ندم

311 91 201
                                    

الحاج رمز
.
.
.
الكاتب فاروق علي
.
.
.
الجزء السادس والاخير
.
.
.
ندم
.
.
.
اليوم هي الذكرى الخمسون لمقتل عائلتي ولا اعلم كم بقي لي من الوقت في هذه الدنيا فقد مرت كل تلك السنين كانتقال احدهم من الشمس الى الظل كانها لاشيئ مرت في رمشة عين لازلت اذكر ذلك اليوم المؤلم فقد فقدت كل شيئ اتذكر فرحة امي واختي في اخر دقائقهم في الدنيا لم اعلم السبب في وقتها وعلمت بعد حين ان السبب هو حمل اختي بطفلها الاول اتذكر قبل دقيقتان من الانفجار ركبو في السيارة وان اختي نسيت قارورة المياه واخبرتني ان احضرها وعند نزولي من السيارة ودخولي الى بيتنا بحثا عن تلك القارورة سمعت دوي انجفار مع اهتزاز منزلنا وتحطم النوافذ احسستها بانها هزة ارضية او زلزال لم اعرف ماذا افعل تجمدت في مكاني وسمعت صراخ جارتنا وركضت الى خارج المنزل لارى النار تاكل عائلتي واسمع صرخاتهم الاخيرة وارى الناس مسرعين لانقاذهم سمعت صراخ جارنا صديق اخي وهو يصرخ ويحاول اطفاء النار حتى اخته اتت وهي تصرخ باسم اخي وتبكي ويحاولون اطفاء النار واخراجهم وصرخ الي ان ااتي واساعدهم وعند انطفاء السيارة سارعنا باخراج اختي اولا لانها كانت الوحيدة التي بقى جسدها كاملا عدا ذراعها المقطوعة واخرجنا بقاياهم وسمعنا صوت سيارات الشرطه والاسعاف والاطفاء ابعدونا عن المكان اتذكر رؤية اشلاء ابي وامي واخي وجووههم الذائبة مع حديد السيارة كانهم اصبحو جزأ منها ودمائهم التي رسمت الشارع باللون الاحمر اقسمت الانتقام عندها وعندما اتت الشرطة وسالت هل لديكم اعداء هل هناك احد ما قد قام بتهديدكم اخبرتهم باننا عائلة مسالمة نذهب ونأتي في طريقنا ولا علاقة لنا باحد لم احد تفسيرا عندها حتى انني اخبرتهم بان هنالك خطأ ما ولا اعتقد ان قتلهم كان متعمدا وان السيارة انفجرت بسبب عطل ما وبعد التحقيق لم يتوصلو الى شيئ واتى عمي لاخذي عنده في تلك اليلة ووعدوني بانهم سيجدون من قتلهم واني سانام مرتاحا عندما يجدوه في اليوم الاول لم اصدق ان عائلتي قد قتلت وان اختي في طريقها الى الموت فقد قال الطبيب بانه لا يتوقع نجاتها الى اليوم التالي عند انتهاء التحقيق في اليوم الاول ذهبت مع عمي الذي يعمل ضابطا في الشرطة واخبرني انها مشيئة الله ولا اعتراض على قراره لم استطع الاجابة في ذلك الحين وبقيت صامتا حتى اني لم اذرف دمعة واحدة وارى الجميع من حولي كالاطفال ينحبون والدموع تملئ وجوههم في اليوم التالي بدا عمي في ترتيب العزاء وبدا بمتابعة التحقيق وكل ما يجري في خاطري باني سوف انتقم من الشخص الذي قتل عائلتي عندما اجده وعلمت ان التحقيقات لن تؤتي بشئ لانها مثل الااف الحالات ستسجل ضد مجهول وعمل ارهابي في اليوم الاول من العزاء اتى جميع اقاربي والجيران وحتى عن التشييع والدفن اتذكر عند انتهاء العزاء اتت جارتنا التي اكتشفت بعد حين انها كانت على علاقة مع اخي الى مكان الحادث وقامت بقص قصيبتها فسالت عمي ماذا تفعل جارتنا فقال انه تقليد قديم عندما تفقد النساء عزيزا يذهبون الى مكان يذكرهم به ويقصون جزا من شعرهم جزا من الوفاء واستذكاره ولكي يراها الرجال وياخذون بحقه علمت بعد ذلك انها اصرت على عدم الزواج واصابها الجنون وانتحرت في مستشفى الامراض العقلية في عمر السادسة والعشرين ولم تستطع العيش بدونه اما نتائج التحقيق ف كما توقعت سجلت القضية ضد مجهول وبعد مرور عام كامل وفي الذكرى السنوية الاولى اقسمت ان اجد من قتلهم واعاقبه كما عاقبني وخلال شهرين وجدتهم من خلال كاميرات المراقبه التي في منطقتنا لكني لم اعرف اسمه ولا عنوانه كان شخصا لم التقي به ابدا ولم اره سابقا في حياتي ابدا فقررت ان اجده على الانترنت لابد ان احد ما يعرفه لكن لا استطيع قول ان هذا من قتل عائلتي ف بدات بالبحث حتى