في حي صغير وقت الغروب، هناك صوت صرير لأرجوحة تتحرك ببطئ، هناك تجلس فتاة في الخامسة عشرة... تنظر للسماء بشرود- أنتِ هنا مجدداً ؟!؟
صوت لطيف يقولها باستغراب، تنظر الفتاة أمامها لترى فتاً بمثل عمرها بشعر أسود تغطي خصلاته عينيه، تنظر له ببرود وتنظر للسماء، يبتسم ويجلس على الأرجوحة المجاورة
- الفتى: أتعلمين بأن الجلوس عليها بمثل هذا الوقت يجلب المشاعر السيئة فقط!!
يقولها بينما يتأرجح، تنظر له الفتاة ببرود وبعدها تعاود النظر للسماء
- الفتاة: ربما... أنا أريد هذا
ينظر لها بأستغراب
- الفتى: ولمَ قد يود أحد هذا؟!؟
- الفتاة: لأنني... لا يمكنني إخراجها من قلبي سوى بهذه الطريقة
- الفتى: هناك طرق أفضل لإخراج الطاقة السلبية... كالكتابة وتمزيق ما كتبته، أو تحطيم الأشياء، أو اللكم، أو الصراخ
يقولها بينما يعدد على أصابعه
- الفتاة: ماذا عن الموت؟؟
تقولها ببرود لينظر لها مطولاً، نظرت للسماء
- الفتاة: سأمت من كل هذا، علي أن أبذل جهدي كل يوم، علي أن أبتسم، علي أن أتعلق بأشخاص ومن ثم سيتركونك، ستتعرض للأنكسار وستجبر نفسك على تخطي الأمر. علي أن أجتهد بدراستي، علي أن أحصل على عمل، علي صنع مستقبل، وعلي أن أكون شخص جيداً. أنا لا أشعر بأنني ذات فائدة... ما الجدوى من وجودي في هذا العالم؟!؟ هناك من سيقوم بكل شيء... كل شخص له دور، إذا نقص فرد فهذا لن يسبب فرقاً
قالتها ببرود ونظرت بفراغ
- الفتى: ...
- الفتاة: للأسف قتل النفس والأنتحار أمر خاطئ، لن يتقبل أحد قيامك بشيء كهذا، كما أنه لا يوجد موت سريع وغير مؤلم؛ ستتعذب قبل ان تلفظ أنفاسك الأخيرة
عندها ضحك الفتى بخفة لتنظر له بصدمة
- الفتى: هههههه، لا أصدق مالذي تقولينه ههههه
- الفتاة: ماذا ؟!؟
نهض الفتى عن الأرجوحة وتقدم حتى وقف أمامها
- الفتى: أنتِ محقة
- الفتاة: هاه؟!؟
جلس الفتى القرفصاء أمامها
- الفتى: هل تريدين مني قتلك؟!؟
ابتسم لتنظر له ببرود
- الفتاة: سأسبب لك المشاكل هكذا... صحيح بأنني أريد الموت ولكن من دون أن أسبب مشاكل لأحد
عندها أنفجر ضاحكاً ليحمر وجهها
- الفتاة: هل قلت نكتة أم ماذا؟!؟
- الفتى: ههههههه... آسف ههههه، أنتِ فقط مسلية ههههه
- الفتاة: إذا انتهيت من السخرية مني فلترحل
قالتها ببرود، نظر الفتى للسماء
- الفتى: الموت أمر سهل
- الفتاة: م... ماذا؟!؟
- الفتى: من السهل إنهاء حياتك وهناك العديد من الطرق، وليس عليكِ الأهتمام لآراء الآخرين وارتكاب خطأ واحد أخير لن يضر
نظرت الفتاة للأرض بشرود
- الفتى: ولكن... أتعلمين ما هو الأمر الصعب والمثير للاهتمام والذي يحتاج تحدٍ؟؟
رفعت الفتاة رأسها ونظرت له
- الفتاة: ما هو؟!؟
- الفتى: العيش
- الفتاة: ال... عيش ؟!؟
نهض الفتى ودار حول نفسه
- الفتى: لا تدرين مالذي يخبئه لك الغد، قد تموتين، قد تعيشين، ربما ستجدين الحظ أو ربما ستقعين في النحس
- الفتاة: م... ماذا ؟!؟
- الفتى: أليس هذا مسلٍ؟؟ أن لا تعرفي مالذي سيخبئه المستقبل لكِ... وكأنكِ تقرأين رواية وتنتظرين جزء جديداً لها فتستمرين بالتفكير حتى تفقدي عقلك ههههه
- الفتاة: أ... أظن أن هذا مسلٍ!!
- الفتى: ما رأيك في اتفاق؟؟
- الفتاة: أ... اتفاق ؟!؟
- الفتى: أجل... سيعجبك وسيرضيكِ وستربحين بكلا الحالتين
ابتسم بلطف
- الفتاة: م... ما هو ؟؟
- الفتى: إذا عشت ووجدت السعادة لا تعودي إلى هذه الأرجوحة
قالها بينما يشير للأرجوحة، التفتت لها ونظرت بصدمة
- الفتاة: ل... لا أعود لها!!
- الفتى: أجل، رغم أنه من الخسارة تضييع هذه المتعة
قالها بحزن بينما يتأرجح عليها
- الفتاة: ( يتصرف كالأطفال؟!؟)
- الفتى: أما إذا لم تفعلي...
نهض وشدها من يدها لتقترب منه ويصبح وجهها مقابلاً وجهه
- الفتاة:؟!؟
- الفتى: فسأقتلك بيدي... بسرعة وسهولة
ابتسم لتنظر بصدمة، تركها وسار بضع خطوات، أسرعت وأمسكت به
- الفتاة: لمَ تساعدني؟!؟ من أنت ؟!؟
استدار الفتى وابتسم
- الفتى: تأتين كل يوم إلى هنا... ألا تظنين أن هذا يكفي
ابتسم وتراجع للخلف لتظهر عينيه اللتان كانتا حمراوين كالدماء
- الفتاة: أظنك محقاً
ابتسمت له
- الفتى: الوداع
هبت رياح لتغمض عينيها وعندما عاودت النظر كان قد اختفى، ابتسمت الفتاة
- الفتاة: علي العودة إلى المنزل الآن... وارتداء قناع الابتسامة مجدداً... والعيش
غادرت الفتاة ومن يومها... لم تعد إلى الأرجوحة، مالذي يعنيه هذا برأيكم؟؟
(( النهاية))
أنت تقرأ
On_the_swing | على_الأرجوحة
Historia CortaOne shoot في كل مرة وبنفس الوقت... تجلس تلك الفتاة وحيدة على الأرجوحة، تقضي بعد الوقت هناك حتى حلول الظلام وبعدها تعود للمنزل ولكن... هذه المرة مختلفة... فهذه المرة لديها ضيف!! على الأرجوحة وقت المغيب... مكان قصتي مكتملة