أنا ..

11 2 1
                                    

منذ عقد مضى ..كنت أنا .. ذلك الفتى المميز ..
كان حقا مميزا بطريقة مختلفة لقد عجزت الأوصاف عن نقل جماله لقد كان إلاها ..
إله الجمال بحق ..

عيناه كانتا تحملان محيطا من المجرات ، من السراب ،
من الأعماق الدفينة ،
من الأوهام ..
كانتا أسطوريتان ..
تغوصان بك إلى أحلامك..

فقط نظرة إليها تجعلك تسرح بعيدا عن الواقع تأخذك لذلك المكان المحضور المحرم الذي تتقد فيه كل شهواتك و تباح لك المحرمات ..تُبيح لك كل ما تريد ..لكنها لا تَبوح لك بما تريد ..

و على عكسهما ...
فقد كان .بوجه بريء كقمر سقط سهوا على الأرض لافتتانه بمحيطها العميق الذي يعكس نوره..
و ابتسامة مربعة طفولية تعكس نقاوة قلبه الصغير البريء الذي لم يشهد سوءا من عالم البشر ..
برغم كل هذا لم يعتقد احد أنه قد يكون مختلفا عنهم أو بالأحرى ليس منهم..

تايهيونغ نصف الإله ..
قد كان ابن إله الجمال جين و والدته البشرية سويون ..
اللذان أحبّا بعضهما بحق إلا أن العادات و التقاليد جعلت من التحام قلبيهما سلاح قتل نفسيهما

فوالدة الإله لم تسمح لابنها بأن يتنازل بالزواج من جنس البشر ..
.اللذين طالما كانت تراهم و لازالت مجرد مصاصي دماء ، خفافيش تمتص دمك في ليل راحتك ، لصوص تخلّو عن كرامتهم و كبريائهم ، بالنسبة لها هم مجرد جنس تافه و مجموعة خونة يدّعون صِدق مشاعرهم  لُعنت بهم الأرض عندما تمردت على الكون ..

___-____-___

في أحضان الوادي الجميل ، و في ذمة تلك الجنة الزاهرة و بين أعطاف تلك الدائرة الواسعة الخضراء من الربى و الهضاب كان منظر المياه المتدفقة بينها يلاقي أطراف سفحها فتكوّن بركا صغيرة مستديرة تحف بها الأعشاب المخضرة كما تحف بالعيون أهدابها
،فإذا انعكست على تلك البرك زرقة السماء خُيل لك أنها المرايا الصافيات في أطرها أو أحجار الفيروز في خواتمها و

هنا انعكس وجه ملائكي جميل ،
تهدل عليه شعر أصفر لامع كأنما قد نُسج من خيوط الشمس ،
و أضاءت عيناها الزرقاوان بنور سماوي غريب كأنه قبس من النور الإلهي ..
كانت سويون تتأمل ملامح آلهتها جين ملقية بنظرها في بحر السماء المائج فوق رأسها بشمسه فيُخيل لها أنهما بين سماءين متقابلتين ..سماء تنبت الشمس و النجوم و أخرى تنبت الأزهار و الأنوار..

كانت قد أشرقت حياتهما الأولى إشراق الفجر المنير في صفحة الأفق مبشرا بيوم صحو جميل ،
و أخذت تمر بهما الأيام عذبة صافية جريان الغدير المترقرق على بياض الحصباء ، سواء ليلها و نهارها ، و صبحها و مساؤها ..
و ما منع خليلها عنها هذه اللحظة إلّا والدته التي كان يخشى من سخطها على قرينة فؤاده ..إلّا أن هذا لم يكفِ ..لم يكفِ هذا بإقناع من يمقت البشر بتغيير مشيئته بقتل من سرقت نفس ابنها حبًا و عشقا..

غارقة في تأملاتها مع سماء حبيبها ..ظهر منظر هائل عظيم هلعت له القلوب و زاغت له الأبصار و فاضت له الشئون من آماقها لهفة و جزعًا ..جمدت له دماء سويون في عروقها ، و مشى له قلبها في صدرها ..رأت ذلك الضباب الذي حال بينها و بين رؤية زرقة السماء ..و اهتزت الأرض و السماء ، و دارت الأرض الفضاء ، و انقلب عالٍ كل شيء سافله..
إنها العاصفة..

