله أكثر من أيّ مخلوق، وقد أمر الله ألا يكون هناك أيّ علاقة بين الشّاب والفتاة قبل الزّواج، وأنا لا أريد عصيان أمر خالقي، ولا أرغب بخيانة ثقة أهلي بي، فقرّرت أن أكتب لك هذه الرّسالة الأخيرة، وقد تعتقد أنّي لا أريدك، ولكنّني لازلت أحبّك، وأنا أكتب هذه الكلمات ولكنّ قلبي يتشقّق من الحزن، وليكن أملنا بالله كبيراً، فلو أراد أن يلتمّ شملنا رغم بعد المسافات فسيكون". كتبت أميرة الرّسالة وأرسلتها له، وهرعت مسرعةً تبكي ألماً ووجعاً، ولكنّها فى نفس الوقت مقتنعةٌ أنّ ما فعلته هو الصّواب بعينه.

قصة حب حقيقيهحيث تعيش القصص. اكتشف الآن