الحاج رمز
.
.
.
الجزء الثاني
.
.
.
الكاتب فاروق علي
.
.
.
تقبل
.
.
.
في الثالثه والستون من عمري
وقد وجدو اشلائي قد لونت رصيفنا باللون الاحمر ها انا انظر الى جسدي المبعثر
راسي على بعد امتار من بقية جسدي الذي لم يبقى منه الا الرماد
لماذا لم اشعر بالالم حتى في لحظه واحدة كل شيئ انتهى
هل كانت هذه رحمة من الرب?
اني لم اشعر باي شيئ ام ان جسدي العجوز اصبح هرما لدرجة اني مت قبل ان اشعر بالالم
كل ما اراه من جسدي وانا صاعد الى السماء
هو يدي وراسي وجثتي التي تحولت الى رماد تتطاير بفعل الرياح....
اخيرا ساكون حرا
كطائر النورس في سماء بغداد الصافية
كل شيئ قد انتهى
انتهت حياتي
حياة رجل عجوز في اخر ايامه
لا استطيع المشكتى فقد عشت حياتا مليئة الهذا لا اشعر بالغضب وانا ارى جثث عائلتي المقطعة
ولا استطيع سماع شي او رؤية شيئ غير اجسادنا المشوهة كل ما يحززني ان عائلتي انتهت معي لم يبقى حتى من يحمل اسمي في هذه الدنيا.....
اني غاضب من نفسي لانني لا اشعر بالغضب
لا اشعر باي شيئ سوا السكينة
هل يعني هذا اني ذاهب الى الجنة
هل يعني ان كل خطاياي مغفورة
هل يعني ذلك اني كنت زوجا وابا صالحا
هل يعني هذا اني ساتزوج من حور العين التي وعدت بها.....
ماذا عن ذنوبي
وماذا عن عن افعالي السيئة في شبابي
ماذا عن سرقتي لصاحب الدكان عندما كنت طفلا وكنت اذهب لاشتري المثلجات التي يضعها في ثلاجة بيتهم وعند دخولة كنت املئ جيوبي بالحلوى
ماذا عن شربي للخمر في ايام شبابي
عندها قال لي عمي انك لن تصبح رجلا الا اذا شربت الخمر
واقنعني ان اشرب حتى ادمنت الخمر
لولا زوجتي لضاعت حياتي في قعر القاروروة....
هناك ماذا عن المرة التي سرقنا بها سيارة ابا صديقي وذهبنا الى الماخور
وفي طريق العوده صدمنا شخصا بالخطأ
وبسبب الرعب لم نتوقف لنطمئن عليه
مازلت لا اعرف الى يومنا هذا هل هو حي يرزق ام اني سارى شبحه بعد موتي
هل سيكون قادما للانتقام مني
خاصة واني من اخبر صديقي ان يتابع طريقه.....
ماذا عن خيانتي لزوجتي لعدة مرات
اعلم انها حدثت في ايام شبابي
لكني كنت دوما اتسائل بعد كل هذه السنين هل ستسامحني على فعلتي
عندما كانت حبيسة المنزل مع اطفالنا
وانا اذهب في رحلات مع الاصدقاء
وكنا نجتمع مع الراقصات والغجر والعاهرات ونسهر ونحتفل طوال الليل
وعند عودتي كانت تستقبلني احسن استقبال
وكأن ملكا قد دخل الى منزلها
اتسائل ان قلبت الادوار هل كنت ساسامحها...?
ماذا ان فعلت زوجتي كل ما فعلته
انا هل كنت ساتزوجها
هل كنت سارضى واتحمل
اعلم اني لم اخبرها ذلك لكني دائما ما فكرت في انها قديسة لتحملها لي ولغبائي وطيشي
لا اعتقد اني سوف اسامحها لو فعلت جزء بسيط من افعالي
حتى لو فعلت شيئا واحدا من افعالي لن اسامحها ابدا
انها قديسة فعلا لمسامحتي دائما
وحبي دائما.....
