~مَقْبَرةُ الإِناثْ~

~تعْريفْ~

أُدْعى دارينْ، بما معْناهُ الغزال الشَّارِدْ

.عاجزةٌ عنْ التَّعريفِ عنْ نفْسي

فلوْ قلتُ ' أنا إنسانَة' لسخِرْتُمْ منْ بساطَةِ التَّعريف و تفاهَتِه

لذلِكَ لنْ أستعملَ هذهِ العبارَة، ففي زمنِنا هذَا كلِمَةُ 'إنْسانْ' تعْني صِفْرْ إنْسانيَّة

و لوْ قُلْتُ أنَّني 'أُنْثى' لنظرَ لي نصْفُ الذُّكورِ بدونيَّة، و لاشتهاني النِّصفُ الآخرُ بعدَ تخيُّلِ كتلةِ لحْمي التِّي يتمنَّونَ أن يحوموا حولَها كالذُّبابِ النَّهِمْ...أمَّا الإناثُ فلنْ يهِبْنَ حديثي أيَّةَ اهتِمامٍ

لِذلِكَ لنْ أستعْمِلَ هذهِ الكَلِمَة

فأنا في الأصْلِ كثيرةُ التَّفكيرِ في الوجودِ إلى درجةِ السَّهْو، فتارةً أعْتبِرُ نفسي مجرَّدَ أعضاءٍ متلاحِمَة، و تارةً أخرى أشعرُ باللَّا إنتِماءْ و أندمِجُ معَ الطَّبيعة بصفةٍ مبالغٍ فيها

لكنِّي أتذكَّرُ أنِّي إنْسانَة، و أُنثى، عندما أصطدِمُ بانعِكاسي في المرآة

رغْمَ أنَّني شبهُ مهملةٍ لجسَدي، و لا أهتمُّ سوى بنظافتي الشخصيَّة متبرِّئةً من التجمُّل، و رغمَ أنَّ مظهري رثٌّ أغلبَ الأحيان بسبَبِ الدِّراسَة

الا أنَّني أقِرُّ بأنَّني جميلَة، و يُوازيني في عالمِ الحيوان الغزال

الغزال الشَّارِدْ

أقطنُ في 'مقْبرَةِ الإناثْ' ، أو بالأحْرى كرْدِسْتانْ العِراقْ...شمالَ العراقْ

لماذا أدْعُو مكانَ نشْأَتي بالمَقْبرَة؟

السُّطورُ القادمَةُ ستشهدُ على صحَّةِ هذَا...أخطُّها بدموعي التِّي اسْتَسلَمَتْ و سالتْ على خدِّي أخيرًا و بعدَ انهيارٍ تطلَّبَ منهُمْ سنوات عديدَة

سأستعملُ أحداثًا واقعيَّة عديدة، و أرقامًا صحيحَة دونَ مغالاةٍ فيها

و باعتمادِها ساعدُوني على معرفةِ

منْ هُوَ الجَّاني الحقيقي؟

______________________________________

و بدأْنا!!

مسرورةٌ بهذهِ المسابقة لأنَّها طرحتْ موضوعًا يستفزُّني بشدَّة...و في هذا الكِتابِ سأضعُ قطعةً منِّي و من أفكاري حولَ هذا الموضوع