إلى صديقي القديم.

320 34 22
                                    

التحايا باهتة.
وتاريخٌ قديم جدًا لجرح لم يلتئم.

أكتب إليك وقلبي يعتصره ألمٌ تحكر فيه منذ عام، لو كنت تذكر، بدءًا من اللقاءات المؤجلة والوعودة الكاذبة، مرورًا بالتواريخ التي كانت مميزة، وحتى هذه اللحظة فأنت تتجاهل رسائلي، سأعذرك إن كانت بلا معنىً لديك، أو كما تقول لا أفهم كلامك المعقد - تقصد أدبي - تدرك أني قلقة وتتمادى في تهميش مشاعري.
لم يكن لي حظٌ جيد مع كل صداقاتي السابقة، ولا يظهر أني من ينسحب أولًا، وقد أكون، لكن أليس من المجحف بحقي أن يضع كل صديقٍ بصمته وذكرياته وأشياءه العزيزة، وحتى ألمه عندي، ثم يرحل غاضًا نظره عن كل الخراب الذي ورثه في شخصٍ ما كرحيل العواصف؟

أحدث نفسي في كل ليلة بعد أن أتذكر خيباتي، قائلة بصوت مسموع كي أسمعني:
لا تبالي فستشفى الجراح،
وظلام الليل لن يطول.
وأتذكر طفولتي العزيزة مع سبيستون، الحب والصداقة اللذان نما معنا ونحن نحاول بكل جهد أن نكون من الأخيار. والألم والبكاء من الفظائع الغريبة التي فاجئتنا، كموت آلفريدو والعم فيتالس وأم كوزيت وشباب الثورة، كنت أعترض وأقول نحن أطفالٌ على هذا الحزن.
ربما الآن فهمت أن سبيستون كانت صادقة معنا، وكانت ترجو ألا نُصدم بقدر كبير جدًا عندما نكبر، ولكنا صُدمنا ولا زلنا نستمع لتهويدات الأحلام.
ولأني كبرت واختبرت الجزء الأصعب من الحياة، فعلي تصديق النتيجة مهما كانت. ويبدو أن الصداقات الحقيقية غير موجودة في هذا العالم، بالنسبة لي.
الليل بدأ يتشكل بسوادٍ لم أألفه، بخيالات أناس لا يهتمون بي وأنا أفعل العكس معهم، أبكي الدموع التي أذرفها صباحًا بصمت متعللة بالهواء القوي والضحكات.

عتبي عليك أنك لا تريد المواجهة، تعال وأخبرني أو رد عليّ برسالة واحدة فقط. قل لي أنها كانت أيامًا حلوة ولتستمر كما عهدنا عليها أن تنتهي، لن ألومك ولن أجرحك، صدقني يا آخر صديقٍ، لم يودعني.

اعتقني من هذا الألم.

رسائلٌ قيد الإرسال.Where stories live. Discover now