السماء أصبحت ميدانا تتسابق فيه قطع الغيوم الطائرة إلى غاياتها ، فلا تفرغ حلبة حتى تنشأ حلبة أخرى ، فأصبح البر و البحر ، و السماء و الأرض ، و الماء و اليبس ، و السهل و الجبل ، قيامة كبرى يموج فيها كل شيء ، و يضطرب كل شيء ، فلم تعد تعلم أهي واقفة في مكانها أم أنها طائرة في جو السماء ..

و برمية لبرق صاعق من السماء ..انغمس إلى قلبها النابض بحب جين فأفحمه و استسلمت لذلك كل أعضاءها العاشقة لقلبها البريء
فأردى تلك الفتاة الملائكية جثة من الجحيم متفحمة ..قاتلة قلبها البريء الذي نبض من أجل آلهتها فما ظنت أنّ حبها السماوي قد ينطفئ بهذه البساطة..

و لا تزال هكذا حتى اندثرت تلك الغيوم و انسحبت بسرعة تشكلها ..فدنت ساعة الأصيل ، و وقف قرص الشمس وقفة الوداع على قمة الجبل متوهجا كاللهب الأحمر ، فيظل ينثر ذراته الذهبية في عرض الفضاء حزنا على تلك الميتة الشنيعة ، و تظل قطع الأنوار تتساقط من بين فجوات الأغصان كأنها الدنانير المبعثرة ، و تستحيل أوراق الزهر في سكون ذلك الجو و هدوئه إلى أحجار جامدة من الزمرد و الياقوت ، و الماس و الفيروزج ، محيطة بذلك الفحم الأسود معطية منظرا غريبا رهيبا ....

هكذا قامت والدة جين بقتل سويون البشرية بكل بساطة و في لمحة عين فقط كي لا تَحِلّ اللعنة على ابنها مثلما هي على الأرض .. دون أن تدري أنّ تلك البريئة من خيانات البشر قد خلفت وريثا لابنها بالفعل...

كان ذلك هو تايهيونغ...

لم يدر جين ما حلّ بقلبه ..فقط شعر بغصة تعتصره و ذهب ببصره في السماء ، تخاله قد طار بنفسه السجينة إلى ذلك العالم الآخر يبحث عن تلك النفس الحبيبة التي فارقته فراق الأبد ..ما لبث أن انتفض راغبا بالخروج من قفصه السماوي إلا أنه عاجز أمام حواجز السماء..

كان قد استحال إلى شخص آخر غير ذلك الشخص الأول ، و كانما انطفأ في قلبه ذلك المصباح المنير الذي يمد حواسه و مشاعره بالنور و الإشراق ..

لم يشأ الإله جين أن يترك والدته على دراية بأمر ابنه خوفا من أن تلعنه هو الآخر فقام بتركه على الأرض علّ أحدهم يحسن العناية به ..

مراقبا إيّاه من السماء بعناية إلهية و قلب منشطر على فراق أحبته  بغير مشيئة منه...


____----_____----_____----_____----_____----_____--


لا تنسوا التعليق و الفوت 💜✨

ماذا سيحدث لتايهيونغ على أرض البشر ؟
هل سيجد أحدا ليعتني به أم سيعيش وحيدا يتذوق مر الحياة و حنظلها ؟
هل سيعتني به والده جين حقا تلك العناية الإلهية من السماء ؟
أم أنه سيتخلى عنه بسبب إنطفاء جمرة قلبه ؟


_ خبروني آرائكم ...أريد أن أطلع على أفكاركم ..
فهي تُلْهمني !✨

أنا أحب هالرواية بس رواية فيميلين أخذت مني كل وقتي رح حاول وازن بين الروايتين و أنزل بارتات جديدة فهالرواية ..

أتمنى تعجبكم...💫

Ꮖ Ꭰ Ꮍ Ꮮ Ꮮ Ꮖ Ꮯ /  آيديليگ ⁦☁️⁩✨حيث تعيش القصص. اكتشف الآن