تكلمت ما بنت ما وحكت لي عن كروب على الفيسبوك خاص بالنساء وكل فترة احداهن تنشر صورة حبيبها وتسال اذا كانت احداهن تعرفه لكي ترى ان قام بخيانتها وطلبت منها ان تنشر تلك الصورة وعند نشرها اتى الرد جاء الخبر بانه متزوج ولديه طفلة وحتى اني حصلت على عنوانه ذلك الحلم البعيد اصبح قريبا الان واصبحت اعرفك ذهبت الى بيته وقلت باني ساقتله واخذت مسدس عمي معي لانهي حياته وعند وصولي وجدته وابنته وزوجته في طريقهم للخروج لم اشأ ان اقتله امامهم ويعانون مثل معاناتي وقررت الرجوع وفعلها في وقت اخر وعند رجوعي فكرت في انتقامي وقلت في نفسي ان قتلته لن يشعر بالمي اريده ان يشعر الم فقدان العائلة وذهبت الى مكان علمت ان فيه اسلحه ومتفجرات وكل ما تريد لتحطم حياة احدهم بتلك السهولة وقمت ببيع هاتفي المحمول وحاسوبي واخبرت عمي بانهم سرقو وابتعت قنبلة تعمل عند بعد وراقبت منزلهم لاعرف موعد خروجهم ووجدت ان زوجته تخرج في كل صباح لايصال طفلتهم الى المدرسة فوضعت القنبلة في باب المنزل وانتضرت خروجها وعند خروجها ضغطت على الة التفجير وشعرت بالندم في لحظة ضغطي على ذلك الزر وانا اراهم يتقطعون الى اشلاء وعند رؤيته راكضا وباكيا وعند سماعي لصراخه لماذا يا رمزي لماذا فعلت هذا بي لم اعلم من يقصد لكني شعرت بالفرحه لاني واخيرا وبعد سنة ونصف من التحقيق والانتضار حضيت بانتقامي وكان مرا حلوا لاني لم ارد ذلك لكنه قتل عائلتي ماذا عساي ان افعل وذهبت الى المنزل قبل قدوم الشرطة ولكي لا يشك في احد وعند رجوعي ذهبت الى فراشي وقمت بالنوم ليوم كامل صافي البال غير مبال بما يحدث من حولي وفي اليوم التالي ذهبت الى زوج اختي واخبرته انني وجدت من قتل زوجته وانني قتلت عائلته وكانت تلك اخر مرة اراه فيها واخر مرة رأيت ابنة اختي لسنين عدة واخبرني ان الانتقام لن ياتي بشي غير الانتقام وان قتلي لعائلته جعلني مجرما اكثر منه وانه لا يريد رؤيتي ولا يريد ان اتحدث لابنته ابدا لكني كنت غاضبا ولم استوعب الامر واخبرته بانه من كان عليه فعل ذلك ذلك الرجل كان حكيما برغم صغر سنه رفض الزواج حتى اصبح في الاربعين واتت الي ابنته واخبرتني ان اقنعه بالزواج لا تريده ان يموت وحيدا من اجلها لكنه ابى ان يتحدث معي ولكنه اقتنع بكلام ابنته وقام بالزواج وبعد سنوات اخبرتني ابنة اختي انها تريد النصيحة لانها ورغم معدلها العالي تريد الدخول في كلية العلوم السياسية وانها تريد ان تصبح اول امراة تصبح رئيسة على العراق اخبرتها بانها شجاعة حدا لكن ذلك لن يحدث اختاري طريقا سهلا فقالت انها لن تصبح ربة منزل وتطبخ للاطفال وستكون محظوظة ان ابقاها زوجها في الوضيفة وقالت انها قد قررت بانها ستدرس السياسة وسوف تحقق طموحها لاول مرة في ذلك اليوم هطلت الدموع من مقلتي كالامطار لتذكري امها وانها فعلا ابنة امها واخبرتها بما مرت به امها لكي تنجبها سبعة اشهر في الغيبوبة. ترفض الموت كم هي عنيدة عند جلوسي بجانب سريرها في المستشفى كنت اشعر بقوتها وعنادها تلك الي اقنعت ابي بان تتزوج الشخص الذي تريد كيف للموت ان ياخذ ابنتها منها بعد مرور ثلاث اشهر عند رؤيتها عرفت انها ستموت بعد ولادة ابنتها وان الخيط الرفيع الذي ابقاها حية كانت ابنتها العنيدة التي قررت تحدي كل العادات والتقاليد وكل وحوش السلطة وبدأت رحلتها في عالم السياسة بعد التخرج وانضمت لاحد الاحزاب وعندما تم انتخابها في البرلمان قررت ان تتخلى عن الحزب كم شعرت بالفخر عند رؤيتها في المناضرات التليفزيونية حتى ان الشباب في الفيسبوك اطلقو عليها لقب نائبة الشباب وفي الدورة الثانية قالت بانها تريد ان تكون رئيسة العراق وانها ستقدم نفسها كمرشحه مستقلة ولن تكون جزأ من الاحزاب وكان لها معارض وحيد وعند رؤية اسمه تذكرت الرسالة التي وضعها ذلك القاتل بعد قتلي لعائلته وتسليمه