لطالمَا أردْتُ الدِّفاعَ عنْ الرِّجال، فهُمْ في نظري يتحمَّلونَ ما لا طاقةَ لهُمْ به منذُ الطفولَة
الأمُّ التي يُزاحُ ثقلٌ عنْ كاهِليْها ما إنْ تَلِد ذكرًا، و بذلِكَ تكونُ مهمَّةُ الرجل الحياتيَّة الأولى قدْ تمَّتْ بنجاحْ...إنقاذُ أمِّهِ منْ غضبِ أبيه
الأبُ الذي يضْرِبُ طفلَهُ ما إنْ تعْبَس الشفتان و توشكُ الدُّموعُ على التجمُّعِ بالمحْجريْنِ و قبلَ سيلانها على الخدَّين
و الوالدانِ كلاهُما اللذانِ يُدْرجانِ مادَّةً أُخْرى في برنامجِ الطفلِ الدراسي...ألا و هيَ 'الرجولَة'
لطالما آمنْتُ بأنَّ جميعَ الأطْرافِ مذْنَبونَ و لهمْ دخْلٌ في هذا العُنْفِ الكبيرِ ضدَّ المرأة...أنا أصلًا لمْ أؤمِنْ بهذا المفهومِ يوْمًا
لكنَّني حاليًّا، أرى أنَّ الرجالَ فقطْ همْ المذنبون...مجرَّدُ شياطين على هيأةِ بشر
~
في تلْكَ اللحظَةِ التي ماتَتْ فيهَا أُخْتي، و معَ سقوطِ أبي على ركبتيْهِ انكسارًا و قهْرًا مزيَّفيْن، قمتُ بتعْزيَةِ نفْسي داخليًّا...و رفضتُ التعزيَة
فأنا على يقينٍ من أنَّهُ و بعْدَ سويْعاتٍ قليلةٍ سيتمُّ الإعْلانُ عن وفاةِ رسيلْ...مُنْتحرةً لا مقتولةً، لأسباب مجهولةٍ معلومةٍ، و أُراهنُ على أنَّ جميع المجْرمينَ هنا سيتظاهرونَ بالحزنِ و الصدمةِ أمامَ نسائهمْ
بكلِّ جرءةٍ سيقفونَ أمَامي خافضينَ رؤوسَهُمْ توتُّرًا و ارتباكًا لا حزنًا عليَّ، قصْدَ مواساتي بكلماتهمْ المسمومَة المزيَّفة
جميعُنا سنكونُ أبطالَ المشهدِ التمثيلي الذي لن تلتقطه عدساتُ آلات التصوير، للأسف
في لحظاتٍ كهذهِ أحسِدُ الجاهلَ على جهْلِه، و المعتوهَ على عجْزهِ
آملُ أن يضرِبَني الجنونُ مرَّةً بقسْوةٍ كي أُعاقَب، و أنْ يضْرِبني مرَّةً أُخرى مواليةً للأولى كيْ أُعاقَب على رغْبَتي الملحَّة في الحصولِ على عقاب...بينما همْ المذنبونَ هنا
~
تمرُّ الأيَّامُ و تمرُّ الأشْهُر و قلمي يبكي حبرًا بدلًا عنِّي، أكتبُ عبثًا و أنا على علمٍ بأنَّني أمرُّ بمرحلةٍ عظمى من الكبْت، كما أعلَمُ أنَّني قدْ أسيرُ و أنا نائمَة لشدَّةِ ما أخزنهُ بداخِلي...و أتمنَّى أن تأخُذني دارينْ النائِمَة إلى مكانٍ آخرَ أفضَلَ من هذا
أنت تقرأ
~مَقْبَرةُ الإِناثْ~
روحانيات~شكرًا لأنَّكُمْ سمحتُمْ لنا بالتنفُّسْ~شكرًا لأنَّكمْ سمحتمْ لنا بالتعلُّم~شكرًا لأنَّكمْ سمحتمْ لنا بإلقاءٍ نظراتٍ خاطفةٍ على العالمْ الخارجي~ [شُكْرًا لأنَّكُمْ سمَحْتُمْ لنَا بالحَيَاةْ] بدأتْ في: 21/03/2020 انتهت في:15/04/2020 {فائزة بالمركز ال...