مَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّ صَدْرِيَ مَتِيْنُ،وَ أَنَّ ظَهْرِي جِدَارٌ لَا يَهِدُّ وَ لَا يَلِين ،مَنْ أَخْبَرَكَ أَنَّ رُوحِي لَا يَتَعَكَّرُ لَونَهَا وَ أَنَّ قَلْبِي لا يَنْكَسِرُ كَـجَرَّةِ طِيْنٍ؟
.
.
.
.نَظَرُها مثبَّتٌ عَلىٰ جِدَار الغُرْفَة ،تُطْلِقُ تَنْهِيدَاتٍ يَتَخَلّلُهَا التَّعَبُ... لَا تَعْلَمُ إِلَىٰ مَتَىٰ سَتَستَمِرُّ بِالتَّنَهُدِ فَقْد عَاشَت حَياتَها مُتَنهِّدَةً تَزْفُرُ الهَواءَ لـِأَجلِ تَرْكِ مكَاناً شَاغِراً لِلهَمِّ .
"سُويْنغ حَبِيبَتِي مَا رَأُيُكِ بِالذَّهاب خَارِجاً ،سَئِمْتُ جَوَّ الغُرفَةِ الكَئِيبِ هَذا "
يَبْدُو أَنَّ سَيْدُّ الصَّمتِ لَا يزَالُ جَالِساً هُنَا بَعْدَ قَطْعِ مِينهي لَهُ َ
اِقْتَربَتِ نَاحِيْتَهَا تَتَّكِأُ فَوقَ كَتِفِها
َ
"سُويْنغ أَيُمْكِنُكِ عَدُمُ الصَّمتِ لِأَنَ ذَلِكَ يُقْلِقُنِي عَلِيْكِ ""حسناً"
أَخْرَجَتْهَا خَافِتَةً مِنْ فَاهِهَا بَعْدَ سْكُوتِهَا الذَّي دَامَ طَويِلَاً
ً
فُتِحَ بَابُ الغُرْفَةِ بِسُرْعَةٍ أَدَّتِ لِفَزَعِ الأُخْتَانِ وَ تَحْويِل بَصِيْرَتَهُمَا نَحُو مَصْدَرِ الهَلَعِ
جَلَسَتْ مُقَابِلَ الفَتاتَانِ
"أَلَا تَعْرِفِيْنَ الدُّخُولَ كَـَالبَشَرِ ،تُرِيْدِيْنَ قَتْلَنا مِنَ الرُّعب؟ِ "
أَرْدَفَتِ الكَبِيْرَةُ تُعَبِّرُ عَنْ فَزَعِهَا بَيْنَمَا تَقُومُ بِتَعْدِيلِ جَلْسَتِهَا فَقَدْ شَعَرتِ بِأَنَّ هُنَالِكَ مُصِيْبَةٌ أُخُرَىٰ قَدْ اِفْتَعَلَتْهَا هِيْلِي"تِلْكَ العَجُوزُ لَمْ تَسْمَحَ لِي بِـزِيارَةِ صَدِيقَاتـِي ،مِنْ غَيْرِ المَعْقُولِ أَنْ أَقْضِي عُمُرِي اَتْبَعُ أَوامِرَهُم وَ أُنَفِذُ طَلَبَاتِهُمْ ...لَسْتُ رَهِينَةً لـِأَفْعَلَ ذَلِكَ "
زَمْجَرتِ تُفْرِجُ عَنْ غَضَبِهَا لَهُنَّلَا أَحَدَ رَاضٍ عَمَّا نَعِيشَهُ حَالِيَّاً ،وَلَكِنْ يَتَوجَّبُ عَلِيْنَا الصَّبْرُ ..إِلَىٰ حِيْنِ تَخَرُّجِي وَ الحُصُولِ عَلَىٰ وَظِيفَتِي مَفْهُوم؟
أَجَابَتْ غَضَبَ الصَّغِيرَةِ بِنَفسِ النَّبرَةِأَوْمَأَتِ الأٰخْرَىٰ بِهْدُوءٍ عَلىٰ الرُّغْمِ مِنْ عَدمِ اِقْتِنَاعَهَا لـِ كَلامِ مينهي البَّتَة ،يُصْمُتنَ عَنْ حُقوقِهُنَّ إِجْبَارَاً ،يُذُلّلِنَ َ أَنْفُسَهُن وَ يتَعَرَّضْنَ لِـلْظُلْمِ كُلَّ يَومٍ!
غُرْفَتُهنَّ كَانتِ عِبَارَةٌ عَنْ ثَلَاثَةُ طَوابِقٍ مِنَ الأَسِّرةِ المُرْتَكِزَةُ فَوقَ بَعْضِهَا البَعْضُ تَسَّلَقَتِ الْسُلُّمَ الْمُثَبَّتُ بُوسَاطَةِ مَسَامِيرَ عَلىٰ طَرفِ الأَسِرَّة الثَّلاث وَاِرْتَمت فَوقَ سَرِيْريها المُتُواجِد فِي الأَعْلَىٰ.
أنت تقرأ
GUILTY
General Fiction-الَـبَعْضُ يـَعْتَقِدُ أَنَّكَ بِـلَا مَـشاعِرَ لـِجُمُودِ مَظْهَرِكَ وَ لَا يَعْلَمُونَ أَيَّ كَمٍّ مِنْ ثِقَلِ الْمَشَاعـِرِ مـَغْرُوسٌ فـِي قـَلْبِكَ... _لـَكِنْ جـِرَاحـِي غـَيْرُ مَـرْئِيَةٌ_