نفسه الى الشرطة واعترافه بجرائمه من حسن حضي انه سجن في المكان الذي يعمل فيه عمي وعندما سمعت من عمي انه انتحر وترك رساله لم اعرها اي اهتمام وبعد فترة اعتراني الفضول بان اعرف ماذا كتب فذهبت لعمي ورجوته ان اقرأها واراني صورا لرساله مكتوبه بالدماء كان نصها اني انا الذي سوف اتعذب في جهنم قد قتلت كل تلك العائلات ولا استطيع انكار هذا لكني وبعد موت عائلتي وموتي تيقنت ان موتي لن يغير شيئا ف انتم لا ترون القاتل الحقيقي ف انا كنت استمع لاوامره فقط ان القاتل الحقيقي هو الحاج رمزي اعلم ان كلامي لن يصدقه احد لكنه وراء كل تفجير وكل فساد وكل جشع وطمع ارجوكم واعلم اني قاتل ولا استحق ان تنصتو لكن من اجل اولادكم من اجل مدينتكم من اجل ان تضفرو بحياة كريمة اقتلو الحاج رمزي تذكرت تلك الرساله لان ذلك الشخص الذي لا يريد خوض الانتخابات ضد ابنة اختي هو ابن الحاج الرمزي الشخص الذي اتى الى العزاء وقام باحتضاني والبكاء واخبرني انه موجود ان احتجت شيئا وان ارضنا التي اشتراها من ابي سيعطيني ضعف سعرها ليساعدني في حياتي واخبرني عمي ان اتشكره حتى انه اخبرني بان ااتي اليه عند تخرجي وانه سوف يجد لي عملا وعند تخرجي ذهبت اليه وقام بعييني في جهاز الشرطة لم اصدق ان هذا الذي يهدد ابنة اختي هو ابنه فقد كان رجل دين يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وكان اتباعه بالملايين واصبح يتحكم في نظام الدولة ولن يصبح احدا رئيسا للعراق الا بموافقته وعند رؤيتي لابنه اسرعت بالاتصال بابنة اختي واخبرتها بان تسحب ترشيحها لانها ستقتل وان الحاج رمزي هو من قتل امها واني كنت احمقا ولم ارى ذلك من قبل وترجوتها ان تسحب الترشيح لكنها ابت وبعد يومين ذهبت الى منزلها وبدأت بالتوسل حتى اني قمت بتقبيل يدها لاني لم ارد ان اخسر اخر فرد من عائلتي ولم تستمع الي وقالت انها ماضية في طريقها كم هي عنيدة وعند خروجي من المنزل قررت قتل الحاج رمزي فكرت ان تلك الطريقة الوحيدة التي ساخلصها من الموت فذهبت اليه وكان لديه حيشا من الحرس لكنه اخبرهم بانه يعرفني وبدانا بالتحدث واخبرته عن معاناتي مع وفاة عائلتي لارى ان كان يشعر بالندم فضحك وقال انه امرا مر عليه سنين انت الان رحل اصنع مستقبلك بيدك فقلت له الهذا قتلتهم لتصنع مستقبلك بتحكمك في هذه البلاد شعر بالصدمة واراد استدعاء الحرس لكني اخرجت مسدسي واطلقت على
راسه وبعد ذلك قمت بتسليم نفسي الى الشرطة ولم اخبرا احدا بالسبب ووقع اللوم على ابنة اختي فقالو انها من حرضني على ذلك حتى انها اتت للسجن واخبرتها بكل التفاصيل وقالت الجملة التي اعتاد على قولها ابوها لا تقم بعض كلب عضك ف ابتسمت واخبرتها انها لن تفوز وان عليها الانسحاب لاني رايت في الاخبار ان الحاج رمزي شهيد هذه الامه وان ابنه سيحمل شعله الاسلام من بعده وانه لن يرشح نفسه لكنه سيصبح مثل اباه يعطي النصيحة ان طلبوها وعلمت بان ذلك يعني انه لن يكون هنالك احد يصبح رئيسا للعراق الا بامره وتلك الملايين التي تتبعه لا وعي لها كالاغنام كيف لا وهم يتبعون شخصا لم يكمل دراسته الابتدائية ولا يستطيع اكمال جملتين صحيحتين وهو واباه ساهما بقتل الاف الناس اخبرتها اخيرا ان عليها الانسحاب فقامت بالذهاب الى ابن الحاج رمزي واخبرته بما اخبرته وبعد اسبوعين قامو بنقلي الى موقع مجهول واتى الي ابن الحاج رمزي وقال احضروها واذا بالحراس ياتون بصندوق خشبي يحمل جثة ابنة اختي المقطعة انهمرت بالبكاء واقسمت الانتقام وها انا قابع في السجن انتضر موتي واتذكر اخر جملة قالها لي ابن الحاج رمزي بعدما اراني جثة اخر شخص في عائلتي قام بالابتسام وهمس في اذني "ان يداك قصيرة جدا لتقاتل الرب "

🎉 لقد انتهيت من قراءة الحاج رمز (مكتملة) 🎉
الحاج رمز (مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن